نتنياهو يلتقي ترامب في ظلّ التصعيد الغربيّ ضدّ سوريّة

هل هناك علاقة مُعينّة بين اللقاء الخامس، خلال عامٍ واحدٍ، الذي سيُجريه رئيس الوزراء الإسرائيليّ اليوم الاثنين مع الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب والمُناورة الأكبر منذ عقدٍ من الزمن بين الجيشين الإسرائيليّ والأمريكيّ الذي بدأت اليوم على أراضي الدولة العبريّة لمُحاكاة حربٍ إقليميّةٍ تندلع في منطقة الشرق الأوسط؟.

وسائل الإعلام العبريّة، أكّدت أنّ نتنياهو، الذي يلتقي ترامب، وهو غارق بالفساد والتحقيقات والأحاديث عن تقديم موعد الانتخابات العامّة في إسرائيل، أكّدت على أنّ رئيس الوزراء سيلتقي في واشنطن خلال زيارته، التي ستستمر خمسة أيام، بالرئيس ترامب وسيبحث معه الملفين الإيرانيّ والفلسطينيّ، وبالإضافة إلى ذلك، كما أفادت اليوم الأحد صحيفة (يديعوت أحرونوت)، سيتّم بحث سبل تقليص النفوذ والتمركز الإيرانيّ في الشرق الأوسط وبشكلٍ خاصٍّ في كلٍّ من سورية ولبنان، علاوة على أنّ الاثنين سيبحثان ما أسمته المصادر السياسيّة في تل أبيب بالأنشطة النووية الإيرانية، فيما ستتّم مناقشة سبل الدفع بمبادرة الرئيس الأمريكيّ، التي تعرف بـ”صفقة القرن”، لحلّ القضيّة الفلسطينيّة، والتي تنصّ، وفق رؤية نتنياهو، على منح الفلسطينيين أقّل من دولةٍ مع سيطرةٍ أمنيّةٍ كاملةٍ للدولة العبريّة على جميع الأراضي التي ستكون تابعة للـ”حكم الذاتيّ الفلسطينيّ”، على حدّ تعبير المصادر في تل أبيب.

علاوة على ذلك، فإنّ الاجتماع الخامس بين نتنياهو وترامب يجري في ظلّ التصعيد الأمريكيّ-الفرنسيّ-الألمانيّ لاستهداف سوريّة عسكريًا، بسبب زعم رؤساء هذه الدول بأنّ النظام الحاكم في دمشق يقوم باستخدام الأسلحة الكيميائيّة في الغوطة الشرقيّة، التي تُسيطر عليها المجموعات الإرهابيّة.

في ظلّ هذه التطورّات والمُستجداتّ بدأت، اليوم الأحد، مناورات ضخمة يشارك فيها آلاف الجنود من جيش الاحتلال الإسرائيليّ والجيش الأمريكي، والتي تُحاكي حربًا شاملةً تتعرّض خلالها إسرائيل لهجماتٍ صاروخيّةٍ من جميع الجبهات.

وذكرت وسائل الإعلام العبرية، أنّ 2500 جندي أمريكيّ، بالإضافة إلى 2000 جندي من منظومة الحرب الجوية التابعة لسلاح الجو في جيش الاحتلال ووحدات أخرى، سيُشاركون في التمرين لـ”تحسين الجاهزية بهدف التصدي للتهديدات الصاروخية”، كما أكّدت المصادر في جيش الاحتلال.

علاوةً على ذلك، أشارت المصادر عينها إلى أنّ التمرين سيُحاكي وصول قوات أمريكيةٍ إلى الدولة العبريّة، إثر تعرضها لهجومٍ صاروخيٍّ على جبهاتٍ مختلفةٍ، بالإضافة إلى سيناريوهات متعددة للتعامل معه من خلال استخدام منظومات مختلفة مثل “حيتس″ و”القبة الحديدية” و”مقلاع داود” و”باتريوت”.

وتابعت المصادر قائلةً إنّه في إطار المُناورة الكبرى (Jennifer Cobra)، التي ستستمر حتى الرابع عشر من شهر آذار (مارس) الجاري، فقد وصل إلى الأراضي الإسرائيليّة 2500 جندي أمريكي، بالإضافة إلى عشرات الآليات العسكرية للمشاركة في المناورات العسكرية التي يُطلق عليها اسم “جنيفر كوبرا”.

وبحسب المصادر في تل أبيب، فإنّ التدريبات تشمل أيضًا هبوط قوات جوية داخل الخطوط عن طريق طائرات هيلكوبتر وطائرات مسيّرة على متن السفينة.

في السياق عينه، ذكرّت صحيفة (هآرتس) العبريّة أنّه في شهر أيار (مايو) من العام الماضي وصلت إلى الأراضي الإسرائيليّة طائرات أمريكيّة من طراز إف 15، حيث شاركت في التدريب الذي جرى بين الجيشين الأمريكيّ والإسرائيليّ، وذلك في القاعدة العسكريّة الجويّة (عوفداه) في جنوب الدولة العبريّة، حيث تعمل هناك السريّة الحمراء، وهي التي تُحاكي الهجوم الإسرائيليّ على القواعد الجويّة للدول الأعداء لكيان الاحتلال.

بالإضافة إلى ذلك، أوضحت الصحيفة العبريّة، نقلاً عن مصادر رفيعة في جيش الاحتلال، أنّ الجيش الإسرائيليّ أجرى في الفترة الأخيرة عدّة تدريبات مع جيوشٍ أجنبيّةٍ، بما في ذلك جيش الإمارات العربيّة المُتحدّة، أمريكا واليونان، كما شارك العديد من طيّاري سلاح الجو الإسرائيليّ في التدريب الأمريكيّ الذي يُطلق عليه اسم (ريد فلاغ)، والذي شارك فيه أيضًا سلاح الجوّ الإماراتيّ، والباكستانيّ والإسبانيّ.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى