هل ابتعدنا عن حافة ( الكارثة) ؟؟
خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة
بعدما أثارت طبول الحرب فزع الشعب الذي عانى لسنوات طويلة من نتائج الحصار والحروب، فشعرت شعوب المنطقة ببعض الهدوء بعد التطورات الأخيرة، فهل تبتعد المنطقة عن حافة الكارثة .؟؟
وبعد رد إيران ( المحسوب ) على العدوان الأميركي الذي اغتال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما في العراق، متجليّاً بقصف صاروخي إيراني لقاعدتي عين الأسد واربيل، و كان مضبوطاً بشكل يرد على العدوان الأميركي، ولا يشعل حرباً.. لذلك كان قصفاً محسوباً بحيث يصفع ويخدش كبرياء القواعد الأميركية، ولا يتسبب بمقتل أي جندي أميركي، وهذا ما أفصحت عنه إيران على لسان قائد سلاح القوى الجو فضائية في الحرس الثوري العميد امير علي حاج زاده – اضافة لما سُرّب عن طلب طهران من الميليشيات الحليفة لها في العراق، بعدم القيام بأي أعمال أخرى ضد الأميركان حالياً .
إن هذا كله، فتح الباب لترامب ليبتلع الضربة الإيرانية باعتبارها محمولة ومقبولة إذ لم ينتج عنها مقتل أي جندي أميركي، وتجاوز ترامب معنى قصف القواعد الأميركية وإصابتها بأضرار، كإهانة للهيبة الأميركية. وهكذا أبعد القصف الإيراني (المحسوب)، والاستقبال الأميركي (المحتمل) والمستوعب لهذا الرد، أبعد شبح الحرب التي كان يُشعلها محللو الشاشات الفضائية بحماستهم الثورجية، وببلادتهم تجاه مدى سوء أي حرب على الشعوب عامة ، وعلى شعب منطقتنا العربية الذي يعاني من الحصار والإرهاب والحروب منذ سنوات طويلة.
مع ابتعادنا عن حافة ( الكارثة) وبعد بعض الاطمئنان لتجنب معاناة الحرب، ألم يحن الأوان لحكام البلاد العربية، لان يستشعروا الأخطار التي تهددهم نتيجة تحولهم إلى ساحة لصراعات دولية وإقليمية ؟؟ وهل نستبشر بمبادرة هؤلاء الحكام، لتجاوز حساسياتهم والاجتماع على قاسم مشترك واحد، يتمثل بحماية بلادنا ومنطقتنا وشعوبنا من ويلات حروب الآخرين على أرضنا وحيوات شعوبنا ؟؟
وهل وصولنا إلى حافة الكارثة في الأسبوع سينبّه الحكام العرب إلى ضرورة الانفتاح على شعوبهم والحرص على مشاركتهم بالقرار، ليعمل الجميع على ضمان امن واستقرار وسيادة وكرامة شعوبنا وبلادنا ؟؟؟ وهل من طريق لاكتساب القوة اللازمة لفرض احترامنا على الآخرين، غير طريق احترام دور الشعب في مواجهة المخاطر، وفي إقامة التحالفات وفي إطار التعاون الدولي والإقليمي … ابتعدنا عن حافة الكارثة فهل نقترب من إرادة ومطالب الشعب ؟؟؟