هل ستبتلع الشمس يوما ما الأرض؟
يواصل علماء الفلك متابعة النجمة WD 1145+017 وكيف تقضي على الكواكب الدائرة في فلكها وكيف يمكن أن تتحول أمنا الشمس إلى ما يشبه هذه النجمة في فعلها بعد مرور عدة مليارات من السنين. فقد أورد علماء الفلك خبر قضاء تلك النجمة على كوكب دائر في فلكها للمرة الأولى في 21 أكتوبر/تشرين الأول عام 2015 حيث رصدوا جسما صخريا كبيرا متحطما يسير في مدار حلزوني حول نجمة WD 1145+017 وهي تعتبر قزماً أبيض بناء على تصنيف العلماء.
وأشار الباحثون آنذاك إلى أن حطام الجسم الفضائي المذكور حجب ضوء تلك النجمة الساقط على الأرض، وقد رصد المختصون هذه الكارثة الفضائية بواسطة تلسكوب كيبلر المخصص للبحث عن الكواكب. وكانت درجة سطوع نجمة WD 1145+017 تنخفض كل 4.5 ساعات (فترة دوران الكوكب المحطم حول النجمة) بنسبة 40% مما دفع العلماء إلى استنتاج أن الكوكب المتحطم يبتعد عن شمسه الأم مسافة 837 ألف كيلومتر وهو ما يزيد عن ابتعاد القمر عن الأرض بأكثر من ضعفين.
وبفضل الرصد المستمر كشف الباحثون عن أجسام فلكية عدة ذات حجم أصغر تدور حول النجمة المذكورة ومدة دورتها الواحدة تساوي 4.5-5 ساعات. فتوصل الباحثون إلى استنتاج أن نجمة WD 1145+017 تحطم منظومة الكواكب الدائرة حولها وذلك انطلاقا من أن جسماً فضائياً كبيراً واحداً يجتذب إلى مداره خلال دورانه عدداً من الأجسام أصغر منه حجما.
ويساوي حجم المادة الدائرة حول تلك النجمة حجم كوكب سيريس القزم وهو أكبر جسم من الأجسام الواقعة بين مداري المريخ والمشتري ويساوي قطره نحو 950 كيلومترا. والأقزام البيضاء عبارة عن نَوى نجوم ميتة أي عن أجسام تتميز بكثافة مفرطة وتتشكل كنتيجة لاستنفاد الوقود النووي فيها، حيث يتقلص حجمها إلى نحو جزء من 100 من حجمها الأساسي، فتبلغ حجم كوكب الأرض تقريبا مع انخفاض درجة الحرارة فيها إلى 880 درجة مئوية فوق الصفر.
وتنتفخ هذه النجوم بشكل هائل لدرجة أنها تبدأ تبتلع الكواكب الواقعة بجوارها قبل أن تصبح أقزاما بيضاء، مما يؤدي إلى ظهور خطوط خاصة بعناصر ثقيلة مثل الكالسيوم والسليسيوم والحديد وغيرها في أطيافها الكهرمغناطيسية، وتوجد العناصر المذكورة عادة في الكواكب الصخرية.
ويتوقع علماء الفلك من شمسنا الأم أن تصبح عملاقا أحمر بعد 7.5 مليارات عام وحينذاك ستبتلع الأرض بعد أن تقضي على عطارد والزهرة ومن ثم تتحول إلى قزم أبيض.
ميدل ايست أونلاين