هدنة ….جحا
وقيل أنه خرج مسرعا من القصر يصرخ: هدنة … هدنة !!!!!!
فإذابالمارة يتوقفون ….. وباستغراب اليه ينظرون ليسأله أحدهم :
– لماذا تطلب هدنة يا مسؤول و مما أنت غير مسرور ؟؟!! ونحن كما نعلم ممن حولكم وحولنا .. أنكم بالعسل تنعمون .. وبأبهة القصر تسرحون و تمرحون !!!
فأجابه جحا:
* لا يا مواطن !! فنحن في القصر مشغولون وبأمور الحكم منغمسون ولا وقت لدينا للترف والرفاهية .. فالمواطن وراحته عندنا أولوية… لنؤمن له الأمن والأمان … ونلبي متطلبات و حاجات البلد و الرعية ..!!
– فما بالك اذا تطلب هدنة !!! ؟؟؟
* إنها دابتي يا مواطن ..ترفض الطعام وأنا أحاول إطعامها من أيام .. وهي ترى باقي الدواب في القصر يأكلون من أشهى وأطيب العلف .. وتنافسهم على الترف ..وتنظر إلي بقرف ..
– لماذا اذا لا تطعمها كباقي الدواب في القصر من نفس العلف ؟؟؟
* أنا أخاف من غدر الزمان .. وأن ترجع بِنَا الأيام الى وقت أصبح فيه خارج القصر .. ولا أستطيع تأمين العلف ، وبالتالي لا أريدها أن تعتاد عادة الترف …
فنظر المواطن معجباً بالمسؤول وببعد نظره اللامعقول واقترح عليه حلاً …:
– اعزل دابتك عن المترفين .. ودعها لا ترى أحداً سواك .. فيصبح أي شيء تقدمه لها هو قمة السخاء ..
فشكر جحا المواطن على النصيحة القيمة ووعده بجزيل العطاء.. وفكر أن الهدنة بعض الوقت مفيدة لأنها تفسح المجال لتدخل العقلاء … وحل المشاكل .. وعودة السلام والأمل .. والرجاء!!!!