نحو القمم
خاص بموقع ( بوابـة الشـرق الأوسـط الجديـدة )
في ميدان الحياة وفي السباق نحو القمم هناك فرق كبير بين أن تكون بطلاً فائزاً وبين أن تكون مجرد مشارك ؛ بين أن تكون إنساناً عادياً يأكل ويشرب وينام ويموت وليس له أي أثر أو بصمة وبين إنسان بذل كل الجهود وغامر وخاطر وتعثّر ووقع مرات ومرات ثم نهض من جديد وتابع طريقه ليكون له بصمة في هذه الحياة ؛ ليكون اسماً برّاقاً يلمع وشمس إنجازاته على العالم تسطع.
فرق كبير بين أن تكون طيراً صغيراً غاية طموحه عش صغير وحياة بحجمه وبين أن تكون نسراً كبيراً لا يرضى إلا أن يعانق السُحب بطموحه بل لا يطوي جناحيه طالما أن هناك قمة لم يصلها بعد.
فرق شاسع بين أن تجلس على الهضبة تنتظر الفرص ، وبين أن تتسلق الجبال لصناعتها وتخط بعرق جبينك وهمّتك أروع القصص !!
كن على يقين أن مكافآت الحياة وجوائزها ستكون على قدر البذل والجهد فليس من رضي بحبات الرمل والتراب كمن أمسك ذرات الذهب.
ربما يقول لي أحدكم : إن الطريق نحو القمم محفوف بالمخاطر والمصاعب وسأقول لك نعم إنّه كذلك ومن قال غير ذلك ؟؟
فالطائرة مثلاً عندما تقرر الإقلاع والطيران نحو السماء تضع اِحتمالات كثيرة لمخاطر ربما تواجهها كمطبّات عواصف قوية مثلاً ؛ أو ربما يحدث عطل طارئ وهي في كبد السماء بعيدة عن الأرض بعداً كبيراً ، ربما وربما إلخ.
إذن فقرار طيرانها فيه من الخطورة مافيه !! لكنّ الخطر الأعظم هو بقائها مشلولة على المدرج عرضة للصدأ والتآكل إذا لم تُستخدم لما صُنعت لأجله ؛ نعم لقد صُنعت لتحلّق عالياً بين السحب ؛ وأنت خُلقت لتكون على القمم.
اِنظر إلى سير العظماء والناجحين سواءً عربية أو غربية كيف أنّهم لم يقبلوا أن يظلوا قابعين على الهضاب ؛ لقد قرروا الصعود رافضين الدونيّة ؛ لم يأبهوا لوعورة الدروب ولا لكثرة الحفر أو الصخور ولا لوحشة الطرق.
لقد كان شعارهم ” ومن يتهيّب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر ” .
إنّها القمّة ياسادة ؛ القمّة ولا شيء دونها !!
والآن إبدأ مشوارك نحو القمم وتذكر قول القائل :
” لا تطل في النوم فالصبحُ أتاكً
أدرك القمّةَ أسرع في خطاكَ
إن تأخرت بسعيٍ نحو مجدٍ
قد ينال المجد بالسعي سواك
قد يمر الوقتُ ويمضي
وترى الكل نجوماً ما عداك !! ”
ألقاكم على القمم …
لكم مني أجمل التحيّات …
* مدربة تنمية بشرية
www.facebook.com/Lena.Mhd.Matteet