نم باكراً

الشهداء..
يصغون لأحلامنا ، وينامون على الأرصفة؟! !

إهداء خاص إلى محمد : قتلتك قذيفة في الشارع !
عماد

على غير العادة .. نام محمد باكرا !

هو قال لي إنه لا يحب النوم باكرا، فلماذا ؟

لماذا نمت باكرا يا صديقي ؟

قل لي .. لماذا اخترت النوم باكرا، وتركت زوادة الصباح تأكلها الريح ويغطيها ثلج شتاء بارد في عرض الطريق ؟! لماذا اخترت النوم باكرا وتركت حكايات المساء التي كانت تحكيها لنا أختنا زهراء عن سفرها الدائم في بلاد العالم ومعرفتها بعادة شعوب الناس الطيبين ؟ لماذا اخترت النوم باكرا وتركتني وحدي ؟!

سأحكي لك شيئا لم أحكه من قبل :

ــ أنا كذبت عليك . ما كان ينبغي أن أكذب !

ماكان ينبغي أن أزين لك الأشياء بأشياء أخرى، فأقول إن نجوم الليل يصبحن فتيات عاشقات عندما نحلم، ما كان يفترض بي أن أقول لك إن القمر يزهر ياسمينا أبيض في ليالي الشتاء خلف الغيوم التي تتلبد فوقنا! أنا كذبت عليك.. صدقني هذه المرة !

كنت حالما مثل صبية تنتظر فارسا على حصان أبيض قرب نبع نضب الماء فيه، وأردت أن أجعلك حالما مثلي …

كنت أحمق مثل بائع يبيع الجواهر في مخيمات اللاجئين، وأردتك بائع جواهر !

كنت ساذجا مثل فقير يمد يده أمام الناس ويخاطبهم : أعطوني مما لاتملكونه !

أعطوني مما لاتملكونه !

أنا لست صوفيا .. و لا أريد أن أكون صوفيا .. أنا لست ممن يعتنقون الكلمات ويرددونها كببغاء معتقل في قفص !

أنا..

أنا ياصديقي .. كنت أريد رسم نوع من الخوخ ليس أطيب منه في العالم ، وعندما رسمته لم أستطع تناوله . كان ورقا ولونا ..

لا يمكن أن أهزأ الآن بما فعلت .. كان ينبغي أن أتعلم منك ..

كنت أعرف أنك تسمعني باستغراب .. لكن السهرة كانت أجمل عندما لم تنم باكرا .. باكرا .. باكرا !

لماذا تركتني وحدي ؟! هل داهمك النعاس فجأة ، فنمت ؟!

لماذا تركتني ونمت على زند الحجر وانتظرت الدم يسيل منك ويسيل إلى أن يصبح لون الطريق بلون الخوخ الذي رسمته على الورق ؟!

أكنت تحلم فعلا أن تطير ؟!

أكنت تنصت إلى رجل مثلي يقول لك : إن الشهادة تجعلك حمامة ، فنمت على زند الحجر وتركت الدم يرسم الطريق خوخا أحمر ؟!

لماذا نمت باكرا أيها الشهيد ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى