نقاش سوري شعبي مع الوزير لافروف

 

خاص باب الشرق

لفت إنتباه السوريين إستمرار وزير الخارجية الروسية ، لافروف، بتكرار عبارة أن ( الحرب بين الحكومة السورية والمعارضة أنتهت )، وأشعل هذا التصريح التساؤلات الشعبية حول مصير أدلب والجزيرة السورية، حيث يستمر التركي بإدخال قواته إلى الأولى، ويستمر الأميركي بزيادة تسلحه كماً و نوعاً في الثانية.

بالواقع أن تصريح لافروف ، تضمن و لو بشكل غير بارز ( حق الحكومة السورية بإستمرار محاربة  الفصائل الإرهابية حتى إنهائها ) و هذه النقطة تثير لدى السوريين أسئلة تتخوف من أن تكون عملية فرز الفصائل المقاتلة  للدولة السورية  بين معارضة وإرهاب مجرد وسيلة تتيح للإرهابيين التنكر ضمن بعض فصائل المعارضة، لتبرير إستمرارها، وهذا ما تفعله المخابرات التركية . ومن أهم أسئلة السوريين تجاه هذه النقطة، هل تتخذ موسكو موقفاً يتجنب مشاركة روسيا للقوات السورية، في محاربة الفصائل عندما تضطر الحكومة السورية  للقيام بهذا الفعل العسكري، سواء  ضماناً لوحدة الأرض السورية ، أو لتحقيق إستعادة السيادة الكاملة على الأرض و الشعب .

أثناء زيارة الوفد الروسي رفيع المستوى إلى دمشق قبل أسبوعين أكد الوزير لافروف أن قضية الجزيرة السورية ، و إدلب، واستعادة سيطرة الدولة عليهما لبسط السيادة الوطنية عليهما، سيتم الوصول إليها عبر التسوية السياسية . .  ولكن، وبعد زيارة هذا الوفد الروسي إلى دمشق، زار وفد روسي عسكري سياسي كبير أنقرة لإطلاق التسوية السياسية مع تركيا و كان وقحاً الرد التركي، عندما رفضت أنقرة ما طلبه الوفد الروسي ، من إخراج الأسلحة الثقيلة من إدلب مع سحب القوات التركية وتخفيف عدد مراكز المراقبة .. وفوق ذلك، قامت تركيا بإدخال أرتال عسكرية جديدة لإدلب، والسوريون يتأكدون أن تركيا مستمرة بخططها للسيطرة على إدلب. وواضح أن أنقرة قد رمت التسوية في وجه الوفد الروسي، لذلك لا يبقى أمام السوريين , إلا إستعادة إدلب بالعمل العسكري. فهل سيتجنب الروس , المشاركة بمثل هذا العمل ؟؟ أم أن الإستراتيجية الروسية، الهادفة للتعاون مع سورية ، حتى استعادة كامل السيادة على كامل الأرض السورية هي الحاسمة  والمقررة ، وليس تصريحاً , لا بد أن لافروف أراد منه دفع التسوية خطوات إلى الأمام .

كذلك فإن السوريين يلاحظون بشكل جيد كيف تقوم واشنطن بتوحيد الفصائل الكردية ، وهي تعلن أنها تفعل ذلك لتحقيق ( وحدة المعارضة في مواجهة الحكومة ) كما يحس السوريون أن رعاية موسكو لاتفاق منصة موسكو مع قسد يصب في نفس الهدف الأميركي، وهو توحيد المعارضة في وجه الحكومة. ويخشى السوريون أن تكون هذه المساعي عاملاً في إضعاف موقف الحكومة في التسوية، رغم القناعة السورية باستحالة عمل موسكو في هذا الإتجاه . و يتساءل السوريون، هل هناك تفاهم روسي أميركي  لتحضير المعارضة من أجل تسوية يجري التحضير لها ؟؟ و كم هو التنسيق الروسي السوري حول هذه التسوية ؟؟؟

كما أن السوريين، الذين أستبشروا بتصريح نائب رئيس الوزراء الروسي بوريسوف في دمشق، أن الوفد الروسي رفيع المستوى، اتفق مع القيادة السوريةعلى خارطة طريق لخرق حصار العقوبات على الشعب السوري . وبعد زيارة الوفد الروسي، يتساءل السوريون لماذا يغرق الشعب السوري، منذ أكثر من شهر، بأزمة وقود خانقة ، وطوابير السيارات الممتدة انتظاراً لأيام من أجل الحصول على حصة من البنزين ؟؟ و يتساءل السوريون , ألا ترى موسكو مدى الضغط الإقتصادي الخانق , الذي يقطع هواء الحياة عن السوريين ؟؟ هل من الصعب على موسكو مد المساعدة لتخفيف المعاناة ؟؟  و أين خرق  الحصار الإقتصادي الذي تحدث عنه بوريسوف ؟؟ هذه التساؤلات الشعبية السورية , كيف لا يستجيب الروس لها ؟؟ و السوريون يسألون، ماذا فعلتم بتصريح وليد المعلم  عندما قال عن زيارة الوفد الروسي أنها ستكون  بشارة إنفراج إقتصادي قريب ؟؟

السوريون إنطلاقاً من تقديرهم للتعاون الروسي الكبير والشريك في تحقيق الإنتصار على الإرهاب ، وإنطلاقاً من تمسكهم بالتعاون مع روسيا، يطرحون الأسئلة حول التسوية، وحول ما يأملونه من المساعدة الروسية لتخفيف المعاناة نتيجة الحصار الإقتصادي الخانق، خاصة و أن سورية تخوض مع روسيا الحرب ضد الإرهاب الذي لو أنتصر لشكل خطراً يهدد الروس في بيوتهم كما قال بوتين أكثر من مرة .

باب الشرق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى