تحليلات سياسية

خبيرٌ عسكريٌّ إسرائيليّ يكشِف: “خوف جيش الاحتلال من الأسر “

 

نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ واسعة الاطلاع في تل أبيب كشف خبيرٌ عسكريٌّ إسرائيليٌّ النقاب عن أنّ “الانتقادات التي وجهها قائد هيئة أركان الجيش أفيف كوخافي إلى قادة الألوية لفشلهم في العمل أثناء حرب غزة الأخيرة.

تثير جدلا حول دورهم في الحملة المقبلة، لأن عدم استخدامهم ما اعتبره القوة اللازمة قد ينقل أن هناك ضعفًا في إسرائيل إلى الجانب الآخر”.

وأضاف يوآف ليمور في مقاله بصحيفة (إسرائيل اليوم)، أنه “رغم ما تحدث به الجيش الإسرائيلي في بلاغاته العسكرية عن ضرب المئات وليس العشرات من أهداف حماس، جاءت أرقامًا مبالغًا فيها للغاية، ولعل أحد أسباب عدم تنفيذ الفكرة العملياتية تلك سببه عملية احتيال فاشلة، ويمكن الحديث عنها بصراحة أنّ الجيش كان خائفا من تنفيذ الفكرة”.

وأشار إلى أنّ “تشغيل الجيش البري هو أحد القضايا الرئيسية التي تتطلّب دروسًا مستفادة، صحيح أنّ الجيش الإسرائيلي لن يخاف من استخدام القوات البرية “إذا لزم الأمر”، لكن من المشكوك فيه ما إذا كانت هذه هي الرسالة التي تمّ إرسالها أيضا للعدوّ، فمنذ بداية الحرب، أوضحت إسرائيل أنّ عملية برية ليست على جدول الأعمال؛ لأننا أمام عملية محمولة جوًا ومحدودةً، ولم يكن الاستيلاء على أراضٍ في غزة جزءا منها”.

وأشار الخبير العسكريّ الإسرائيليّ، نقلاً عن الصادر ذاتها، أشار إلى أنّ “التصور الإسرائيلي للقتال يقوم على تقصير مدته، وتحقيق نصر واضح، والتدمير المضاد لقدرات العدو، بمعدل مرتفع من استخدام مجموعة متنوعة من القدرات الناريّة الدقيقة، والضربات الشديدة التي تُقوّض قدرة العدو على العمل؛ بسبب الضرر التراكمي للوعي، بما يتجاوز قدرته الاستيعابية، والتفوق الاستخباراتي عليه”.

عُلاوةً على ما ذُكِر أعلاه، أكّد ليمور أنّه “في أي حرب مستقبلية، سيكون لإسرائيل ثلاثة أهداف رئيسية: إزالة سريعة للتهديد على الجبهة الداخلية، وإصابة شديدة للعدو من أجل إحراق وعيه بهزيمة؛ والحفاظ على الشرعية الداخلية والخارجية في مستوى معقول، حتى لا تصبح إنجازات المعركة عائقا، ولعل الطريقة الوحيدة لتحقيق أهداف الحرب هذه، هي استخدام المناورة التي تجبر العدو على التعامل بالقوة العسكرية الكاملة عبر عملية برية قاتلة وسريعة وعدوانية”.

وأوضح أنّه “ربّما ربح الجيش الإسرائيليّ معركة عسكرية في غزة، لكن إسرائيل لم تفز بالمعركة، والأسوأ من ذلك في نظر الجماهير الكبيرة، حتى في إسرائيل، يُنظر إليها على أنها هزيمة إستراتيجية بالتأكيد، أما حماس فقد اكتسبت قوة كبيرة، ومن المشكوك فيه أنها ستغير أساليبها، وبدلا من كسر التعادل الاستراتيجي، يبدو أن حرب غزة هي الحلقة الرابعة من سلسلة العمليات في غزة، وليست الحلقة الأخيرة”.

وأشار إلى أن “المناورة البرية كان من شأنها تغيير نتيجة الحرب، وإلا فإن الجبهة الداخلية الإسرائيلية ستستمر بتلقي الضربات، والنتيجة معادلة مقلوبة: الجبهة الداخلية تحمي الجيش، وليس العكس، وبدلاً من تعريض جنوده للخطر لحماية الإسرائيليين، يعرض هؤلاء أنفسهم للخطر لحماية الجنود، هذا هو الخط الخطير الذي سيطر على الجيش منذ انتهاء وجوده في جنوب لبنان، وفي جوهره الخوف من القتلى والمخطوفين”.

وخلُص المُحلِّل إلى القول إنّ “عدم اللجوء إلى تنفيذ العملية البرية، سيؤدّي مع مرور الوقت إلى انعدام الثقة في الجيش البري، والنتيجة أنّ إسرائيل ستدفع في نهاية المعركة المقبلة أثمانًا باهظةً”، على حدّ تعبير المصادر التي اعتمد عليها الخبير العسكريّ الإسرائيليّ.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى