هل سيأتي الرد الأمريكي الانتقامي على ضرب قاعدة “عين الأسد” بعد انتهاء زيارة البابا للعراق.. وأين؟
الرد الانتقامي الأمريكي على الغارة الصاروخية التي استهدفت “عين الأسد”، القاعدة الامريكية الاضخم في العراق، ربما يتم بعد انتهاء الزيارة التاريخية للبابا للأراضي العراقية على الأرجح، لكن الامر المؤكد ان هذا الرد لن يكون بدون رد، ومن المحتمل ان يشعل فتيل حرب قد لا تنتهي الا بخروج جميع القوات والقواعد الامريكية في العراق، او إعادة احتلاله، والاحتمال الاخير مستبعد لأنه مكلف جدا.
المتحدثون الرسميون الامريكيون بدأوا التحقيق بحثا عن الجهة التي تقف خلف هذا الهجوم، وآخر قبله استهدف القاعدة الجوية الامريكية في مطار أربيل الجوي، وادى الى مقتل متعاقد امريكي واصابة ما يقرب من سبعة آخرين، وتجد تعاونا قويا من المخابرات العراقية، وتشير أصابع الاتهام حتى الآن الى الحشد الشعبي، و”كتائب حزب الله” العراق على وجه الخصوص المدعومة إيرانيا وتشكل التوأم لحزب الله في لبنان.
الهجمات الصاروخية في السنوات الماضية كانت تقع في محيط السفارة الامريكية في بغداد، وبهدف الترهيب، لان من اطلقوها كانوا يحرصون على تجنب الخسائر البشرية، لكن الأمور تطورت، وباتت زخات الصواريخ تستهدف القواعد الامريكية، وبهدف احداث بعض الخسائر البشرية، مثلما حدث في قاعدة مطار أربيل الجوية قبل أسبوعين انها مفاوضات ادواتها الصواريخ بين الولايات المتحدة وايران قد تمهد الى مفاوضات جدية وجها لوجه حول الاتفاق النووي بصيغته الجديدة او القديمة، ورفع العقوبات بالتالي، او تتطور الأمور الى مواجهة عسكرية اكبر وهذا احتمال غير مستبعد.
ليس هناك أي اخيار امام إدارة الرئيس جو بايدن غير التجاوب، وبسرعة مع الشروط الإيرانية برفع كامل للعقوبات، ولعل موافقتها على فك التجميد عن المليارات الإيرانية في مصارف العراق، وعدم اعتراضها على فعل كورية الجنوبية الشيء نفسه للإفراج عن ناقلتها المحتجزة في ميناء بندر عباس الإيراني المؤشر الأبرز على تخليها عن عنادها المصطنع، وتقديم الحلول السلمية التفاوضية على ما عداها، لان ثمن هذا العناد سيكون باهظا جدا في ظل ضغوط فصائل الحشد الشعبي الصاروخية، وتنفيذ ايران لتهديداتها برفع نسب التخصيب لليورانيوم، وتقليص التعامل مع المفتشين الدوليين الى الحدود الدنيا.
صواريخ الحشد الشعبي ربما يكون لها احد الأدوار الحاسمة في نهاية المطاف، لاعتقاد من يقفون خلفها بأن أمريكا لا تفهم الا هذه اللغة.. والله اعلم.
صحيفة رأي اليوم الالكترونية