هل لديكِ أقوال أخرى ؟
بعض النساء خلقن لتشديد الحصار على الرجال ، لديهن موهبة في ذلك الاختصاص ،وكأن مهام الزوجة بعد أن تصبح في بيت زوجها هي مراقبته ! الإرشادات والتعليمات تنهال عليهن لتبدأ المطاردة ! الزوج ينفر من محاصرته وملاحقته بالشك والغيرة والرقابة !
تسألك الزوجة عن تفاصيل يومك ، إلى أين أنت ذاهب ؟ من قابلت من الناس ؟ كم من المال أنفقت ؟ لماذا اتصلت بك والدتك وأختك وجدتك و..؟ لماذا تأخرت؟ لماذا أنت مبتسم اليوم ؟ لماذا أنت على غير عادتك ؟ يسألها : هل لديكِ أقوال أخرى ؟!
إذا سكت تحاول معرفة سبب سكوته ، إذا أغلق هاتفه شكّت فيه ، وإذا وضعه على الصامت شكّت أكثر وظلت عيناها على هاتفه ، حين يتلقى اتصالاً هاتفياً ، يعمد إلى اختيار مكان بعيد عن ضجيج التلفاز والأولاد فيجد أن عيني زوجته تتابعه حيثما ذهب ، ترصد تحركاته وتراقب حركات شفاهه وملامح وجهه علّها تتمكن من تخمين شخصية المتصل أو المتصلة ، فإن كانت بعيدة تقترب منه بحجة أنها ترتّب السرير أو التسريحة ، أو تحمل شيئاً وجدته على الأرض ، بل إن ذلك المرمي والذي جاءت خفيفة سريعة لتحمله قد أكمل أسبوعه في ذلك المكان دون أن تنتبه إليه إلا في تلك اللحظة وببركة صوت الهاتف !وما أن ينهي مكالمته حتى تهجم علّيه منتظرة أن يبادرها بإخبارها عن الموضوع من تلقاء نفسه ، أو تواجهه بسيل من الأسئلة : من هذه ؟ ماذا تريد ؟ لماذا لم تتحدث معها أمامنا ؟ لماذا اتصلت بك إلى المنزل ؟ لماذا أعطيتها رقم هاتفك ؟ يسألها : هل لديكِ أقوال أخرى؟!إذا شاهد التلفاز ، فهناك شروط للمشاهدة ، أن لا يمدح أنثى يراها على الشاشة، أما الكليبات فتشعل نار الغيرة لديها !
حين يأتي متأخراً إلى البيت ، تسألنه : أين كنت ؟ ما الذي أخرّك ؟ من كانت معك؟ ماذا تحدثتم؟ لقد حفظ أسئلتها عن ظهر قلب، يسألها : هل لديك أقوال أخرى؟! حين يتسلم مهام جديدة في العمل ، تسألنه عن الموظفات اللواتي يعملن معه ، كيف هي السكرتيرة الجديدة ؟ هل هي جميلة ؟ هل هي عزباء أم متزوجة ؟ صغيرة أم كبيرة في العمر ؟ ما ذا ترتدي ؟ تنورة أم بنطال ؟ التنورة قصيرة أم طويلة ؟ البنطال أبيض أو جينز؟ ما لون شعرها ؟ ما لون أحمر الشفاه ؟ هل تتناول معها فنجان القهوة الصباحي ؟ لماذا لا تستبدلها برجل ؟ أسئلة كثيرة لا تتسع السطور لسردها، لم تنس كبيرة ولا صغيرة إلا ورمته أمام عينيه ، لائحة من الاتهامات من دفتر الزمن المنسي ! يسألها : هل لديك أقوال أخرى ؟!
لماذا تهتم المرأة بكل هذه التفاصيل ؟ المرأة تبرر ذلك ، بأن الأسئلة التي تطرحها لزوجها ،والتي يفسرها الرجل بأنها حشرية ما هي إلا محاولات من قبلها لرمي حصاة في بركة الحياة الزوجية ، وخلق حركة من الحوار بين الزوجين ، وتوليد موضوع مشترك يحقن مصل الحيوية في جسد العلاقة الزوجية للوصول إلى أعلى درجات من المصارحة والشفافية الذي هو حلم كل زوجة ، كون الرجل صامت أو قليل الكلام في البيت ! كما أنها تهدف من وراء تلك الأسئلة لامتلاك المعلومات الضرورية لتستعد لمواجهة أي طارئ في الحياة الزوجية ، خشية ذهاب زوجها إلى امرأة سواها !!