هجوم الدولار على السوريين
خاص :
يسمونه في سورية ((الأخضر))..
لم يكن أحد يهتم به من قبل، فكل مواطن يقبض راتبه ويعيش بطريقة ((ماشي الحال)) ، فالراتب يكفي لنصف الشهر، ونصف الشهر الباقي يعود إلى التدبير والاستدانة .. لكن الآن : لا . هناك حرب خفية من النقد على الانسان السوري .. الراتب أو الدخل لايكفي عدة أيام حتى لو سعى صاحبه إلى التقتير والتدبير وحتى إلى الجوع !
المعاناة كبيرة تلك التي يعيشها السوريون هذه الأيام .. والسوريون ، كما يعرفهم العالم، كرماء يتعاملون مع السوق بسياسة خاصة ، ورغم أنهم مروا بحالات صعبة، فإن هجوم الدولار هذه الأيام على حياتهم شكل حالة مأساوية حقيقية !
وتعامل السوريين مع النقد له تاريخ شائك فبدءا من ((المتليك)) ووصولا إلى (( الدولار)) و ((اليورو))، ومرورا ب ((القرش والفرنك))، يرصد السوري ملامح حياته الاقتصادية، فالليرة العصملي، كانت أيام زمان مقياسا مهما للثراء في زمن الجوع الذي عاشه السوريون في ظل الدولة العثمانية وخاصة أيام حرب السفر برلك.. واليوم يطرح الدولار نفسه كمقياس مماثل في زمن الحرب البشعة على الحضارة السورية وأهل سورية ..
لقد وصل سعر الدولار هذه الأيام إلى نحو عشرة أضعاف ماكان عليه عند اندلاع الحرب في آذار2011، فإذا كان راتب الموظف البسيط عشرة آلاف ليرة قبل الحرب، فإنها تساوي اليوم بقيمتها الشرائية مائة ألف ليرة، وواقعيا لم يصل أعلى راتب في الدولة إلى الستين ألفا !!
على السوري هذه الأيام أن يدفع رزمة ليرات ليحصل على ماكان يحصل عليه سابقا بأقل التكاليف. فربطة الخبز التي كانت بخمسة ليرات ثمنها بلغ الخمسين ، وسندويشة الفلافل التي كان السوري يشتريها بعشر ليرات بلغ ثمنها اليوم مائة وخمسين ..
بلغ سعر كيلو الكوسا قبل فترة ((1200)) ليرة ، والبندورة تصل اليوم إلى ثلاثمائة، والأجبان والأبان حدث ولا حرج ..
وآخر ما استجد على هذا الصعيد هو رفع مصرف سورية المركزي سعر صرف تسليم الحوالات إلى مستوى 354 ليرة سورية مقابل الدولار الواحد، وفي نفس السياق رفع المصرف المركزي سعر تمويل المستوردات إلى مستوى 397 ليرة سورية مقابل الدولار الواحد.
وفي إيضاح مقتضب حول الموضوع قال البنك المركزي السوري إن تراجع سعر صرف الليرة في المحافظات الشمالية أثر على سوق دمشق، حيث أصبح سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي في سوق دمشق قريباً من أسعار الصرف في أغلب المحافظات السورية،و قال : (( إن تدفق القطع الأجنبي إلى خارج البلاد عبر المسلحين الهاربين من ضربات الجيش العربي السوري في المحافظات الشمالية، سيتوقف قريباً تزامناً مع وصول الجيش العربي السوري إلى الحدود التركية وتأمينها..))