هجوم “غامض” على ناقلة نفط إسرائيلية قبالة شواطئ عُمان و”تل ابيب” توجه أصابع الاتهام لطهران وتُحملها المسؤولية.. وايران تعتبرها “مسرحية إسرائيلية”
قالت مصادر إيرانية أن استهداف ناقلة نفط قبالة سواحل سلطنة عمان، إنما هي مسرحية إسرائيلية نفذت بالتعاون مع بعض حكومات المنطقة بهدف اتهام إيران والتأثير على مجريات التحضير لألعاب كأس العالم في قطر.
وأكدت المصادر أن إيران كانت قد طمأنت قطر بأنها ستبذل كل جهدها لتنظيم هذه الألعاب في أجواء هادئة، والعمل على إنجاحها،بحسب موقع نور نيوز الإخباري الإيراني.
وأشارت المصادر إلى أن “الكيان الإسرائيلي الذي ينتهج سياسية زعزعة الأمن في المنطقة إلى جانب الدول التي قاطعت قطر، وخاصة السعودية والإمارات، لن تدخر جهدا في مناصبة قطر العداء”.
وتعرّضت سفينة محمّلة بالوقود إلى هجوم قبالة عُمان الثلاثاء ما تسبّب بأضرار “طفيفة”، حسبما أعلنت الشركة المشغّلة والمملوكة لرجل أعمال إسرائيلي الأربعاء، مؤكّدة ان الهجوم لم ينجم عنه ضحايا أو تسرّب للوقود، فيما صرح مسؤول إسرائيلي ان الضربة “استفزاز إيراني”.
وقالت شركة “ايسترن باسيفيك شيبينغ” ومقرّها سنغافورة إنّ السفينة “باسيفيك زيركون” أصيبت “بمقذوف على بعد 150 ميلاً تقريبًا قبالة ساحل عُمان”، مضيفة “نحن على اتصال بالسفينة ولا توجد تقارير عن إصابات أو تلوث”.
وتابعت الشركة المملوكة من الملياردير الإسرائيلي ايدان عوفر “هناك بعض الأضرار الطفيفة التي لحقت ببدن السفينة ولكن لا يوجد تسرّب للوقود أو دخول للمياه. أولوياتنا هي ضمان الحفاظ على سلامة الطاقم والسفينة”.
من جهته، قال المسؤول الإسرائيلي الذي طلب عدم ذكر اسمه لوكالة فرانس برس إن الضربة هدفها “تعكير أجواء” مونديال قطر، موضحًا أن “السفينة مملوكة جزئيًا لإسرائيل”.
وأضاف “أن طائرة مسيرة ايرانية من نوع شاهد 136 هي التي ضربت السفينة المحمّلة بالوقود، وهي من نوع الطائرات بدون طيار التي يبيعها الإيرانيون للروس لاستخدامها في أوكرانيا”.
ونفى المسؤول التلميحات بأن الضربة ترقى إلى “انتصار إيراني” على إسرائيل. وأوضح المسؤول “إنها ليست ناقلة نفط إسرائيلية”.
وفي السياق ذاته، قال الاسطول الخامس الأميركي ومقره البحرين لوكالة فرانس برس انه على علم “بالحادثة”. كما أفادت منظمة “عمليات التجارة البحرية” البريطانية التي تراقب حركة السفن في المنطقة، بأنها على دراية بالأمر.
وبحسب سمير مدني المؤسس المشارك لموقع TankerTrackers.com وهي شركة أبحاث مختصة بعمليات شحن النفط، فإنّ السفينة كانت تحمل 42 ألف طن متري من الوقود وكانت متجهة إلى بوينس آيرس.
وقعت هجمات مماثلة في المنطقة في السنوات الأخيرة على وقع التوتر بين إيران والولايات المتحدة التي اتّهمت طهران بمهاجمة سفن وناقلات نفط بطائرات مسيّرة.
– تأجيج الاضطرابات –
في العام الماضي، تعرّضت ناقلة النفط “أم/تي ميرسر ستريت” التي تشغلها شركة “زودياك ماريتايم” المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر، ومقرها لندن، الى هجوم قبالة سلطنة عُمان.
وأدى الهجوم لمقتل اثنين من أفراد طاقهما. واتهمت دول عدة أبرزها الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، إيران بالوقوف خلف الهجوم، وهو ما نفته طهران.
غالبا ما تشهد المنطقة التي تمر بها مئات ناقلات النفط يوميا، حوادث بين البحرية الإيرانية والقوات الأميركية المتمركزة في قواعد في دول الخليج.
وقال الخبير في مؤسسة “فيرسك ميبلكروفت” للاستشارات الامنية طوروبورن “يتزايد خطر الهجمات على البنية التحتية للشحن والطاقة في المنطقة بشكل أساسي بسبب عدم إحراز تقدم في الدبلوماسية النووية الأميركية الإيرانية وقرار واشنطن بفرض مزيد من الضغوط عبر العقوبات على إيران”.
وتابع “كما أنّ الاحتجاجات المستمرة ضد الحكومة الإيرانية تزيد من احتمالية سعي طهران إلى تأجيج الاضطرابات في المنطقة الأوسع كتكتيك لصرف الأنظار” عن الأحداث الداخلية.
وبينما تعجز الاطراف المتفاوضة عن التوصل لاتفاق جديد حول البرنامج النووي الإيراني، فرضت الولايات المتحدة مؤخّرا عقوبات على مسؤولين إيرانيين لضلوعهم في حملة قمع الاحتجاجات المندلعة في الجمهورية الإسلامية.
تشهد إيران منذ 16 أيلول/سبتمبر احتجاجات في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها القواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية.
وقضى العشرات، بينهم عناصر من قوات الأمن، على هامش الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات واعتبر مسؤولون جزءا كبيرا منها “أعمال شغب”. ووجّه القضاء تهما لأكثر من ألفي موقوف على خلفية التحركات.
وعلى الصعيد النووي، يُذكر أن واشنطن وبرلين وباريس ولندن تقدّمت بمشروع قرار جديد أمام مجلس محافظي الوكالة الذي ينعقد هذا الأسبوع، يدين إيران لعدم تعاونها في قضية المواقع غير المعلنة.