نيكول سابا: الصراع سيحتدم بيني وبين تيم حسن
بعد النجاح الكبير الذي حقّقه مسلسل «الهيبة» في جزئه الأوّل، يترقّب كلّ من الجمهور والصحافة على حدّ سواء الجزء الثاني منه «الهيبة- العودة»، بخاصة أنّ القيّمين على العمل يتكتّمون كثيراً حول مجرياته التي تدور قبل أحداث الجزء الأوّل. الحال نفسها مع بطلة المسلسل الفنانة والممثّلة اللبنانيّة نيكول سابا التي لازمت الصمت واعتمدت سياسة التشويق واكتفت بالقول إنّ دورها سيقلب المقاييس ويدفع الجمهور إلى متابعة العمل على أحرّ من الجمر. ما الذي شجّع سابا على المشاركة في هذا المسلسل؟ كيف تصف علاقتها بـ«جبل»؟ وما سرّ شغفها الدائم بالتمثيل؟عن هذه الأسئلة وغيرها تجيب نيكول سابا في هذا اللقاء الشيّق معها.
ما الذي جذبك للمشاركة في «الهيبة – العودة»؟
هي المرّة الثانية التي أشارك فيها في عمل عربي بعد «مذكّرات عشيقة سابقة»، علماً أنّني أدّيت أكثر من دور في أعمال مصريّة عديدة طوال مسيرتي المهنيّة. وبعد مشاركتي الأخيرة في مسلسل «ولاد تسعة» الذي تألّف من 70 حلقة وأنتجته شركة صادق الصباح، تلقّيت عرضاً لتأدية دور البطولة إلى جانب تيم حسن في «الهيبة – العودة»، فتردّدت في البدء بخاصة أنّ الجزء الأوّل من العمل عُرض العام الفائت وحقّق نجاحاً باهراً، ما يشكّل تحدّياً كبيراً بالنسبة إلى أيّ ممثّل يفكّر في المشاركة في الجزء الثاني. من جهة أخرى، لا أخفي أنّني فرحت في الوقت نفسه، فالمشاركة في عمل ناجح مع شركة إنتاج ضخمة ونجوم كبار تغري الممثّل وتدفعه إلى عدم التفكير مرّتين. استغرق الأمر بعض الوقت قبل أن أوافق على الدور، وحين اتّخذت قراري قرّرت أن أتجاهل كلام الناس على مواقع التواصل الاجتماعي وألّا أتأثّر به.
شكّل اختيارك مفاجأة كبيرة بالنسبة إلى كثيرين، لا سيّما أن أقلام الصحافة رشّحت أسماء بديلة بعد انسحاب الممثّلة اللبنانيّة نادين نسيب نجيم من الجزء الثاني.
صحيح، وقد استغربت ردود أفعال البعض وأحكامهم المسبقة وشعرت بأنّني في حرب أنا بغنى عنها، فالتزمت الصمت. أضف إلى ذلك أنّ من يريد الغوص في عمل ما ليس عليه أن يتأثّر بما يقال وينشر، وإلّا سيكون مصيره الفشل. سيعرض العمل خلال أيام قليلة، فلننتظر معاً النتيجة.
قد تكون المقارنة بينك وبين نجيم ظالمة، بخاصة أنّ اعتماد نجوم مختلفين لتأدية دور البطولة في عمل يتألّف من أكثر من جزء أمر شائع جدّاً في الأعمال الأجنبيّة.
من يتابع سلسلة James Bond الشهيرة يعي أنّ لكل جزء بطله. قد يستقطب القيّمون على «الهيبة» نجمة أخرى في الجزء الثالث فأين المشكلة في ذلك! السيناريو وحده يحدّد نجاح العمل أو فشله، فالحبكة هي المقوّم الأساسي في أيّ عمل فنّي والعنصر الرئيس الذي يحرّك القصّة ويسمح بتسلسل أحداثها بشكل متنام ومتسارع. كما أنّ لكل نجم حسابات خاصة يعتمدها قبل الشروع في أيّ عمل بغية الوصول إلى الهدف المرجوّ.
كثرت الأقاويل والتحليلات التي تتعلّق بدورك في الفترة الأخيرة، غير أنّك فضّلت التزام الصمت.
سيتابع المشاهد العمل قريباً وسيجد كل الإجابات التي يبحث عنها. فضّلت أن أبقي تفاصيل الشخصيّة طيّ الكتمان لأنّني أريد أن أفاجئ الجمهور بالدور الذي سأقدّمه. طوال مسيرتي المهنيّة اعتمدت سياسة واضحة وتركت عملي يتحدّث عنّي، وها أنا أسير على الخطى نفسها كي لا أحرق المراحل.
من يتحمّل مسؤوليّة حرب المعجبين على مواقع التواصل الاجتماعي، هم أم الفنان؟
إنّها فعلاً حرب سخيفة وغير عادلة لكل الأطراف، بخاصة أنّ بعض التعليقات تصدر عن مراهقين وتسيء إلى عائلة النجم وأحبابه وتخرج عن إطار المألوف… من حقّ الفنان أن يحظى بمعجبين يشيدون بأعماله ويدافعون عنه، لكن عليه أن يكون صادقاً مع نفسه ومع جمهوره وألّا يكون المسؤول الأساسي عن تأجيج الصراعات بينه وبين فنان آخر.
هل شاهدت الجزء الأوّل من العمل قبل الشروع في تصوير الجزء الثاني؟
تابعته العام الفائت.
شاهدت العمل على الشاشة الصغيرة وشاركت في بطولة الجزء الثاني منه. أين استمتعت أكثر؟
لا شكّ أنّني استمتعت بتصوير الجزء الثاني، بخاصّة أنّ إيقاعه أسرع بكثير من الجزء الأوّل، وهذا أمر طبيعي، كما أنّ أحداثه كثيرة ومشوّقة، والدليل انضمام نجوم كبار إليه، مثل رفيق علي أحمد، عبد المجيد مجذوب، ختام اللحام وغيرهم، ما يدلّ على أنّ مجريات العمل ستتشابك في ما بينها وأنّ خطوطاً دراميّة جديدة ستظهر إلى العلن.
سبق وذكرنا أنّ «جبل» (تيم حسن) سيعقد قرانه في الجزء الثاني. هل أنت «العروس»؟
(ضاحكة) أنا عروس وهو عريس قبل المشاركة في هذا العمل. أعد الجمهور بأنّ علاقة ناريّة مليئة بالتشويق والإثارة ستربطني بجبل. ستكون هذه العلاقة جيّدة أحياناً وقد تحتدم أحياناً أخرى حتى تصل تداعياتها إلى علاقتي بالقديرة منى واصف.
هل ستظهرين الجانب الشرير من شخصيّتك؟
ربّما، ما قد يضفي مزيداً من التشويق على العمل.
منذ فترة، جرى عرض «ولاد تسعة» و«ألف ليلة وليلة» للمرّة الثانية على MBC4، ما زاد من رصيدك وانتشارك في العالم العربي أجمع. هل تقصّدت الظهور في هذه الفترة؟
لم تعرض قناة MBC4 سوى 35 حلقة من «ولاد تسعة» ومن المتوقّع أن تستكمل الحلقات المتبقّية قريباً.
وبالطبع، لم أتقصّد الظهور فالأمر مرتبط بالمنتج وبالقنوات التلفزيونيّة. لا شكّ أنّني أشعر بسعادة عارمة وأنتظر بشوق عرض «الهيبة – العودة» في رمضان.
وأخيراً ستطلّين في عمل لبناني – عربي!
لطالما تساءل صحافيّون كثيرون عن سبب عدم مشاركتي في أعمال لبنانيّة، وها أنا اليوم أخطو هذه الخطوة. دخلت الدراما المصريّة من بابها العريض وكنت أنتظر الفرصة المناسبة التي تضعني على خريطة الدراما اللبنانيّة – العربيّة. فـ«الهيبة – العودة» قائم على فريق عمل محترف، من ممثّلين ومخرج وكاتب سيناريو وتقنيّين، ناهيك عن الإنتاج الضخم.
دائماً ما تنصفك الصحافة المصريّة وتعاملك كابنة البلد، في حين أنّ بعض أقلام الصحافة اللبنانيّة تقف لك بالمرصاد.
واكبت الصحافة المصريّة نجاحاتي ومسيرتي المهنيّة منذ أوّل مشاركة لي في فيلم «التجربة الدانماركيّة» مع عادل إمام، والحال نفسها في أعمالي الغنائيّة أو مشاركاتي في الأعمال العربيّة، فهي لم تبخل يوماً في إنصافي أو محاسبتي. وللأسف، تعاملني بعض أقلام الصحافة اللبنانيّة وكأنّني محسوبة على سوق واحد، ولا أدري لماذا! أنا ممثّلة منذ أكثر من 17 عاماً وأنتمي إلى الدراما العربيّة مهما كانت هويّتها، فالفنان ملك للجمهور والأوطان كافّة.
أدوارك في تطوّر دائم، من أين ينبع هذا الشغف؟
كلّما نضج الممثّل كلّما تبدّلت نظرته إلى الأمور، إلّا أنّ الشعور الذي يدفعه دائماً إلى تطوير أدواته بغية تقديم عمل يرضي طموحه وتطلّعات المشاهد العربي يلازمه على الدوام. هذه المهنة تفاجئني باستمرار، ولا أخفي أنّني لا أزال أتعلّم منها حتى اليوم، فمهما علا شأن الشخص، يبقى «الشغف» العامل الأساسي والأبرز الذي يشكّل محور الإنجازات الخاصة والمهنيّة. دوري في «الهيبة» له أبعاد كثيرة وتقلّبات سيتفاعل معها المشاهد، كل على طريقته، وهذا تحدّ كبير بالنسبة إلى أيّ ممثّل محترف.
مجلة هيا