هل “أهدت” إسرائيل العدوان الجديد ضدّ سوريّة لوزير الخارجية الأمريكي الذي يزورها؟
واصلت إسرائيل اليوم الاثنين التمسّك بسياسة الضبابيّة في كلّ ما يتعلّق بالعدوان الذي تمّ تنفيذه فجر اليوم، وتحدَّثت الأنباء عن دَوي انفجارٍ كبيرٍ في مدينة حمص، استهدف مقرًّا عسكريًّا لقُوّات الجيش العربيّ السوريّ مع قُوّات إيرانيّة.
وقبل ذلك كان ذكر مصدر عسكريّ أنّ بعض المواقع العسكريّة في ريفيّ حماة وحلب تعرَّضت لعُدوانٍ جديدٍ بصَواريخ مُعادِية. وأفادت بسماع دوي انفجارات في ريفيّ حماة وحلب، مُشيرةً إلى أنّ الجِهات المعنيّة تعمل على التأكُّد من سبب الانفجارات.
ورجّحت مصادر ميدانيّة أن تكون الصَّواريخ التي استهدفت المَواقِع بعيدة المَدى، سقطت على مواقع تابِعة لقُوّات الدِّفاع الوطنيّ، وقُوّات حليفة وهو مُصطَلح يعني قُوّات إيرانيّة أو تابِعة لحِزب الله.
حصل ذلك، قبل أن تَصدُر تِباعًا تقارير إعلاميّة فجر الاثنين تربط بين الصواريخ في ريفيّ حلب وحماة والمزيد من الرسائل العسكريّة الإسرائيلية التي تقول إنّ الوجود الإيرانيّ سيعني الاستمرار في التصعيد. ويبدو من مُتابعة وسائل الإعلام العبريّة على مختلف مشاربها أنّ الرقابة العسكريّة في تل أبيب منعت أيّ وسيلةٍ إعلاميّةٍ من التطرّق مُباشرة للعدوان الجديد، واكتفت بالسماح للإعلام الصهيونيّ باقتباس مصادر أجنبيّةٍ وأيضًا سوريّةٍ وإيرانيّةٍ.
ولفتت صحيفة (هآرتس) العبريّة، على موقعها الالكترونيّ، إلى أنّه بحسب التقارير، فقد أجرى مساء أمس بتوقيت فلسطين، رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، مكالمةً هاتفيّةً مع الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، وناقشا، بحسب المصادر كما أكّدت الصحيفة العبريّة، المشاكل التي تُسببها النشاطات (العسكريّة)، والتي تؤدّي إلى زعزعة استقرار النظام الحاكم في طهران، على حدّ قول المصادر، التي اعتمدت على بيانٍ رسميٍّ أصدره البيت الأبيض.
وشدّدّت الصحيفة العبريّة في سياق تقريرها على أنّ رئيس الوزراء نتنياهو اجتمع مساء أمس الأحد في تل أبيب إلى وزير الخارجيّة الأمريكيّ الجديد، جورج بومبيبو، الذي يقوم في هذه الأيّام بزيارة إسرائيل، بعد أنْ زار كلاً من المملكة العربيّة السعوديّة والمملكة الأردنيّة الهاشميّة.
وقال بومبيبو لنتنياهو، بحسب تقرير الصحيفة العبريّة: إنّ التعاون الوثيق مع حلفاء أقوياء مثل إسرائيسل هو أمر ضروريّ لجهود الولايات المُتحدّة الأمريكيّة لمنع نشاطات إيران العدوانيّة، والتي تهدف إلى زعزعة الاستقرار والأمن والآمان في منطقة الشرق الأوسط بشكلٍ خاصٍّ، وفي العالم قاطبةً بشكلٍ عامٍّ، على حدّ تعبير بومبيبو، الذي أضاف أنّ! واشنطن تقف إلى جانب تل أبيب في جهودها الرامية لمنع إيران من زيادة تمركزها في المنطقة، وتدعم حقّ السيادة الإسرائيليّة وحقّها في الدفاع عن نفسها، على حدّ قوله.
من جهةٍ أخرى، ذكرت الصحيفة أنّ وزير الأمن الإسرائيليّ، المُتشدّد أفيغدور ليبرمان، الذي يزور الولايات المُتحدّة الأمريكيّة هذه الأيام قال أمس في واشنطن إنّ الدولة العبريّة تحتفظ بالحقّ الكامل للمُحافظة على حريّة النشاط العملياتيّ الكامل على جميع الأراضي السوريّة، بحسب قوله. وتابع ليبرمان قائلاً إنّ إيران تُحاول أنْ تجعل من سوريّة جبهةً أماميّةً ضدّ الدولة العبريّة، ولن نسمح بذلك، وسنمنع ذلك بكلّ ثمنٍ.
وتابع وزير الأمن الإسرائيليّ قائلاً إنّ تل أبيب لا تنوي المواجهة عسكريًا مع روسيا، ولا نيّة لديها بالتدّخل في الشؤون الداخليّة في سوريّة، ولكن إذا أعتقد أحدٌ أنّه بإمكانه استخدام الصواريخ ضدّ مدنٍ إسرائيليّةٍ أوْ حتى ضدّ طائراتنا، فليكُن على يقين بأنّ إسرائيل ستردّ بصورةٍ مؤلمةٍ وقاسيّةٍ، وستُفعّل كلّ قدراتها العسكريّة، على حدّ تعبيره.
وكان ليبرمان زعم قبل عدّة أيّام (25.04.18) أنّ أنظمة الدفاع الجوي الروسية منتشرة بالفعل في سوريّة، ولكن لا تعمل ضدّ الدولة العبريّة، مُحذّرًا من أنّه إذا كانت سوريّة ستستخدم منظومة S-300 المتقدمة لمهاجمة طائرات سلاح الجوّ الإسرائيليّ، فستقوم إسرائيل بالرد، وهو أول تهديدٍ مباشرٍ بقصف منظومة الصواريخ المزمع تسليكها لسوريّة، رغم أنّ الكيان أصدر تحذيراتٍ سابقةٍ من هذا النوع سواءً بشكلٍ غير مباشر على لسان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مكالمةٍ هاتفيّةٍ مع الرئيس الروسي بوتين، أوْ عبر تصريحات لجنرال عسكريٍّ سابقٍ هدّدّ علنًا بقصف منظومة الصواريخ، ولكنّه لم يربطها بالاستخدام ضدّ إسرائيل كما فعل ليبرمان.
وقال ليبرمان في تصريحه لموقع (Ynet) العبريّ-الإخباريّ، التابع لصحيفة (يديعوت أحرونوت)، قال إنّه من المُهّم بالنسبة لإسرائيل هو أنّ الأسلحة الدفاعيّة التي يعطيها الروس لسوريّة لن تُستخدم ضدها، مُضيفًا في الوقت عينه إلى أنّه إذا تمّ استخدامها ضدّ الدولة العبريّة، فإنّ الأخيرة ستتحرّك، وفق تعبيره.
وعلّق ليبرمان على تقارير روسيّةٍ بقرب موعد تسليم منظومة الصواريخ لسوريّة، وكذلك تقارير عن الخبراء الروس الذين يعتقدون أنّ إسرائيل ستقوم بالردّ بشكلٍ سلبيٍّ على أيّ قرارٍ يتعلّق بتزويد الصواريخ وقد تقصف المنطقة التي سيتّم نشرها فيها.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية