هل شرب المزيد من الماء يحسن الصحة؟
أجرت دراسة حديثة، نُشرت في دورية JAMA Network Open ونقلها موقع “New Atlas”، مراجعة شاملة للأدلة العلمية حول مدى صحة النصيحة المتداولة بشرب كميات كبيرة من الماء لتحسين الصحة. سلطت الدراسة الضوء على فوائد الماء في وظائف الجسم الأساسية وتأثير زيادة شربه على جوانب مختلفة من الصحة.
أهمية الماء للجسم
يتكون حوالي 60% من جسم الإنسان منه، الذي يؤدي دورًا حيويًا في تنظيم درجة الحرارة، وإزالة الفضلات، وتوفير الحماية للدماغ والحبل الشوكي، وتسهيل حركة المفاصل. ومع ذلك، رغم النصائح اليومية بشرب كميات كافية من الماء، لا تزال هناك تساؤلات حول الفوائد الإضافية لشرب كميات أكبر من الحاجة الأساسية.
كمية الماء اليومية الموصى بها
وفقًا للأكاديمية الوطنية الأمريكية للطب، يحتاج الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و30 عامًا إلى حوالي 3 لترات (13 كوبًا) يوميًا، بينما تحتاج النساء من نفس الفئة العمرية إلى 2.1 لتر (9 أكواب). وتشمل هذه الكمية السوائل بجميع أشكالها، سواء من الماء أو المشروبات الأخرى.
أبرز نتائج الدراسات
-
الماء لفقدان الوزن
في ثلاث دراسات، أظهرت زيادة استهلاك الماء (1.5 لتر يوميًا قبل الوجبات) تحسنًا ملحوظًا في فقدان الوزن بنسبة تتراوح بين 44% و100% مقارنة بالمجموعات التي لم تضفه إلى نظامها. ومع ذلك، أظهرت دراسة أخرى على مراهقين وبالغين أن شرب 2 لتر يوميًا لم يؤثر على الوزن.
-
التحكم في سكر الدم
وجدت إحدى الدراسات أن شرب كميات محددة قبل الوجبات (250-500 مل) ساهم في خفض مستويات السكر الصائم لدى مرضى السكري من النوع 2. لكن دراسة أخرى على مشاركين مختلفين أظهرت تأثيرًا عكسيًا طفيفًا بزيادة مستويات السكر الصائم.
-
تقليل الصداع
توصلت دراسة إلى أن زيادة تناول الماء بمقدار 1.5 لتر يوميًا ساهم في تحسين نوعية حياة مرضى الصداع النصفي وتقليل تكرار النوبات، لكن النتائج لم تكن إحصائيًا ذات دلالة قوية.
-
فرط نشاط المثانة
أشارت دراسة أخرى إلى أن تقليل تناوله بنسبة 25% ساعد على تقليل عدد مرات التبول الليلي والحاجة الملحة للتبول لدى الأشخاص المصابين بفرط نشاط المثانة.
-
حصوات الكلى
أثبتت دراسات عدة أن شرب كميات أكبر يقلل من خطر تكون حصوات الكلى ويساعد على التخلص منها بشكل طبيعي.
هل شرب المزيد من الماء يناسب الجميع؟
رغم الفوائد الواضحة لشرب كميات أكبر ، إلا أن الباحثين يؤكدون أنه لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع. فالأشخاص الذين يعانون من الجفاف أو تاريخ مرضي مثل التهابات المسالك البولية أو حصوات الكلى قد يستفيدون من زيادة شرب الماء. بينما يمكن للأشخاص الذين يعانون من كثرة التبول أن يستفيدوا من تقليل تناول السوائل.
التوصيات المستقبلية
شدد الباحثون على الحاجة إلى مزيد من الدراسات المصممة بعناية لتقييم الفوائد الصحية المرتبطة بشرب المزيد من الماء. وأكدوا أن تكلفة شرب الماء منخفضة للغاية، مع احتمال ضئيل لحدوث آثار ضارة، مما يجعل تشجيع استهلاكه خيارًا صحيًا متاحًا للجميع.
يساهم شربه في تحسين العديد من وظائف الجسم الأساسية. ورغم أن الأدلة تشير إلى فوائد إضافية عند زيادة استهلاكه، فإن هذه الفوائد تختلف من شخص لآخر. من المهم استشارة الأطباء لتحديد الكميات المناسبة وفقًا للاحتياجات الصحية الفردية.
صحيفة رأي اليوم الالكترونية