هل جاء تكثيف الغارات الإسرائيليّة على البوكمال ودير الزور لاستِفزاز إيران وجرّها إلى الرّد لتوفير الذّرائع لإشعال الحرب الكُبرى؟ وأين منظومات صواريخ “إس 300″؟ وحتّى متَى تستمر سياسة ضبط النّفس السوريّة الإيرانيّة؟

 

يبدو واضحًا أنّ الغارات التي شنّتها طائرات إسرائيليّة على مواقع ومخازن تابعة لفصائل مُوالية لإيران فجر الأربعاء في شمال دير الزور ومنطقة البوكمال قُرب الحُدود العِراقيّة، وأسفرت عن سُقوط 60 شهيدًا كانت أحدث المُحاولات لاستِفزاز إيران ودفعها إلى الرّد لتبرير هُجوم أمريكي تُخَطِّط له إدارة ترامب في أيّامها القليلة المُتبقّية في السّلطة لخلط الأوراق وعرقلة انتِقال السّلطة إلى الرئيس المُنتَخب جو بايدن.

بيان رسمي للجيش السوري بثّته وكالة أنباء “سانا” الرسميّة أكّد، ومن المرّات النّادرة، أنّ هذه الغارات استهدفت مواقع لفصائل مدعومة من إيران قُرب الحُدود العِراقيّة، الأمر الذي يعني مُحاولة جرّ هذه الفصائل، وإيران أيضًا، إلى الإقدام على ردٍّ انتقاميّ بإطلاق صواريخ تُصيب العُمق الإسرائيلي، وبِما يُؤدِّي إلى إشعال فتيل حرب إقليميّة في المِنطقة تكون “إسرائيل” رأس الحربة فيها.

وما يُؤكِّد هذا الافتِراض ما كشفته وكالة أسوشيتد برس” الأمريكيّة اليوم في تقريرٍ لها نَقلًا عن مسؤولٍ استخباراتيٍّ كبير بأنّ مايك بومبيو، وزير الخارجيّة الأمريكي، بحث هذا القصف أثناء لقائه بيوسي كوهين، رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي، يوم الاثنين الماضي في مقهى “ميلانو” في العاصمة واشنطن ضبط النّفس يظل نوعًا من الحكمة لتَجَنُّب تقديم الذّرائع لتنفيذ المُخطّط الإسرائيلي الأمريكي بضرب المُنشآت النوويّة والبُنى التحتيّة الإيرانيّة، خاصّةً أنّه لم يبقَ إلا سبعة أيّام على وجود الرئيس ترامب في السّلطة، وانشِغال الولايات المتحدة في الوقت نفسه بأزَماتها الداخليّة وتَزايُد احتِمالات الفوضى والحرب الأهليّة، ولكنّ الكثير من المُراقبين يتساءلون عن غِياب منظومات الصّواريخ الروسيّة من نوع “إس 300” الدّفاعيّة وعدم تصدّيها لهذه الغارات، خاصّةً أنّ كُل من إيران وسورية تمتلكانها، وأنّ بعض هذه الصّواريخ قصفت مطارًا وقاعدة عسكريّة سُوريّة.

السّلطات الإيرانيّة هدّدت أكثر من مَرّةٍ بأنّها ستَرُد على أيّ عُدوان أمريكي إسرائيلي يستهدفها وحُلفاءها على الأراضي السوريّة والعِراقيّة معًا، ولكن يبدو أنّ عدم الرّد طِوال السّنوات الماضية أدّى إلى تَزايُدِ مُستوى وخُطورة هذه الغارات، وتِعدادها، وحجم الخسائر البشريّة والماديّة من جرّائها.

هل ستنتهي سياسة ضبْط النّفس هذه إذا استَمرّت هذه الغارات بعد خُروج ترامب من السّلطة، أمْ أنّها ستستمر تحت أعذار جديدة؟ سُؤالٌ مُهِمٌّ يطرحه الكثير من المُراقبين وينتظرون إجابةً سريعةً له، ويأملون ألا يطول هذا الانتِظار؟

 

 

صحيفة رأي اليوم الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى