نجوم «لو» يُنقذون دراما ضعيفة
على رغم وصفه على بعض شاشات العرض بـ «أضخم إنتاج» لهذا العام، وقع مسلسل «لو» تحت الضغط قبل عرضه في الموسم الرمضاني. أولاً بسبب تطرقه لموضوع الخيانة الذي شاع في الأعمال الدرامية أخيراً. وثانياً بسبب عدم أصالته كنص واقتباسه من ثلاثة أعمال غربية أحدها فيلم Unfaithful إنتاج 2002 من بطولة ريشارد غير وديان لاين وأوليفييه مارتينيز.
ولم يفلح العمل خلال حلقات العرض بالخروج من نقطة الضعف هذه علــى رغم حجزه مكاناً لدى المشاهد مع بداية رمضان بسبب إستعانته بنجوم عدة في أدوار البطولة، على رأسهم الممثل السوري عابد فهد مع الممثلين اللبنانيين يوسف الخال ونادين نجيم. وأيضاً اللجوء إلى المغنية اليسا لغناء شارة المسلسل الناجحة من تأليف الفنان مروان خوري وتلحينه.
وعلى رغم قول الشركة المنتجة «صباّح ميديا» في البرومو الترويجي للعمل إنها تهدف لمعالجة موضوع الخيانة و«بخاصة في مجتمعنا العربي»، إلا أن الإعداد الذي قام به بلال شحادات ونادين جابر فشل في إسقاط واقع البيئة الشرقية لا بشكل عام ولا من حيث التفاصيل، فلم يصل إلى «الانفتاح الغربي» ولم يعالج «المحافظة» العربية. وكان أشبه بعملية «لصق ونسخ» للعمل الأجنبي، إذ معظم المشاهد الرئيسية كانت نسخة طبق الأصل عن المقتبس منه، مثل مشهد التقاء «جاد» (يوسف الخال) و«ليلى» (نادين نجيم) وصدفة جمع «غيث» و«جاد».
وأدى عابد فهــد ببراعة دور الزوج المخدوع الجاهل وثم العارف، فقدم «غيـــث» القلق الذي يتعبه الشّك بــزوجتـــه ويدفعـــه إلى مراقبتها ليقـــرر في اللحظات الأخيرة لاكتشافه خيانتها التراجع عن قراره كيّ لا يهدم عائلته، ليعــــود ويــكتشف بعدها خيانتها، فيبدأ بالتصرف كعادته بطريقة منطـقــيــة ومدروسة من دون تسرّع على رغــم معـــرفة صديقه «وليد» (عبد المنعم عمايري). وهي صورة تشكل استثنـــاءً فـــي واقعنا كان يمكن إقناع المشاهد بها عبر تفاصيل أخرى للخط الدرامي الرئيس، لكنها كانت غائبة.
وبعيداً عن نمطية دور الزوج المخدوع التي قدمها فهد في أعمال سابقة، وقع الممثل السوري في تناقضات درامية ليس مسؤولاً عنها، كاختيار مكتب له بديكور أحمر أو غرفة نوم بقلوب فضية. أمران لا يشبهان رجل غير رومانسي وبارد الأعصاب. وعانى أيضاً من نص تشوبه مماطلة وبطء كبير في تطوّر الأحداث، وإطالة في الحوارات تشعر المشاهد بالملل. وكان فهد انتقد العمل في برنامج «ولا تحلم»، الأمر الذي لم يرق لقناة «أم تي في» اللبنانية إذ أزالت الانتقادات في نسخة الإعادة، علماً أنها تعرض البرنامجين على شاشتها.
أمّا الممثل يوسف الخال الذي أدى دور الرسّام المحترف الذي يغري «ليلى» ويدفعها إلى خيانة زوجها معه، وإلى استغلال أختها «رشا» (سارة أبي كنعان)، نجح في لعب دور الرجل الرومانسي، فيما فشل في أداء الشخص «الضعيف والمكسور» بعد أن خسر علاقته بحبيبته. في مشهد رئيسي، حيث تتشاجر «رشا» مع «جاد» بعد اكتشافها «لعبته»، يعجز المشاهد عن رؤية تفاصيل وجه الخال، وذلك بسبب عدم أخذ لقطات قريبة. أمر لا تفسره إلا محاولة خاطئة للمخرج سامر البرقاوي لإخفاء عدم تمكن الممثل من الأداء بالشكل المطلوب. ويُشار إلى حصول الأمر أكثر من مرة في مشاهد الخال.
وفي سياق متصل، يبدو أن نادين نجيم أكثر مَن استفاد من «لو»، إذ استطاعت أن تتخلى عن الجمال وتلتصق بالوجه الباهت بسبب الخيانة وثم المرض، من أجل أن تصعد درجةً إضافيةً نحو التمثيل. ويُحسب لنجيم أنها استطاعت بأدائها وتعابير وجهها ألا تظهر الخيانة كمتعة، وهو الأمر المطلوب من النص. ومن ناحية الخطوط الجانبية، أتى وجود «وليد» و«سارة» (ديمة بياعة)، أي الزوجين اللذين يعانيان من عدم القدرة على إنجاب الأطفال، ليكسر روتين النص البطيء بسبب الحبكة الخاصة بهما وبسبب أدائهما العالي، إلا أن النمطية اللبنانية التي تلافاها المخرج في خط الخيانة من إبراز الجمال والمكياج الكامل بلا مبرر درامي، فوقع فيها خط «وليد – سارة». مثلاً في الحلقة 26 تستيقظ «سارة» من النوم بقصة شعر تناسب احتفالاً وبـ«Full make-up».
ومن المطبات التي وقع فيها النص، الخط المصري بمبرر درامي ضعيف. عائلة «غيث» مصرية، في حين أنه يتحدث باللهجة السورية ومتزوّج من لبنانية، فظهر اختيار هذا الخط فقط لإعطاء العمل صبغة عربية، الأمر الذي اعتمدته أعمال أخرى، حتى أصبحت أشبه بـ «شركات مساهمة محدودة الدراما».
صحيفة الحياة اللندنية