تحليلات سياسيةسلايد

هذا هو السر.. السعودية و”حماس” والعودة المفاجئة للعلاقات بعد خلافات وأزمات..

نادر الصفدي

بعد ان كانت العلاقات بين حركة “حماس” والمملكة العربية السعودية، تمر بأشد مراحل التوتر وتعيش أسوأ فتراتها حتى وصلت لمناطق بعيدة وتوقع الكثير صعوبة تجاوزها أو إيجاد حلول لها، حتى بدأت هذه الغيمة السوداء في التبدد تدريجيًا وبشكل مفاجئ.

المواقف المُتصلبة من السعودية بدأت تترنح وخاصة ما شهدناه مؤخرًا من انخفاض في مستوى الهجوم الإعلامي على حركة “حماس” والإفراج عن أبرز قادتها المحتجزين داخل المملكة، فيما وجدنا من الطرف الأخر(حماس) حالة من الهدوء التي كانت تعكس حقيقة ما يجري في السر بين الجانبين.

صورة بألف معنى، قد يكون هذا العنوان المناسب لهذا التقرير الذي رصد حالة “التصالح” الجديدة بين حركة “حماس” والسعودية، ففي تفاصيل هذه الصورة التي انتشرت كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي تفتح الكثير من التساؤلات حول العلاقات بين “حماس” والمملكة.

وانتشرت صورة لقادة الصف الأول لحركة “حماس” في السعودية وهم يتجهزون لاداء فريضة الحج داخل المملكة، وهو الأمر الذي رجحه الكثير بأنه صفحة جديدة في العلاقات ستُكتب، وقد تكون كلمة السر فيه إيران، في ظل تقارب طهران والرياض الأخير.

ويضم وفد “حماس” الذي كان برئاسة إسماعيل هينة، رئيس الحركة في الخارج خالد مشعل، وأعضاء المكتب السياسي صالح العاروري وعزت الرشق وخليل الحية.

جدير بالذكر، أنه قبل عودة العلاقات في أبريل 2023، كانت آخر زيارة لحركة “حماس” إلى الرياض في عام 2015، حينما التقى وفد بقيادة خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي للحركة آنذاك، مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ومسؤولين سعوديين في مدينة مكة المكرمة.

وكانت السعودية تقيم علاقات طيبة مع حماس، إلا أنها دخلت في مرحلة فتور ثم قطيعة خلال السنوات الأخيرة.

وفي مايو/أيار 2017، عقدت القمة العربية الإسلامية الأميركية في الرياض، ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب حركة حماس بـ”الإرهابية”.

بعد ذلك وفي 22 فبراير/شباط 2018، وصف  وزير الخارجية السعودي حينها عادل الجبير في تصريحات أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي في بروكسل، حركة حماس بأنها “إرهابية”، وهو ما اعتبر سابقة خطيرة في تاريخ العلاقة بين الجانبين.

وفي سبتمبر/ أيلول 2019، أعلنت “حماس” أن السلطات السعودية اعتقلت القيادي في الحركة وممثلها في الرياض محمد الخضري ونجله هاني، ضمن حملة طالت عشرات الفلسطينيين، يحمل بعضهم الجنسية الأردنية، لكن في 19 أكتوبر/ تشرين الأول 2022، أفرجت الرياض عن الخضري ورحلته إلى العاصمة الأردنية عمان، كما أفرجت عن معتقلين أردنيين وفلسطينيين خلال فبراير/ شباط الماضي.

وفي هذا الصدد رأي الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، رأى أن زيارة وفد حركة حماس اليوم للسعودية وأداء فريضة الحج، هي محاولة من حركة حماس والسعودية لعودة العلاقات وتعزيزاً للزيارة الأولى التي أجرتها حماس للسعودية مؤخراً.

وأوضح الصواف في تصريحات نشرت له، أن العلاقة بين الجانبين، بدأت تسير في طريقها الصحيح، وعلى ما يبدو ضمن تفاهمات لم تعلن بشكل علني، وجزء من العلاقات الحميمية بينهما.

وبين الصواف، أن عودة العلاقات السعودية الإيرانية كان لها تأثير واضح وانعكست بشكل إيجابي على العلاقات بين السعودية وحماس، لافتاً إلى مؤشرات إيجابية كزيارة حركة حماس وتأدية العمرة، والإفراج عن المعتقلين بالإضافة إلى تأدية فريضة الحج، متوقعًا أن يحمل المستقبل مفاجآت في العلاقة بين السعودية وحماس وترتيب لقاءات مشتركة أكثر حميمية.

وحول علاقات حركة “حماس” مع الخارج، اعتبر الصواف أن الحركة تتدرج في سياستها القائمة الحالية، والتي تشهد أكثر تطوراً وهي سياسة الانفتاح على الجميع، لافتاً إلى أن الحركة حققت إنجازات في هذا المجال.

واعتبر الصواف، أن هذه الإنجازات في بدايتها، وتحتاج لمزيد من الجهد لتعزيز العلاقة بين حركة حماس والبلدان العربية والدولية التي فقدت الأمل في السياسات السابقة.

وأمام هذا التطور يبقى التساؤل.. من كان المخطئ بهذا الفتور؟ وما هو ثمن عودة العلاقات ولمصلحة من؟

 

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى