خبير عسكري إسرائيليّ: “جيش الاحتلال يستعِّد للأسوأ في القدس …
نقلاً عن مصادر عليمةٍ جدًا في كيان الاحتلال، قال خبير عسكري إسرائيلي إنّ “المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تسعى لضخّ أكبر عدد ممكن من القوات لمنع المزيد من التصعيد في قطاع غزة الأكثر تفجيرًا، الذي يؤثر على الشرق الأوسط بأكمله، لأنّ الهدف الإسرائيلي يكمن في عدم اندلاع “الانتفاضة الموقوتة”.
وأضاف رون بن يشاي في مقاله على موقع (YNET)، التابع لصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، أضاف أنّ “الجيش الإسرائيلي يصعد قواته في الضفة الغربية، وكذلك في قطاع غزة، لكن التقدير أنّ جميع الأطراف لا تريد تصعيدًا في الوقت الحالي، وهي مهتمة بالتهدئة مرة أخرى، رغم ما شهدته الليلة قبل الماضية من إطلاق القليل من الصواريخ على مستوطنات غلاف غزة، نتيجة الحماسة الدينية بعد الاشتباكات في القدس”.
وأشار بن يشاي، وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية، وغطى الحروب العربية الإسرائيلية، إلى أنّ “معظم القصف الليلي من غزة تجاه المستوطنات تم بقذائف الهاون وعدد قليل من الصواريخ، صحيح أنّ تقدير الجيش يرى أنّ الجميع له مصلحة في التهدئة مرة أخرى، على الأقل في ضوء جهود الوسطاء المصريين، لكن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بأكملها تؤكّد أن المشكلة ليست في غزة، بل في القدس التي تشهد الاضطرابات الأخيرة”.
وأكّد أنّ “أحداث القدس تترك أصداءها ليس فقط بغزة، ولكن أيضًا في الدول العربية، فكل حدث غير عادي في المدينة المقدسة، خاصة إنْ كانت أحداثًا ذات طبيعة عنيفة كما في الأيام الأخيرة، تكتسب على الفور أهمية دينية، وتساهم بتفجير العاطفة الدينية التي تتزايد قوتها بسبب شهر رمضان، وتشهد القدس أيامًا حساسّةً، الأمر الذي يتطلّب من الجيش الإسرائيلي وأجهزته الأمنية بذل الجهد الرئيسي لتهدئة العاصفة في القدس”.
وأشار إلى أنّ “الآونة الأخيرة تشهد تدفقاً لقوات من حرس الحدود المنتشرة في المناطق، ومن العوامل التي تجعل من الصعب على المؤسسة العسكرية التعامل مع أحداث القدس، خاصة تجاه الشباب المقدسي، أنهم يعتبرون أنفسهم أوصياء على المسجد الأقصى، وهذه هي الطريقة التي يُنظر إليهم بها في الشارعين الفلسطيني والعربي، وبمجرد اندلاع الاشتباكات في القدس، فإنها تنطلق على الفور إلى بيئة الشرق الأوسط المسلم بأكملها”.
وأوضح أن “التقدير السائد في نظر مجتمع المخابرات الإسرائيلي يسعى للتعرف على السبب الرئيسي لهذه الصدامات والاشتباكات في القدس، حيث لم يطرأ أي تغيير على الوضع الراهن في الحرم القدسي الشريف، ولم يتم إجراء أي تغييرات في السنوات السابقة لمنع الحشود غير المرغوب فيها، كل شيء طبيعي من حيث الوضع الراهن، لكن يمكن تقدير أن الاشتباكات نجمت عن ضجة افتعلها المتطرفون اليهود من منظمة لاهافا”.
وأضاف أنه “في إسرائيل تشير التقديرات إلى أن الانتخابات الفلسطينية تسبب اضطرابات، ويبدو أن حماس أيضًا لديها مصلحة قوية في إشعال الأوضاع الميدانية في الضفة الغربية، كما أن النار في قطاع غزة تنتشر كالنار في الهشيم”.
وختم بالقول إنّ “المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تسعى لتبريد التوترات الميدانية في القدس، وتجنب الاشتباكات، مرورا إلى تهدئة الأوضاع الميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة، لكن هذا قد يؤدي لاشتعال الموقف، صحيح أنه يمكن احتواء الأحداث في القدس وتهدئة المنطقة، لكن الشرطة وجهاز الأمن العام والجيش يستعدون للأسوأ”، على حدّ تعبير الخبير بن يشاي، الذي اعتمد في تقريره على مصادر أمنيّةٍ وعسكريّةٍ رفيعة الشأن في الكيان.