هل الحب يكفي للزواج وجعل العلاقة الزوجية ناجحة؟
من الأسئلة المثيرة التي تحير الكثير من الشباب المقدمين على الزواج هي: هل الحب يكفي لاستمرار العلاقات العاطفية لتكون مستمرة وبنفس القوة حتى بعد الزواج؟ وللإجاية على هذا السؤال لا بد أن ندرك أن الزواج كعلاقة يتطلب منا بعضاً من الرومانسية وكثيراً من العقلانية، فالزواج الناجح ليس فيه من قبول الواقع الذي نعيشه، بل يجب أن يترافق مع قدر من الوعي بالمسئوليات ومتطلبات الحياة، سيدتي التقت باستشاري العلاقات الأسرية والإنسانية الدكتور أحمد عبدالخالق. في حوار للبحث عن إجابة للسؤال هل الحب يكفي للزواج ويجعل من العلاقة الزوجية ناجحة؟
-
الزواج ليس حياة وردية هانئة
يقول د.أحمد عبدالخالق لسيدتي: الحب شيء ضروري لاستمرار الحياة، ونحن جميعاً لا ننكر أهمية الحب بحياتنا، إلا أن الحب وحده لا يكفي لضمان استقرار الحياة الزوجية وثباتها وتضميد الخلافات والمشاكل بين أي شريكين، فلابد ان يكون الزواج مبنيّاً على مبدأ تحكيم العقل والمنطق وليس الحب خاصة الحب من النظرة الأولى، فكثير من الشباب والفتيات يراهن على مقدار الحب الذي يجمعه بشريكته قبل الدخول في العلاقة الزواجية، وفي بداية الزواج تكون الحياة وردية مليئة بالورود والحب والاهتمام، وهنا يصدم بواقع غير محسوب بعد إتمام العلاقة الزوجية بسبب الانخراط في مشكلات الحياة اليومية، فتبدأ الخلافات والأزمات تتفاقم بينهما لعدم وجود تجارب وخبرات تؤهلهما للتعامل السليم مع هذه المشكلات التي تقابلهما، فلا بد أن يدرك الشباب أن الزواج لا يكفيه الحب فقط، بل هو مسؤولية مشتركة، وتضحيات تنمو وتكبر مع استمرار الحياة الزوجية.
-
كيف تكون العلاقة الزوجية الناجحة؟
العلاقة الزوجية الناجحة أساسها المحبة والوئام، وعنوانها َ التراحم والانسجام، هي بذل وعطاء، ومشاركة في البناء ، هي أحاسيس متبادلة وأفكار مشتركة، صاغها الارتباط الوثيق، والحب المتبادل العميق وهناك الكثير من الطرق لبناء علاقات قوية مع الآخرين خاصة مع الزوج ومنذ البداية ومنها:
– الاحترام والتقدير
لاحياة زوجية بدون احترام، فالاحترام بين الزوجين هو قيمة في حد ذاته، ولابد من الحفاظ عليها ومراعاتها فالحب أساسه الاحترام ، فلابد أن تحترمي زوجك وتقدريه أمام نفسه وأمام عائلتك وأهله، واحترام طموحة وأحلامه ومشاعره وطريقة كلامك معه، كل هذا سيؤدي بالفعل إلى تحقيق حياة زوجية سليمة ومستقرة وناجحة.
– المساحة الشخصية
إذ يجب على الشريك إعطاء شريكه مساحة شخصية خاصة به، يمكن من خلالها، قراءة كتاب، أو السفر ، أو منحه بعض الوقت للانفراد بنفسه، أو للخروج مع أصدقائه، أو زيارة أقاربه، والعكس من الزوج أيضاً السماح بالمثل لزوجته زيارة أسرتها وممارسة هوايتها أو أي نشاط ترغبه.
– التسامح
إن العفو والتسامح إذا غاب عن الحياة الزوجية سيؤدي إلى تأزم الحياة، وخلق الخلافات، وجرح النفوس والتوتر الدائم، بالطبع لا تخلو أي حياة زوجية من أي منازعات أو خلافات، ولكن لا يمكن اعتبار الزواج زواجاً ناجحاً إلا إذا توفرت له عوامل التماسك والاستقرار، والتي من أهمها التسامح والعفو.
– الثقة والصراحة المتبادلة
فالصراحة بين الزوجين تزيد الألفة وتقوي الحب وتساعد في إقامة علاقة متوازنة وتزيد من صلابة العلاقة وتخلق أجواء زوجية هادئة ومستقرة، فالصدق المتبادل يمنحهما شعوراً بالأمان، والمصارحة تدفع إلى مزيد من الثقة.
-
أسس اختيار الشريك
يجب أن يتم اختيار الشريك على أسس ومعايير، دون تدخُّل من الأهل أو الضغط منهم، وعليك أن تراجعي ً نفسك كثيراً، وتستشيري طويلاً، وتستخيري الله عز وجل، والتأني لهذا القرار، ً مع تحكيم العقل بعيداً عن العاطفة والانجذاب إلى المظاهر.
– الأخلاق والتدين
قيمة الرجل ومنزلته على قدر علمه وتدينه وتقواه، وليس بمقدار ما يملك من مال وما يدفعه من مهر، لأن تدينه يكون بمراعاة حقوقك أنت شريكة حياته والحفاظ عليك وإقامة حقوقك كما يرضي الله سبحانه وتعالي.
– التشابه والتجانس
والتشابه يكون في الخصائص الاجتماعية العامة والسمات الجسمية والنفسية، وهو اختيار شريك تتشابه خصائصه معك، ويتشابه في الأفكار والقيم والرؤى والأنشطة والهوايات، وأن تكونا متقاربين في النمط السلوكي والفكري والحياتي، وهو الأمر الذي يزيد من التفاهم في الحياة الزوجية، وينعكس على حالة الاستقرار الأسري.
– الاستطاعة
المقصود بها القدرة علي تحمل المسئولية والقيام بشؤون الأسرة واحتيجاتها، ومن ذلك القدرة الجسدية والنفسية والتربوية.
– الثقة بالنفس
أن يكون واثقاً من نفسه، واثقاً من شريكة حياته، فإذا انعدمت الثقة سيدخل الشك والمعايير السلبية إلى الزواج وينتهي.
– التوافق العلمي والفكري
فالتقارب في الفكر والمستوى العلمي ضرورة لنجاح الزواج، وغياب التقارب والتوافق الفكري والثقافي يمكن أن يسبب عدة مشاكل، فهو يعزز العلاقات بين الزوجين، حتى أنه يقوم بتحفيزهما من خلال التواصل ويدفعهما إلى مزيد من التقارب والتحابب، ويساعد على رسم خارطة طريق واضحة ومفهومة لمسار العلاقة الزوجية.
-
أسس الزواج الناجح
بعض الشباب يعيش في إطار خيالي رومانسي يصوّر الحبّ على أنّه السعادة المطلقة الدائمة، ويقبل على الزواج معتمداً على قوة المشاعر بين الطرفين، ولكنه يصدم بالواقع عند أول احتكاك بالمسؤولية، وهناك العديد من أسس لبناء علاقة قوية خلال فترة الخطوبة والتي يجب إرساؤها، حتى تساهم في نجاح الحياة الزوجية فيما بعد:
– بناء الثقة المتبادلة
وجود الثقة من أهم عوامل بناء العلاقات الصحية القوية بين الأزواج، ومن المقومات الأساسية لبناء حياة زوجية سعيدة، ويجتنبان السلوكيات التي تثير الشك، والتحلي بالصدق واجتناب الكذب الذي يهدم الثقة بين الزوجين.
– التحلي بالصبر والتضحية
هي من أسس الزواج الناجح التي تضع العلاقة الزوجية في المسار الصحيح نحو النجاح، والصبر و التضحية يولدان لدى الزوجين حب التعاون فيما بينهما من أجل تحقيق المصالح العامة للأسرة، أي تحمُّل الزوجين للآلام والمشاكل التي قد تصادفهما بين الحين والآخر عند الغضب وحالات الاكتئاب والإحباط، فيمكن لطرف امتصاص غضب الطرف الآخر بعقلانية.
– الاحترام والتقدير
وهما ضروريان في الزواج، فحاجة الإنسان إلى الاحترام والتقدير لا تقدر بثمن، فلا يمكن أن يُبنى الزواج على أساس المعاملة السيئة والاستهزاء وعدم تقدير الشريك الآخر، فحينها سينتهي الحب ويفشل الزواج.
– المشاركة والتعاون
أي توزيع المسؤوليات على الزوجين، والتعاون بينهما، ودعم بعضهما البعض، ومشاركة مشاعر الحب الدافئة مع الطرف الآخر.
– الاهتمام والعطاء المتبادل
إن الاهتمام المتبادل، والعمل على تحقيق رغبات كل طرف منهما للآخر، ومساعدة الشريك وتقديم الدعم دائماً، فالاهتمام يغذي هذا الحب، من خلال بعض التصرفات البسيطة التي تجعل الشريك سعيداً ومرتاحاً برفقة حبيبها، كالاهتمام بصحة شريكك.
– التفاهم والحوار
التفاهم والحوار من الأمور التي يجب أن تتوافر في الزواج السعيد، فأهمية التواصل بين الزوجين تقربهما من بعضهما، ودليلاً على مقدار التفاهم والمودة بينهما، والتوصل إلى حل الخلافات والمشاكل ومواجهة الأزمات، وحرية التعبير عن الرأي، وشرح وجهات النظر من المقومات الأساسية في الحياة الزوجية الناجحة.