هجوم “غامض” بطائرة مُسيّرة على قاعدة أمريكية في سوريا يُخلف قتيلاً والقوات الأمريكية تنفي وقوع ضحايا
قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إنه لم يصب أي جندي أمريكي في هجوم استهدف قاعدة أمريكية في شمال شرق سوريا اليوم الجمعة.
ووصف الهجوم بأنه رد فعل أولي على الضربات التي شنتها واشنطن على جماعات متحالفة مع إيران في المنطقة.
وقال كيربي لمحطة إم.إس.إن.بي.سي التلفزيونية “ليس أمرا غريبا، عندما نقوم بضربة انتقامية كهذه أن يردوا على الفور بإطلاق صواريخ لا تصيب أهدافها… لم يصب أحد ولم تقع خسائر بشرية أمريكية على الإطلاق”.
وشنت القوات الأميركية “ضربات جوية دقيقة” في شرق سوريا بعد هجوم بطائرة بلا طيار أسفر عن مقتل أميركيّ وإصابة ستة آخرين حسبما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مساء الخميس.
وقالت الوزارة في بيان إن الهجوم بالطائرة بدون طيار استهدف نحو الساعة 13,38 (10,38 بتوقيت غرينتش) منشأة صيانة في قاعدة قرب الحسكة في شمال شرق سوريا.
وأضاف البنتاغون أن أجهزة الاستخبارات الأميركية تقدّر أن الطائرة بدون طيار “من أصل إيراني”. وأشار إلى أن القتيل مقاول أميركي، لافتا إلى أن المصابين هم خمسة جنود ومقاول أميركي آخَر.
ونقل البيان عن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قوله “أذنتُ لقوات القيادة المركزية الأميركية بشن ضربات جوية دقيقة الليلة في شرق سوريا ضد منشآت تستخدمها مجموعات تابعة للحرس الثوري الإيراني”.
وأوضح أن “الضربات الجوية جاءت ردا على هجوم اليوم وسلسلة من الهجمات الأخيرة ضد قوات التحالف في سوريا من جانب مجموعات تابعة للحرس الثوري”.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن اثنين من أفراد الخدمة الذين أصيبوا الخميس عولجوا في الموقع بينما تم على الفور إجلاء الجنود الثلاثة الآخرين والمقاول الأميركي الآخَر إلى العراق.
وقال أوستن “كما أوضح الرئيس (جو) بايدن، سنتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن شعبنا وسنرد دائمًا في الوقت والمكان اللذين نختارهما”.
عندما تم الإعلان عن الضربات، كان بايدن قد توجه إلى كندا، حيث من المقرر أن يجتمع مع رئيس الوزراء جاستن ترودو ويلقي كلمة أمام البرلمان.
هذا و قُتل 14 مقاتلاً موالياً لإيران جراء ضربات جوية “دقيقة” أعلن الجيش الأميركي تنفيذها في شرق سوريا .
وطالت الضربات الأميركية، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة، مواقع عدّة في شرق سوريا، أبرزها مستودع أسلحة لمجموعات موالية لإيران داخل مدينة دير الزور، ما أدى الى تدميره بالكامل ومقتل ستة من عناصرها.
كذلك استهدف القصف مواقع في بادية مدينة الميادين وريف البوكمال، ما أدى الى مقتل خمسة مقاتلين موالين لطهران، في حصيلة جديدة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن “مجموعات موالية لطهران، متمركزة قرب مدينة الميادين، أطلقت ثلاثة صواريخ صباح الجمعة، سقط اثنان منها في حرم حقل العمر، من دون اضرار، فيما سقط الثالث على منزل مدني” قرب الحقل الذي يضم قاعدة للقوات الأميركية التي تقود التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
في آب/أغسطس الماضي، أمر بايدن بضربات انتقامية مماثلة في محافظة دير الزور السورية الغنية بالنفط بعد أن استهدفت طائرات مسيّرة عدة موقعًا لقوات التحالف دون أن تتسبب في أي إصابات.
ينتشر مئات من الجنود الأميركيين في سوريا في إطار تحالف يقاتل فلول تنظيم الدولة الإسلامية، وكثيرا ما يُستهدَفون بهجمات تشنها مجموعات مسلحة.
ويدعم الجنود الأميركيون قوات سوريا الديموقراطية التي قادت معركة إطاحة تنظيم الدولة الإسلامية من آخر الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا عام 2019.
من جهتها، قالت الولايات المتحدة اليوم الجمعة إنها ستحمي قواتها في سوريا بعد أن شن الجيش الأمريكي ضربات جوية على القوات المدعومة من إيران ردا على هجوم أسفر عن مقتل متعاقد أمريكي وإصابة خمسة جنود أمريكيين.
وبعد يوم واحد فقط من الهجوم الدامي على قوات أمريكية في سوريا حملت واشنطن المسؤولية فيه على طائرة مسيرة إيرانية المنشأ، قالت مصادر إن هجوما صاروخيا جديدا استهدف قاعدة أمريكية في شمال شرق سوريا. وقال مسؤولون أمريكيون إنه لم تقع إصابات في صفوف القوات الأمريكية في الهجوم الذي وقع اليوم الجمعة.
وقد تؤدي أعمال العنف الأخيرة إلى تفاقم حدة العلاقات المتوترة بالفعل بين واشنطن وطهران وسط تعثر جهود إحياء الاتفاق النووي والدعم العسكري الذي تقدمه إيران إلى روسيا في غزوها لأوكرانيا.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي لشبكة (سي.إن.إن) التلفزيونية “سنعمل على حماية أفرادنا ومنشآتنا بأقصى طاقتنا. إنها بيئة محفوفة بالخطر”.
ونادرا ما تقع وفيات في صفوف القوات الأمريكية المتمركزة في سوريا على الرغم من استهدافها سابقا بطائرات مسيرة.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن الجيش الأمريكي نفذ عدة ضربات جوية مساء أمس الخميس في سوريا استهدفت جماعات متحالفة مع الحرس الثوري الإيراني.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتتبع أخبار الحرب في سوريا إن الضربات الأمريكية تسببت في مقتل ثمانية مسلحين متحالفين مع إيران في سوريا.
ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من هذا العدد.
وذكر تلفزيون برس تي.في الإيراني الرسمي أن الهجوم لم يسفر عن مقتل أي إيرانيين ونقل عن مصادر محلية نفيها أن الضربات استهدفت موقعا عسكريا لجماعة متحالفة مع إيران لكن تم استهداف مركز تنمية ريفي ومركز للحبوب قرب مطار عسكري.
وقال الجنرال إريك كوريلا الذي يشرف على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط في بيان “سنتخذ دائما جميع الإجراءات اللازمة للدفاع عن أفرادنا وسنرد دوما في الوقت والمكان اللذين نختارهما”.
وجاءت الضربات الأمريكية ردا على هجوم بطائرة مسيرة أمس الخميس استهدف قوات أمريكية في قاعدة للتحالف قرب الحسكة في شمال شرق سوريا.
وقال البنتاجون إن ثلاثة جنود ومتعاقدا تطلب الأمر نقلهم جوا بعد إصابتهم إلى العراق حيث توجد منشآت طبية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة فلول تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف أنه جرى تقديم العلاج لجنديين أمريكيين آخرين في القاعدة.
* الهجوم الجديد غير مؤثر
ذكرت قناة الميادين اللبنانية الموالية لإيران ومصدر أمني أن قاعدة أمريكية في حقل العمر النفطي في شمال شرق سوريا تعرضت لهجوم صاروخي صباح اليوم الجمعة.
ووصف كيربي الهجوم بأنه غير مؤثر، قائلا إنه لم تقع إصابات في صفوف القوات الأمريكية.
وتعرضت القوات الأمريكية لهجمات شنتها جماعات مدعومة من إيران نحو 78 مرة منذ بداية عام 2021، وفقا للجيش الأمريكي.
والقوات الأمريكية في سوريا، التي أوشك الرئيس السابق دونالد ترامب في 2018 على إنهاء وجودها هناك قبل أن يقلص خطط سحب القوات، هي ما تبقى من حرب دولية أوسع نطاقا ضد الإرهاب شملت في وقت من الأوقات الحرب في أفغانستان ونشر قوات أمريكية أكبر بكثير في العراق.
وعلى الرغم من أن تنظيم الدولة الإسلامية فقد سيطرته على مساحات واسعة من سوريا والعراق استولى عليها في 2014 إلا أن خلايا نائمة ما زالت تنفذ هجمات خاطفة في مناطق قاحلة ليس لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ولا للجيش السوري السيطرة الكاملة عليها.