علوم وتكنولوجيا

هاتف خارق من ‘ون بلس’ الصينية يحرج آبل وسامسونغ تقنيا وسعريا

في منعطف تاريخي لسوق الهواتف الذكية العالمي، هيمنت شركة “ون بلس” (ون بلس) الصينية على العناوين التقنية لهذا الأسبوع، بعد أن أجمعت المراجعات العالمية والاختبارات المستقلة على تنصيب هاتفها الأحدث ون بلس 15 كأسرع هاتف ذكي في العالم لعام 2025.

يأتي هذا الإنجاز في وقت تشهد فيه الصناعة صراعاً محتدماً على ريادة قطاع “الذكاء الاصطناعي الجوال” وأجهزة الأداء الفائق.

 ون بلس ثورة المعالجة: كسر حاجز الأرقام القياسية

نقلت تقارير تقنية من مكاتب رويترز في بكين وسان فرانسيسكو، أن هاتف ون بلس 15 استطاع التفوق على منافسيه التقليديين، “آبل” و”سامسونغ”، بفضل تبنيه لأحدث هندسة رقائق من شركة كوالكوم. الجهاز يعمل بمعالج سنابدراغون 8 إليت الجيل الخامس بنسخة معدلة خصيصاً لـ “ون بلس”، حيث وصل تردد النواة الرئيسية إلى حاجز 4.63 جيغا هرتز.

ووفقاً لبيانات منصة الاختبارات الشهيرة أن تو تو، سجل الهاتف رقماً قياسياً بلغ 3.65 مليون نقطة، وهو ما يمثل قفزة نوعية في قدرة المعالجة الحسابية. وأشار محللون في مؤسسة آي دي سي للأبحاث أن هذا التفوق نابع من تكامل المعالج مع ذاكرة وصول عشوائي من نوع إل بي دي دي آر 5 إكس ألترا بلس، التي توفر سرعة نقل بيانات تصل إلى 9600 ميغابت في الثانية، مما يجعل الاستجابة فورية حتى في أكثر المهام تعقيداً مثل تحرير الفيديو بدقة 8 كي أو تشغيل الألعاب الثقيلة.

البطارية والطاقة: معايير جديدة للاستدامة الرقمية

لم يقتصر الإبهار التقني على السرعة فحسب؛ فقد أحدثت “ون بلس” صدمة في الأسواق بإدخال بطارية بسعة 7,300 مللي أمبير تعتمد تقنية “السيليكون-كربون” المتطورة. هذه التقنية تسمح بكثافة طاقة عالية جداً مع الحفاظ على نحافة الجهاز التي لا تتجاوز 8.1 ملم.

وفي اختبارات الصمود التي أجرتها مراكز أبحاث مستقلة في لندن، استطاع الهاتف الاستمرار في العمل لمدة تتجاوز 25 ساعة من الاستخدام المكثف، متفوقاً بفارق شاسع على هاتف آيفون 17 برو ماكس. كما يدعم الجهاز تقنية الشحن السريع بقدرة 120 واط، مما يتيح شحن هذه البطارية الضخمة من صفر إلى 100% في غضون 41 دقيقة فقط، وهو ما تصفه رويترز بأنه إعادة صياغة لمفهوم كفاءة الطاقة في الأجهزة المحمولة.

الشاشة والتبريد: هندسة “الصفر تأخير”

تعتبر الشاشة التي طورتها شركة بي أو إي خصيصاً لهذا الهاتف، والتي أطلق عليها اسم إكس 2 “ليفينغ آي”، إنجازاً هندسياً فريداً. فهي تدعم معدل تحديث يبلغ 165 هرتز، مما يجعله الهاتف الأول من فئة “الفلاغشيب” الذي يقدم سلاسة بصرية كانت مقتصرة سابقاً على هواتف الألعاب المتخصصة. وبسطوع يصل إلى 5,000 نيت، يتصدر الهاتف قائمة الأجهزة الأكثر وضوحاً تحت أشعة الشمس المباشرة عالمياً.

ولمواجهة الحرارة الناتجة عن هذا الأداء الجبار، اعتمدت الشركة نظام تبريد كرايو فيلوسيتي في سي بمساحة ضخمة تبلغ 12,000 ملم مربع. وأفاد مراجعون من موقع ذا فيرج أن الجهاز حافظ على برودة ملحوظة حتى عند تشغيل برمجيات الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تستهلك موارد مكثفة، حيث لم تتجاوز درجة الحرارة الداخلية 42 درجة مئوية.

التأثير الاقتصادي والسياسي لهاتف ون بلس

يأتي صعود ون بلس 15 في وقت حساس سياسياً؛ فبينما يواجه تطبيق “تيك توك” ضغوطاً للبيع في الولايات المتحدة، تواصل شركات الأجهزة الصينية تعزيز نفوذها التكنولوجي. يرى خبراء اقتصاديون أن تسعير الهاتف الذي يبدأ من 899 دولاراً يضع ضغطاً هائلاً على “سامسونغ” التي ستطلق هاتفها القادم في الربع الأول من عام 2026، حيث يقدم ون بلس 15 مواصفات تفوق المنافسين بسعر أقل بنحو 200 إلى 300 دولار.

كما أشار تقرير رويترز إلى أن دمج ميزات جوجل جيميناي أي آي بشكل عميق في نظام التشغيل أوكسجين أو إس 16 المعتمد في الهاتف، يعكس تعاوناً استراتيجياً بين جوجل والشركات الصينية المصنعة للمعدات الأصلية (أو إي إمز) لضمان عدم تخلف أندرويد عن منظومة آبل الذكية.

ويُجمع الخبراء على أن ون بلس 15 ليس مجرد تحديث سنوي، بل هو صرخة تقنية تعلن نهاية عصر التنازلات بين الأداء وعمر البطارية. ومع تجاوز ثروات أقطاب التكنولوجيا مثل إيلون ماسك لأرقام فلكية هذا الأسبوع، يبدو أن السباق نحو امتلاك “أسرع بوابة رقمية” قد حُسم حالياً لصالح العملاق الصيني “ون بلس”.

 

 ميدل إيست أون لاين

 

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى