«هلوسات إليانا ميلر» تفضح الأطماع الصهيونية
حقائق جديدة عما يخبئه العقل الإسرائيلي وصناع القرار في الغرب تجاه العرب الفلسطينين منذ ما قبل الحرب العالمية الثانية وإلى اليوم، يكشف عنها الروائي منذر البديري في روايته الجديدة «هلوسات إليانا ميلر» (الدار العربية للعلوم- ناشرون) الرواية التي صيغت بصورة إيديولوجية صريحة تقدم وعياً للحظة التاريخية، التي صيغت خلالها المؤامرة الكبرى على العرب والمسلمين والجهود المبذولة لبناء دولة عنصرية شوفينية على أرض فلسطين. إنها ليست رواية، وليست سيرة حياة… إنها حكايات قصيرة من هنا وهناك عن شخصية إسرائيلية صهيونية أشكنازية افتراضية أراد الكاتب من خلالها تعريف القارئ العربي بما يدور في عقل هؤلاء القادمين من وراء الشمس وبما يخططون له لتبقى لهم دولة وكيان قادران على البقاء والنجاة في هذا الشرق الغارق في الصراعات الدينية والقومية وحتى القبلية.
وإذ نعود إلى الخطاب الروائي في «هلوسات إليانا ميلر»، نجد أن التقنية التي يقوم عليها السرد في الرواية هي المذكرات، بحيث ينفتح المشهد الروائي على صباح أحد الأيام من عام 1978، عندما أخذت البرفسورة والوزيرة السابقة في إسرائيل إليانا بنت أفي شلوموفيتش ميلر، وفي شقتها الفخمة بالطابق السابع والمطلة على البحر اللازودي في تل أبيب، تملي على سكرتيرتها ريفكا مذكراتها التي تعود فيها إلى ذلك الصباح من عام 1942، حين رافقت أباها شلوموفيتش على ظهر السفينة غادول التي حملتهم من أوروبا إلى ميناء حيفا كي لا يواجها المصير الذي تعرّض له يهود ألمانيا وبولندا في معسكرات الاعتقال النازية… وشريطٌ من الذكريات والصور يمر أمام إليانا، يبدأ بصورة قاتمة لسلفانا والدتها وهي تسرع مبتعدة عن قصرها بصحبة ضباط الأمن الألمان الغوستابو، ومثلها زوجها جوزيف ميلر والإثنان هما قيد الاعتقال النازي… والسبب أنهما ينتميان إلى أحزاب معادية للفاشية.
تتوالى الأحداث في الرواية لتكشف عن أجواء الحرب في أوروبا والكابوس المسمى هتلر وحزبه النازي، ومحنة الشعب اليهودي والمذابح التي تعرض لها في أوروبا وأسرى الحرب من الروس الحزبيين إضافة إلى أصناف أخرى من البشر التي رأت فيهم الغوستابو أعداء أشداء للأفكار النازية.
وفي هذه الأثناء وبعد مجيئه إلى فلسطين يكلف أفي الذي أصبح من صُناع القرار عند الصهاينة وابنته أستاذة الجامعة بمهمات من قبل الوكالة اليهودية، الغرض منها ما يعتقده هؤلاء من حقوق لهم على هذه الأرض، أرض الميعاد، أرض الآباء والأنبياء من إبراهيم إلى موسى وداود وسليمان.
صحيفة الحياة اللندنية