تحليلات سياسيةسلايد

هل طلبت مصر معدات عسكرية أمريكية لتأمين حدودها؟

محمود القيعي

هل طلبت مصر معدات عسكرية أمريكية لتأمين حدودها؟ وهل كان الدافع وراء هذا الطلب هو الاستعداد لاجتياح إسرائيلي لمدينة رفح الفلسطينية؟ سؤالان شغلا المحللين و المراقبين للمشهد السياسي والعسكري الساخن.

 منذ أيام نشرت مجلة” بوليتيكو” الأمريكية تقريرا جاء فيه أن مصر طلبت معدات عسكرية من الولايات المتحدة، في مقدمتها معدات الأمن والردار، وذلك قبل اجتياح إسرائيل لرفح، وفق 5 مصادر من إسرائيل ومصر والولايات المتحدة لم تصرح المجلة بأسمائهم.

تقرير المجلة الأمريكية لم تعلق عليه مصر الرسمية أو الإعلامية، ورجّحه البعض، ونفاه آخرون.

هل طلبت مصر معدات عسكرية أمريكية لتأمين حدودها؟

البعض يرى أن اجتياح رفح سيتسبب في وضع أمني كارثي على الحدود، من الصعب التنبؤ بتأثيراته على مصر، لافتين إلى أنها ستكون الخاسر الأكبر، بل وسيكون للاجتياح إن حدث تأثيرات كبيرة على الأمن القومي، منها موجات النزوح المتوقعة لمصر.

في حين يرى آخرون أنه إذا أقدمت إسرائيل على اجتياح رفح، فستتلقى ضربات أكثر حدة وأشد قسوة.

المؤرخ اليساري الفلسطيني عبد القادر ياسين يرى أن ثمة مؤشرات لا تخطئها العين بأن العدو الإسرائيلي في طريقه لاجتياح رفح، بعد أن تجمع فيها النسبة الأكبر من اهالي قطاع غزة ، وذلك في محاولة لتجريف القطاع من سكانه.

ويضيف لـ”رأي اليوم”: “اللافت هو صمت القبور المحيط بالأمر! وعدم التزام إسرائيل بقرار مجلس الأمن الداعي لوقف إطلاق النار”.

ويتابع قائلا: “ومنذ متى كان العدو الإسرائيلي يلتزم بالقرارات الدولية!!!”

ويضيف صاحب” الحركة الوطنية الفلسطينية في القرن العشرين”: “يلاحظ أن الجنود الإسرائيليين يتلقون درسا لن ينسوه من المقاومة الفلسطينية كلما عنّ لجيش العدو الدخول برا إلى القطاع؛ لذا نجده يحبذ سلاح الجبان ” الطيران”. حيث لا مضادات أرضية لدى المقاومة في غزة”.

غياب جبهة موحدة للفصائل الفلسطينية في مواجهة العدو الشرس”

ويتابع: “على أن قطاع غزة لا يفتقر لهذه المضادات فحسب، بل ثمة غياب جبهة موحدة للفصائل الفلسطينية في مواجهة هذا العدو الشرس”.

ويختتم مؤكدا أن ما جرى في 7 أكتوبر هو بداية النهاية لإسرائيل، وأردف: “الأيام بيننا”.

من جهتها تقول د.هالة مصطفى رئيس التحرير الأسبق لمجلة الديمقراطية الصادرة عن مؤسسة الاهرام إن نتنياهو رفض مقترحات بلينكن بعدم القيام بعملية عسكرية برية واسعة فى رفح، مشيرة إلى أنه فى حديث سابق لقناة 14 العبرية، انتقد علنا السياسة الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بمطلب عدم توسيع الحرب بحجة حماية للمدنيين، مذكّرا بما فعله الأمريكيون بتدخلهم العسكرى فى الفلبين فى أماكن مكتظة بالسكان، أسفر عن مقتل 100 ألف فلبينى، وخسائر أكبر من تلك التى أحدثتها بلاده فى غزة.

رئيس الوزراء الاسرائيلى الأسبق – لا يحق لأحد أن يقول لنا ما يجب فعله

وتضيف أن رئيس الوزراء الاسرائيلى الأسبق نفتالى بينيت بذات الإصرار أكد فى لقائه مع “سكاى نيوز” عربية، بأنه لا يحق لأحد أن يقول لنا ما يجب فعله (فى إشارة إلى قرب اقتحام آخر نقطة فى الجنوب وهى رفح)، وفيما يخص اليوم التالى للحرب وحل الدولتين، وهى نقطة خلاف أخرى مع الإدارة الأمريكية، مشيرة إلى أنه حمّل الفلسطينيين مسئولية الفشل فى التوصل لاتفاق بشأنها، بذريعة عدم استعدادهم على مدى 76 عاما، للاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.

وعن موقف الإدارة الأمريكية تقول. إن إدارة بايدن من ناحيتها، مازالت تضغط من أجل كبح جماح الدولة العبرية لمنعها من اجتياح رفح. لأنها ستؤدى إلى كارثة انسانية. فضلا عن أنها ستزيد من عزلتها دوليا وإقليميا، وستضر بعلاقاتها مع الدول العربية المعتدلة. كمصر والأردن والدول الخليجية كما أشار وزير خارجيتها. ولذلك دعت لإجراء مزيد من المفاوضات مع القادة الإسرائيليين. تستضيفهم العاصمة واشنطن، للتفاوض حول هذا الملف، والبحث فى امكان عقد هدنة مؤقتة. إلا أن رئيس الحكومة قام أخيرا بإلغاء زيارة وفد إسرائيل إلى البيت الأبيض. على خلفية عدم استخدام الولايات المتحدة للفيتو ضد قرار مجلس الأمن واكتفائها بالامتناع عن التصويت.

وقالت إنه إلى الآن، لا يبدو فى الأفق بوادر للتغلب على هذه المعضلة. حتى فيما يتعلق بالهدنة المؤقتة التى يقول نيتانياهو إن مطالب حماس لعقدها غير مقبولة.

إسرائيل لا تريد وقف الحرب وحماس بدورها لم تحسم موقفها

وخلصت د.هالة. إلى أن إسرائيل لا تريد وقف الحرب ونهجها فى إدارتها يؤكد ذلك. وحماس بدورها لم تحسم موقفها بالموافقة على الخروج طواعية من غزة، ومن ثم فاجتياح رفح- برأيها- سيقع حتما فى النهاية.

في ذات السياق يرى السفير د. عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق أن إسرائيل وأمريكا وبعض العرب يتعاونون في تمكين إسرائيل من تصفية القضية والتخلي عن الأقصي لليهود. مشيرا إلى أن اجتياح رفح يجري بهدوء ووفق مخطط ويترك الجدل حول الاجتياح للمعلقين.

وأضاف أن خطة التهجير لاتزال قائمة بالتعاون مع الأطراف السابقة، مؤكدا أن أجيال المصريين والعرب سوف تعاني من تصفية القضية، لافتا إلى أن من مصلحة الوطن المصري تمكين الفلسطينيين من أرضهم وعرقلة قيام إسرائيل الكبري لأنها علي حساب مصر وسوف تكون المواجهات المستمرة اوالاستسلام الكامل سمة العلاقات بين اللص والضحية.

واختتم مؤكدا أن من مصلحة الوطن المصري تلزم الحكومة باضعاف إسرائيل وبقاء المقاومة والتقارب من تركيا وايران والتحرر من الضغوط والاغراءات الغربية، مشيرا إلى أن مصر تجاور إسرائيل وهدف المشروع الصهيوني وهي المبتغي، مؤكدا أن دعم المقاومة هي الطريق الوحيد لضرب المشروع الصهيوني ومصر مختلفة تماما عن غيرها من العرب بل إن بعض العرب ينتقمون من مصر لتميزها.

ويختتم مؤكدا أنه لاشيء يبرر التراخي، لافتا إلى أن هذه هي اللحظة الحاسمة.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى