هل تمهد زيارة المقداد للقاهرة للقاء قمة بين السيسي والأسد؟
يجري وزير الخارجية السوري فيصل المقداد غدا السبت زيارة للعاصمة المصرية هي الأولى لمسؤول سوري رفيع بينما تأتي هذه الزيارة على وقع حراك دبلوماسي عربي باتجاه إنهاء سنوات من القطيعة مع النظام السوري وفك عزلة سوريا.
وعبر زعماء عرب يتقدمهم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في فبراير/شباط الماضي عن تضامنه مع سوريا بعد زلزال مدمر خلف آلاف القتلى وشرد مئات الآلاف. كما اتصل السيسي بنظيره السوري بشار الأسد في أول تواصل بين الرجلين.
وتأتي هذه الزيارة على الأرجح في سياق ترتيبات مصرية سورية تسبق انعقاد القمة العربية في الرياض والمقررة في 19 مايو/ايار المقبل والتي من المتوقع أن تضع على جدول أعمالها فك عزلة سوريا وعودتها للحضن العربي واستعادة مقعدها في جامعة الدول العربية.
وذكر موقع روسيا اليوم الإخباري الروسي اليوم الجمعة نقلا عن مصادره أن المقداد سيعقد مباحثات مع نظيره المصري سامح شكري في القاهرة من دون أن تتضح طبيعة تلك المباحثات، لكن مصادر قالت إنها لا تخرج عن سياق ترتيب عودة سوريا لمحيطها العربي.
ومصر من بين دول تدفع منذ العام 2014 لمنع تقسيم سوريا وتشدد على وحدة أراضيها وعلى سيادتها. وتقود في الوقت ذاته جهودا لإنهاء الاحتلال التركي لشمال سوريا.
وأعطى الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس المصري مع نظيره السوري للتعبير عن تعازيه في قتلى زلزال 6 فبراير/شباط وتضامنه مع دمشق في مصابها، أوضح إشارة مصرية على عودة الدفء للعلاقات وأن لقاء بين السيسي والأسد قد تكون مسألة وقت.
وقد تفتح المباحثات بين شكري والمقداد الباب لاجتماعات أوسع بين الجانبين وتعبد الطريق للقاء قمة بين الرئيسين السوري والمصري، بينما تشهد المنطقة تطورات وتحولات جيوسياسية مهمة من بينها الاتفاق السعودي الإيراني على استئناف العلاقات الدبلوماسية.
وسبق للوزيرين أن التقيا في سبتمبر/ايلول 2021على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، بينما كان آخر لقاء بينهما في فبراير/شباط الماضي حيث حل سامح شكري ضيفا على دمشق ناقلا رسالة تضامن مع السوريين على اثر الزلزال المدمر.
وكانت الخارجية المصرية والرئاسة السورية قد نشرتا حينها صورا للقاء شكري بالرئيس السوري بشار الأسد وكذلك لاجتماعه مع نظيره فيصل المقداد.
ويتوقع أن تلعب مصر إلى جانب دولة الإمارات دورا مهما في استعادة سوريا مقعدها في الجامعة العربية وترتيب عودتها لمحيطها العربي وإنهاء عزلتها عربيا وإقليميا وهي خطوات تعارضها دول غربية وتتحفظ عليها قطر التي لا تزال مترددة وتطالب بحل سياسي للأزمة السورية قبل أي تطبيع مع النظام السوري.
والأسبوع الماضي قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن سوريا والسعودية اتفقتا على إعادة فتح سفارتيهما وعودة العلاقات الدبلوماسية بعد قطعها منذ أكثر من عقد، في تطوّر من شأنه أن يمثل خطوة كبيرة على طريق إنهاء عزلة بعد أن بدأت تتفكك تدريجيا.
وقال مصدر إقليمي موال لدمشق إن الاتصالات بين الرياض ودمشق اكتسبت زخما بعد اتفاق تاريخي لإعادة العلاقات بين السعودية وإيران وهي الحليف الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد.
وستكون عودة العلاقات بين الرياض ودمشق بمثابة أهم تطور حتى الآن في تحركات الدول العربية لتطبيع العلاقات مع الأسد الذي قاطعته العديد من الدول الغربية والعربية بعد اندلاع الحرب الأهلية السورية في عام 2011، في حين أكد مصدر إقليمي ثان متحالف مع دمشق أن الحكومتين “تستعدان لإعادة فتح السفارتين بعد عيد الفطر”.
ويأتي القرار نتيجة محادثات في السعودية مع مسؤول مخابرات سوري رفيع، بحسب أحد المصادر الإقليمية ودبلوماسي في الخليج.
وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قد أعطى في وقت سابق من هذا الشهر أوضح إشارة على عزم بلاده استئناف العلاقات مع دمشق حين شدد على أهمية التواصل مع النظام السوري وعلى الحوار سبيلا لحل الأزمة السورية، مضيفا أن التواصل مع الأسد قد يؤدي إلى عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، لكنه أوضح أنه قد يكون من السابق لأوانه في الوقت الحالي مناقشة مثل هذه الخطوة.
ميدل إيست أونلاين