تحليلات سياسيةسلايد

هل اطلقت “سالي حافظ” “فتاة المسدس” رصاصة بدء الثورة الشعبية المنتظرة في لبنان؟

يتصدر اسم الفتاة سالي حافظ وصورها جميع انحاء لبنان وقنواته التلفزيونية، وباتت أكثر شهرة من كل السياسيين والفنانين ونجوم المجتمع، لأنها اقتحمت فرعا لمصرف لبناني مشهرة مسدسها، مطالبة بسحب 20 الف دولار هي “تحويشة” العمر من اجل توفير العلاج لشقيقتها التي ترقد على سرير المرض في احد المستشفيات مصابة بسرطان بالرأس والى جانبها ابنتها الصغيرة، في منظر مؤلم تقشعر له الابدان.

سالي حافظ هددت بحرق المصرف وإطلاق النار على موظفيه، واحراق نفسها اذا لم يتحقق طلبها، في بث مباشر على صفحتها على “الفيسبوك” وكان لها ما ارادت، وخرجت بمبلغ 13 الف دولار وابتسامة النصر على شفتيها، قبل وصول رجال الأمن تلبية للاستغاثة.

ان ما حدث في رأينا هو “بروفة” للانفجار الكبير المتوقع في أي الحظة في لبنان، حيث يعيش أكثر من 85 بالمئة من مواطنيه تحت خط الجوع، ويعيش معظمهم على اقل من وجبة واحدة هزيلة في اليوم، وساعتين من الكهرباء يوميا هذا اذا كانوا محظوظين.

اليوم يقتحمون البنوك، وغدا مؤسسات الدولة، بعد غد بيوت المترفين الفاسدين من رجال الحكم، وزعماء الاقطاع، الذين سرقوا البلاد وأفقروها، وحولوا مئات المليارات الى البنوك السويسرية، ليتنعموا بها ونسلهم المقدس، انها فوضى السلاح العارمة الوشيكة.

الغالبية الساحقة من اللبنانيين تعتبر الفتاة سالي حافظ “بطلة” لأنها اخذت حقها المشروع بيدها، ودون اللجوء الى الدولة وأجهزتها الأمنية التي خذلتها، والملايين مثلها وباتت ترعى الفساد والفاسدين في هذا البلد المنكوب، وأصبحت القدوة للمعدمين المسحوقين.

لا يهمنا في هذه الصحيفة ما اذا كان المسدس بلاستيكيا او حقيقيا، او ان المسألة كانت مسرحية جرى اعدادها بشكل جيد مثلما تقول بعض الروايات التي تحاول التستر على الأوضاع اللبنانية المنهارة، ولخدمة حيتان الفساد، فرغم اننا نحترم القانون ونجرّم أي خروج عليه، الا أننا نفهم ونتفهم الدوافع الحقيقية الذي تكمن خلف اقدام الفتاة وغيرها على مثل هذا العمل، فمن العيب والعار ان تموت شقيقتها والآلاف مثلها على سرير المرض، ولا يجدون العلاج اللازم، الخاص قبل العام، رغم ان أموالها وودائعها وشقيقتها على بعد أمتار منها في أحد المصارف.

الشعب اللبناني، بكافة اعراقه واديانه ومذاهبه يجب ان يثور فورا على الفساد والفاسدين، ويساند المقاومة اللبنانية في موقفها الذي يطالب بتحرير الاحتياطات النفطية والغازية في البحر المتوسط كاملة ودون أي نقصان بكل الطرق والوسائل، حتى لو استدعى ذلك استخدام القوة الصاروخية، فالاستشهاد دفاعا عن الوطن وشعبه وسيادته وثرواته أشرف ألف مرة من الموت جوعا.

من يرى في الفتاة سالي حافظ بطلة استعادت حقها بالقوة، سيرى حتما في المقاومة مدعومة بالجيش اللبناني عندما تطلق صواريخها لتحرير ثروات اللبنانيين، كل اللبنانيين، من هيمنة الاحتلال البطولة نفسها، لان تحرير هذه الثروات، سلما او حربا سيعيد لبنان الى ازدهاره، ولقمة العيش الشريف، والأمن الحقيقي الى أبنائه، فقد طفح الكيل الشخصي، كمقدمة لطفحان الكيل الوطني العام، وبات الحساب لكل الفاسدين المسؤولين عن هذا الوضع المؤلم والمعيب وشيكا جدا.

 

 

صحيفة رأي اليوم الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى