اتّهم مسؤولون إسرائيليون رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو بأنّه يعمل كلّ ما في وسعه من أجل إفشال صفقة تبادل الأسرى مع حركة (حماس)، لافتين في الوقت عينه إلى أنّ نتنياهو رفض أمس السبت تلقّي مكالمتيْن هاتفيتيْن من الوزيرين في مجلس الحرب بيني غانتس وغادي آيزنكوط، متهمًا إيّاهما بأنّهما يبحثان عن تأييدٍ في صفوف الإسرائيليين، وفق ما كشفت عنه اليوم الأحد صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة.
علاوة على ذلك، أشار المسؤولون إلى أنّ رئيس الوزراء يعمل على إضاعة الوقت بعد أنْ وصف ردّ حركة (حماس) بالسخيف، وفي الوقت الذي يقوم فيه عددٌ من الوزراء بمطالبته بمنع المفاوضين الإسرائيليين من السفر إلى الدوحة للقاء الوسطاء المصريين والقطريين، عقد وزير الأمن يوآف غالانط، ليلة أمس السبت اجتماعًا بمشاركة جميع قادة الأجهزة الأمنيّة وبحثوا في الجهود من أجل إعادة الرهائن المحتجزين منذ أكتوبر الفائت لدى حركة حماس.
وللتدليل على إضاعة الوقت، قالت المصادر إنّ نتنياهو رفض أمس السبت عقد جلسةٍ لمجلس الحرب وللكابينيت السياسيّ والأمنيّ المُصغّر وقام بتأجيله لليوم الأحد، الأمر الذي لا يسمح لقائد جهاز الموساد، دادي بارنياع من السفر للعاصمة القطريّة برئاسة الوفد الإسرائيليّ للمفاوضات، ولذا فإنّه من المُتوقّع أنْ يقوم بارنياع بالسفر لقطر يوم غدٍ الاثنين، وفقًا للمصادر السياسيّة الرفيعة في تل أبيب.
وكشفت المصادر الإسرائيليّة النقاب عن أنّ التوتّر بين نتنياهو وبين المؤسسة الأمنيّة وصل أمس لذروته عندما أعلن رئيس الوزراء عن نيته تعيين قائدٍ منديٍّ يكون مسؤولاً عن المساعدات الإنسانيّة التي تصل إلى غزّة، الأمر الذي فسّرته المصادر على أنّه إعلان عدم ثقة بالمؤسسة الأمنيّة، التي بحسبه فشلت فشلاً مدويًا لافي معالجة قضية المساعدات الإنسانيّة، طبقًا للمصادر.
وبحسب المصادر عينها، أضافت الصحيفة العبريّة، فإنّه بحسب تقديرات في المجلس السياسيّ والأمنيّ المُصغّر فإنّ نتنياهو لن يقوم بعرقلة وإلغاء الصفقة مع حماس إذا تبينّ له وجود شيءٍ “حقيقيٍّ” فيها، على الرغم من أنّه متحمسًا بشكلٍ خاصٍّ، ويسود الانطباع بأنّه يعمل على إضاعة الوقت بهدف تأجيل اتخاذ القرارات الصعبة، كما أكّدت المصادر، في حين قالت الموظفون المهنيون بالمؤسسة الأمنيّة إنّ تصرفات نتنياهو تؤكِّد أنّه يعمل كلّ ما في وسعه من أجل إبعاد إمكانية التوصّل لصفقة تبادلٍ مع حماس، طبقًا لأقوالهم.
وتابعت المصادر ذاتها قائلةً للصحيفة العبريّة إنّ جهاتٍ عديدة مطلعةٍ على تفاصيل المفاوضات الجارية مع الوسطاء القطريين والمصريين وجهّت رسائل لنتنياهو بموجبها فإنّ السفر إلى قطر لإجراء المفاوضات في أقرب فرصةٍ ممكنةٍ، وعلى الرغم من ردّ حماس فإنّ إمكانية التفاوض مفتوحةً، وأضافوا أنّه من غير الممكن أنْ يقوم الكابينيت المُوسَّع باتخاذ قرار البدء بالمفاوضات والموافقة على كلّ خطوةٍ، لأنّ هذا الأمر يجعل من مجلس الحرب أضحوكةً، علمًا أنّ جميع الأعضاء في هذا المجلس صادقوا على مشاركة إسرائيل في المحادثات بدولة قطر وإرسال الوفد الإسرائيليّ فورًا للدوحة، على حدّ تعبيرها.
ونقلت الصحيفة عن وزراء كبار بالحكومة الإسرائيليّة قولهم إنّ العقبة الرئيسيّة في المفاوضات هو المطلبي الذي وضعته (حماس) والقاضي بالساح لجميع سُكّان شمال قطاع غزّة بالعودة إلى أماكن سكناهم، وبحسبهم، فإنّ الموافقة على هذا الطلب يمسّ مسًّا كبيرًا في إنجازات الحرب، وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ العقبة الأخرى تكمن في مطالب حماس القاضية بإنهاء الحرب، كما قال الوزراء في إسرائيل.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ العقبة الثالثة تتمثّل في مطلب حماس بإطلاق سراح مائة أسيرٍ أمنيٍّ، والذي ستُقرّر حماس وحدها الأسماء، علمًا أنّ الحركة لم تقم حتى اللحظة بتمرير الأسماء، بحسب المصادر الإسرائيليّة.
ونقلت الصحيفة عن مصدرٍ إسرائيليٍّ مطلعٍ قوله إنّه بالنسبة لتل أبيب مطلب حماس بإعادة سُكّان شمال القطاع أصعب بكثير من إطلاق سراح الأسرى ذوي المحكوميات العالية جدًا، والذي هو بحدّ ذاته يعتبر مطلبًا صعبًا، وخلُص إلى القول: “إذا لم تُبدِ حماس مرونةً فإنّه لن تكون صفقة، طبقًا لأقواله.
في الختام نقلت الصحيفة عن المتظاهرين أمس في تل أبيب قولهم إنّ نتنياهو نسي أنّه أيضًا رئيس وزراء لـ 134 رهينة، بحسب يفعات كلدرون، قريبة أحد الرهائن، التي أضافت: “نصف سنة وهم في الأسر ونتنياهو يُفشِل مرّةً تلو الأخرى الصفقات بشتّى الطرق والوسائل، لقد انتهى الوقت، أعيدوهم الآن”، على حدّ قولها.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية