نتنياهو يمتنِع عن التلويح بالخيار العسكريّ الإسرائيليّ ضدّ إيران ومصادر بتل أبيب تؤكِّد أنّ بايدن سيبدأ بالمفاوضات ولكن رسائله لإيران واضحة: “لن نتورّع عن اللجوء للعمل العسكريّ” !

 

اعتمادًا على مصادر أمنيّة رفيعة، قال المحلل الأمنيّ في موقع (YNET) الإخباريّ-العبريّ إنّ “القراءة الإسرائيلية للهجوم الأمريكي على الحدود السورية العراقية وضعت جملة أهداف أساسية، أولها أنه وسيلة من إدارة الرئيس الجديد جو بايدن لإبلاغ جميع الفاعلين الإقليميين بأن الولايات المتحدة قد تعلمت من أخطاء الرئيس الأسبق باراك أوباما، صحيح أنّها تحاول تحقيق أهدافها بالوسائل الدبلوماسية، لكن الخيار العسكري الأمريكي يبقى مطروحًا على الطاولة، وهو حقيقي ومؤلم”.

وأضاف الخبير العسكريّ، رون بن يشاي، في تحليله أنّ “ثاني الأهداف الأمريكية وفق ما يتداوله الضباط الإسرائيليون في الأيّام الأخيرة فيما يتعلّق بهدف الهجوم الأمريكيّ، أنّه في المقام الأول يسعى لإعادة تأهيل الردع العسكري الأمريكي في المنطقة، وهناك هدف ثالث لا يقل أهمية، يتعلق بأنّ إيذاء الأمريكيين سيقابل برّدٍ فوريٍّ سيؤذي الجناة بمجرد تحديدهم على وجه اليقين”.

وأكّد بن يشاي، أحد الأبناء المدللين لدى المؤسسة العسكرية-الأمنيّة في الكيان، أكّد أنّ “الهدف الرابع من هذا الهجوم موجه للإيرانيين في سياق المشروع النووي، ومشروع الصواريخ الباليستية طويلة المدى، والاستيلاء على دول في الشرق الأوسط من خلال أذرعها في المنطقة، والرسالة مفادها أننا جادون في الجهود المبذولة لمنع الأسلحة النووية في إيران من خلال الدبلوماسية والحوار”.

بالإضافة إلى ما ذُكِر أعلاه، أشار إلى أنّ “الهدف الخامس موجه لإسرائيل، مفاده أنّها إذا حاولت إيران اقتحام النادي النووي، فيمكن لإسرائيل الاعتماد على المساعدة الأمريكية، من خلال مشاركتها العملياتية في الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، وقد يقول البعض إن هذا استنتاج بعيد المدى، لكن هناك دلائل أخرى على أن الولايات المتحدة بقيادة بايدن لا تستبعد تمامًا استخدام الوسائل العسكرية ضد إيران، في حالة الضغط على حلفاء الولايات المتحدة”.

وشدّدّ الخبير بن يشاي على أنّ “هدفًا سادسًا قرأته إسرائيل في ذلك الهجوم الأمريكي، باعتباره تهديدًا موثوقًا به ضدّ تطلعات الصين نحو تايوان، ومحاولاتها للسيطرة على بحرها الجنوبي، وكل ذلك يؤكّد أنّ واشنطن، وإنْ لم تقل ذلك صراحة، لكن لا تزال تعتقد أنّ الخيار العسكري الأمريكي مطروح على الطاولة”.

وأشار إلى أنّ “الهجوم الأمريكي المشار إليه يعني بالنسبة لكثير من الأوساط الإسرائيلية أنْ يرفعوا القبعة إجلالاً وإكبارًا لإدارة بايدن، التي فعلت بالضبط ما قالت إنها ستفعله، وفحصت على ما يبدو المعلومات الاستخباراتية مع عملاء استخبارات آخرين في المنطقة، ولذلك جاء الهجوم على قاعدة لوجستية وعملياتية أنشأها قائد فيلق القدس بالحرس الثوري قاسم سليماني كجزء من الوجود العسكري الإيراني في سوريّة”.

ونقل بن يشاي عن محافل عسكرية إسرائيلية قولها إنّ “هذه القاعدة تعمل كمحطة عبور مهمة للغاية على الممر البري بين طهران ودمشق ووادي لبنان، وتضم مليشيات موالية لإيران من أفغانستان والعراق وباكستان، وترسل رجالها إلى الحدود مع إسرائيل، أوْ لمحاربة أعداء النظام السوري في الشمال، وتقع على بعد مئات الكيلومترات من الحدود الإسرائيلية، ومن ثم أكثر عرضة للهجمات الإسرائيلية، آخرها في مخيم البوكمال في يناير (كانون الثاني) الماضي”.

يُشار في هذا السياق إلى أنّه في مقابلةٍ مع القناة الـ13 في التلفزيون العبريّ امتنع رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، عن الإجابة على سؤالٍ حول الخيار العسكريّ الإسرائيليّ ضدّ إيران، واكتفى بالقول إنّ الدولة العبريّة ستفعل كلّ ما في وسعها من أجل منع إيران من الوصول إلى القنبلة النوويّة، على حدّ تعبيره.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى