هل وجد المطبّعون العرب ما وعدهم “نتنياهو” حقا؟
هل وجد المطبّعون العرب ما وعدهم نيتانياهو حقا؟ وهل يتحقق السلام الإبراهيمي مع قدوم بن غفير وسموتريتس ودرعي وسواهم من المتطرفين الإسرائيليين؟
سؤالان باتا يشغلان المراقبين المعنيين بالصراع العربي الإسرائيلي وسط ترقب لسيناريوهات يراها البعض مرعبة.
أستاذ العلوم السياسية د.إسماعيل صبري مقلد يقول إن ما كان يخطط له زعيم الليكود اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو أصبح واقعا بعد أن نجح أخيرا في تشكيل حكومته وحصوله علي موافقة الكنيست عليها ، وهي الحكومة التي سيطر عليها غلاة الدينيين المتطرفين من امثال ايتمار ب غفير وبتسلئيل سموتريتش وارييه درعي، وهم الوزراء الاقوي نفوذا والأكثر تأثيرا في حكومته ، متوقعا أن يطلق لهم نتنياهو العنان في تنفيذ مخططاتهم الاستيطانية التوسعية في اكثر صورها عدوانية واستفزازا في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، وربما بوتيرة متسارعة وغير مسبوقة منذ احتلال اسرائيل لهذه الاراضي في عام ١٩٦٧.
وأضاف مقلد أن أبعاد مخطط حكومة نتنياهو الجديدة معروفة تماما ، وهي الحكومة التي تجمع الآراء على وصفها بأنها الاكثر عدوانية وتطرفا من كافة الحكومات الاسرائيلية السابقة ، ويتوقعون لها أن تدخل في سباق محموم مع الوقت لإكمال ضمها الضفة الغربية برمتها إلى اسرائيل ، وتهويد القدس الشرقية بالشكل الذي سوف يتيح لها محو معالمها العربية ونزع طابعها الاسلامي والمسيحي عنها ، وتحويلها الي مدينة يهودية مكتملة المعالم لا مكان لعرب فلسطين فيها .
وتوقع أن لا يعود المسجد الاقصي المبارك على حاله الذي كان عليه من قبل،وعندها سوف تنتقل كافة السفارات الأجنبية في اسرائيل من تل ابيب الي القدس الموحدة حسب رأيه .
وقال إن في هذا الوقت سوف يقبل العالم بالأمر الواقع الجديد الذي ستفرضه حكومة نتنياهو ، التي لن تفلح أي معارضة دولية داخل الأمم المتحدة أو خارجها في إثنائها عن المضي قدما في تنفيذ مخططها بتصفية حل الدولتين واجتثاث حُلم الفلسطينيين بأن تكون لهم دولتهم الوطنية المستقلة، وغير ذلك من الأهداف التي جاءت حكومة نتنياهو من أجلها.
وقال مقلد إن العرب سوف يستسلمون مع العالم لما سوف تحدثه هذه الحكومة من تغييرات هائلة علي الأرض، والتي سوف يستحيل بعدها تغييرها أو الرجوع عنها ، مشيرا إلى أن هذا هو ما رتّب نتنياهو وشركاؤه أنفسهم عليه ، لافتا إلى أن الضجيج العربي سرعان ما سوف يخمد، و لن يتعدي في أحسن أحواله الإدانات اللفظية المعتادة والتي اعطي العالم ظهره لها ، ولم يعد يحمل احتراما لاصحابها لعجزهم عن ترجمتها إلى واقع يكون له مكان أو موقع في حسابات الاسرائيليين.
وقال مقلد إنه بضم الضفة الغربية وتهويد القدس الشرقية ومحو معالمها وبإنكار حق الفلسطينيين في أن تكون لهم دولة مستقلة ، وبتغيير التشريعات والقوانين التي سوف تجعل من الفلسطينيين مواطنين من الدرجة الثانية او حتي غير مرغوب فيهم في دولة يهودية خالصة ، فإننا سنكون بلا منازع أمام نكبة فلسطينية جديدة هائلة تهون الي جانبها نكبة ١٩٤٨ التي تركت وقتها الكثير من المدن الفلسطينية باقية علي حالها رغم الهزيمة العسكرية التي مني بها العرب في حرب فلسطين، وهي الهزيمة التي أفرزت من الانقلابات العسكرية العربية ما لا أول له ولا آخر ، واصفا إياها بأنها انقلابات كانت كلها تطالب بالثأر من الهزيمة العربية في فلسطين وإسقاط الأنظمة المتسببة فيها،وكان لها كلها ما أرادته.
وقال إن هذا هو حال فلسطين بعد ثلاثة أرباع قرن كامل من الزمن حدث خلالها ما حدث.
وتساءل مقلد عما سيكون عليه رد فعل دعاة وأبطال السلام الابراهيمي من العرب ، سلام ابراهام كما سمّوْه ، وهم من رأيناهم منذ نحو عامين في البيت الأبيض يهللون ويكادون يطيرون فرحا مع الرئيس الامريكي ترامب ورئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو وهم يوقعون علي اتفاقات السلام والتطبيع ويبشرون العرب والعالم بأن سلاما عادلا وواعدا ومبشرا بالخير والأمل بات في طريقه اليهم ، وأنهم يستشرفون المستقبل بعيون ليست كعيون غيرهم من العرب.
واختتم أستاذ العلوم السياسية قائلا: “وها هو سلامهم الابراهيمي الموعود قادم الينا في الطريق مع ننتنياهو وبن غفير وسموتريتش ودرعي، سلام الاستسلام والذل والعار.”.
برأي المؤرخ الفلسطيني الكبير عبد القادر ياسين فإن النكبة الفلسطينية الثانية وقعت منذ منذ توقيع ياسر عرفات اتفاق ” أوسلو ” عام 1993.
وأضاف لـ “رأي اليوم”: “وإذا كان من نكبة جديدة، فهي من صناعة الحكم الإداري الذاتي المحدود المقيم في ” رام الله ” المبارك من الكيان الصهيوني وحكومته “.
وقال ياسين إن المحدد الرئيسي للنكبة هي القيادة الفلسطينية المتنفذة منذ 93 حتى الآن، مشيرًا إلى أن الصحف الإسرائيلية تكرر أنهم لن يجدوا خيرا من عباس ليرأس هذه السلطة.
وعن توقعاته للحكومة الإسرائيلية المتطرفة، قال ياسين: “أرى أنهم سيجدون رئاسة سلطة مطواعة لهم، مع ملاحظة وجود صراع محتدم داخل الدائرة المحيطة بمحمود عباس بين حسين الشيخ الطريفي- ولا أدري لمَ يخفي لقب الطريفي؟ (ربما تبرؤاً من ابن عمه جميل الطريفي ذي السمعة السيئة- وبين آخرين.
وتوقع ياسين أن ينتصر في الصراع الدائر على خلافة عباس الطرف الأكثر ولاءً ومطواعية للعدو الإسرائيلي.
الرهان الأخير
وعن الرهان الأخير للشعب الفلسطينى، قال ياسين: الشعب ليس أمامه إلا تجربة عرين الأسود ،وهي إرهاصة ذات شأن لكل من يريد أن يعتبر من دروس التاريخ!
ماذا أنتم فاعلون؟!
من جانبه ساءل المستشار عدلي حسين محافظ القليوبية الأسبق أصحاب السعادة المطبعين العرب: يا ترى ماذا أنتم فاعلون مع الحكومة الصهيونية الجديدة المتطرفة التى أعلنت أنها سوف تعمل على ضم كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة لإسرائيل ..؟
صحيفة رأي اليوم الألكترونية