هل بدأ إستكمال ( الشام الجديدة ) بروحها العربية ؟؟
يكشف تزامن تقديم العراق بتروله إلى لبنان مع فتح معبر نصيب الحدودي بين سورية والأردن، ربما، تكامل أو توازي توجه العراق والأردن للتعاون مع لبنان وسورية. فهل هذه بوابة تفتتح إستكمال منظومة ( الشام الجديدة ) التي أعلنها العراق والأردن ومصر للتعاون الإقتصادي والإستراتيجي ، داعين دول المنطقة للإنضمام إلى هذه المنظومة . ومن البديهي أن تكون سورية و لبنان أول المدعوين لأنهما قلب ( الشام العريق و المتجدد ) و نبضه…
أفادت المعلومات أن ملك الأردن عبد الله الثاني ركز، أثناء زيارته إلى واشنطن، في مباحثاته مع الرئيس بايدن، على ضرورة إستعادة سورية لحياتها الطبيعية ولعلاقاتها بأشقائها العرب. لما في ذلك من تأثير قوي على إستقرار و أمن و إزدهار المنطقة . و لا نعرف ما حمله الملك عبد الله من سورية إلى بايدن .
خاصة وأنه، كما هو معروف، على إتصال دائم مع الرئيس الأسد … ومن النتائج الي تلت زيارة الملك لواشنطن، والتي بدأت بفتح معبر نصيب، كإعلان عن عودة التعاون السوري الأردني . المفضي إلى تعاون مع منظومة الشام الجديدة ، خاصة و أن العراق على تعاون جيد مع دمشق، و مصر ليست بعيدة أبداً عن إطلاق تعاونها الواسع مع سورية.
أما صفقة البترول العراقي مع لبنان و تفاصيلها التي تتضمن مراعاة بغداد لأحوال لبنان و القبول ببيع البترول بالليرة اللبنانية. و إستعمال ثمنها في شراء منتجات لبنانية ، هذه الصفقة ما هي إلا ( تعاون منقذ ) للبنان المهدد بالعتمة الشاملة بسبب نقص البترول اللأزم لتوليد الكهرباء. كما أنه بوابة لتعاون إقتصادي إستراتيجي بين العراق و لبنان يقال أن تتمته ستكون بمد بيروت بالغاز المصري عبر الأردن و سورية . و كلها إشارات عن عملية جذب للبنان إلى منظومة الشام الجديدة .
إستكمال منظومة ( الشام الجديدة ) بلبنان و سورية يمنحها القلب النابض اللازم لإستدامة حياتها .
كما أن جمع مصر و العراق و سورية يعطي هذه المنظومة وجدانها العربي الجامع بإشعاعه على العرب جميعاً. و كما يمكن أن تكون مصر و الأردن و العراق جسراً للتعاون السوري اللبناني مع السعودية والخليج العربي . وهكذا تصبح منظومة ( الشام الجديدة ) روحاً جامعة للعرب و طريقاً يساعد سورية لإستعادة حياتها الطبيعية، و حلاً أكثر جدوى لأزمتها . مما يهيئ أساساً قوياً لنظام إقليمي يفعل العروبة ويحترم المصالح العربية ، وتتعاون فيه جميع دول الإقليم على أساس الإحترام المتبادل، و وفق مبدأ التفاعل بين المصالح و احترام سيادة و كل دولة وإستقلالها.
هل بدأ بعض العرب تصحيح مسار علاقاتهم وفق حقائق الواقع الجيوسياسية ؟؟
و هل أقتنع العرب أن إحتضانهم لسورية و هي تخرج من حرب مدمرة يقويهم و يفيدهم بتأثيرها على إيران في موازنة و تقويم العلاقة مع طهران و سياساتها ؟؟ و هل فهم العرب أن حياة لبنان و عافيته هي طاقة تحافظ على رسالة العرب الحضارية الإنسانية ؟؟ وهل ستكون (الشام الجديدة) إنطلاقة عربية تجذب العرب إلى تعاون أكثر جدوى بينهم ؟؟ أم أن كل ما يجري ليس إلا محاولة أميركية لإنشاء تحالف يخدمها ؟؟؟؟!!