علاقات اجتماعية

هل يؤثر الماضي العاطفي في العلاقة الزوجية الحالية؟

سامر سليمان

لا شك أن الماضي يؤثر في العلاقات والزواج بشكل كبير، فتجارب الشخص السابقة، سواء كانت إيجابية أو سلبية، يمكن أن تشكل سلوكه ومشاعره وتوقعاته في الحاضر؛ فعلاقات الحب السابقة تؤثر بشكل كبير في الإنسان وتترك فيه آثاراً عاطفية عميقة، وقد تكون مصدر إزعاج وتوتر فى الحياة الجديدة.

 

العلاقات الحالية قد تتأثر بالتجارب السابقة إذا لم تتم معالجة رواسبها

تقول خبيرة العلاقات الأسرية عبير موافي لـ”سيدتي”: إن العلاقات العاطفية الماضية يمكن أن تترك بصمة على الشخص وتؤثر في سلوكه في علاقته الحالية، والخوض فيها مهدد للحياة الأسرية، ومهما كانت بساطة هذه العلاقات؛ فإنها قد تسبب أزمات كبيرة إذا استُدعيت إلى الحاضر، بل يمكن أن تكون سبباً فى تدمير الحياة الزوجية تماماً؛ فالماضي العاطفي لا يؤدي فقط إلى لوم مستمر، بل إلى فتح باب سوء الظن والشك السلبي مستقبلاً، وقد يزيد من تعقيدات الحاضر، لذلك بمجرد الدخول في علاقة جديدة، عليك التأكد من أنك محوت أي شيء باقٍ بذاكرتك عن الشريك القديم، لأن العلاقات الحالية قد تتأثر بالتجارب السابقة، إذا لم تتم معالجة الألم والمشاعر ورواسبها السلبية المرتبطة بها.

التأثيرات المحتملة للماضي العاطفي في العلاقة الزوجية الحالية

تقول عبير موافي إنه قد يكون للماضي العاطفي تأثير كبير في العلاقة الزوجية الحالية، ولكن من خلال التواصل المفتوح واللجوء للمساعدة والعمل على بناء الثقة، يمكن للشريكين التغلب على تلك التحديات والتمتع بعلاقة مستقبلية صحية وسعيدة، وقد تكون هناك تأثيرات للماضي العاطفي في العلاقة الزوجية كالآتي:

الحذر المستمر

قد يؤدي الحذر إلى تجنب التواصل الصريح والعميق حول المشاعر؛ ما يعوق بناء الثقة والتفاهم المتبادل، كما يمكن أن يؤدي الحذر إلى تضاؤل المشاعر العاطفية بين الشريكين؛ ما يخلق فجوة عاطفية بينهما، بل يقلل من الرغبة في التواصل والتقارب، ويمكن أن يؤدي أيضاً إلى شكوك مفرطة وغير مبررة؛ ما يسبب غيرة غير صحية وتوتراً في العلاقة الجديدة.

مقارنة الشريك الجديد بالشريك السابق

المقارنة بين الشريك الجديد والشريك السابق باستمرار، يمكنها أن تخلق توترات وصعوبات في العلاقة الحالية، وقد تؤدي إلى عدم الرضا وعدم التقدير، وإذا كانت العلاقات السابقة إيجابية؛ فقد يضع الشريك توقعات غير واقعية على الشريك الجديد، ما قد يؤدي إلى خيبة الأمل، وقد يؤثر هذا سلباً في العلاقة.

العيش في ذكريات الماضي

قد يعيش أحد الشريكين بالحنين إلى ذكريات العلاقة السابقة، وتكون هناك صعوبة في التغلب على مشاعر الحزن أو الغضب أو الخوف المرتبطة بالماضي؛ ما يؤثر في قدرة الشريك على بناء علاقة صحية في الحاضر، وقد يجد صعوبة في التخلي عنها؛ ما قد يؤثر في قدرته على الانخراط في العلاقة الحالية، وقد يجد صعوبة في التكيف مع الواقع الجديد، خاصة إذا كان الماضي يتضمن تجارب سلبية؛ ما يجعله غير قادر على الاستمتاع بالعلاقة الحالية، وعدم الرضا وعدم التقدير.

تجنب الأنماط السلبية

قد يؤدي تأثير الماضي العاطفي إلى تكرار أنماط سلبية إذا لم يتم التعامل معه بوعي، بناءً على تجارب سابقة سلبية؛ لذلك يجب على الشركاء تحديد الأنماط السلبية التي تتكرر في علاقتهم، مثل تجنب الصراع، أو النقد المستمر، أو الانسحاب العاطفي، والعمل على تغيير هذه الأنماط، كما يجب فهم العوامل التي تساهم في هذه الأنماط السلبية، سواء كانت مرتبطة بالتجارب السابقة أو الاحتياجات العاطفية غير الملباة.

تأثير في الصحة النفسية

يمكن أن يؤدي التعامل مع صدمات الماضي أو التجارب العاطفية السلبية إلى صعوبات في بناء علاقات صحية والحفاظ عليها؛ ما يؤثر سلباً في الصحة النفسية والرضا الزوجي، وقد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق، خاصةً إذا لم تتم معالجتها بشكل صحيح، كما يمكن أن يؤثر الماضي المؤلم في صورة الفرد الذاتية؛ ما يقلل من تقدير الذات ويزيد من مشاعر عدم الأمان، وقد يواجه الأفراد صعوبة في تنظيم عواطفهم؛ ما قد يؤدي إلى تقلبات مزاجية وتفاعلات غير صحية، كانسحاب الفرد من العلاقة الزوجية؛ ما يزيد من مشاعر الوحدة والعزلة.

القلق والشك

التجارب الماضية والغير محلولة، مثل العلاقات الفاشلة أو الصدمات، قد تجعل أحد الشريكين أكثر عرضة للقلق والشك في علاقته الحالية؛ أي يؤدي إلى شكوك مزمنة حول شريك الحياة، ما يخلق بيئة غير صحية للعلاقة.

مشاكل التواصل

التجارب السلبية الماضية يمكن أن تخلق حواجز نفسية تمنع الشريكين من التواصل بشكل فعَّال، قد تزرع الخوف من الرفض؛ ما يجعل الشخص يتردد في التعبير عن مشاعره واحتياجاته بسبب التوتر في العلاقة، وصعوبة التواصل بصراحة وصدق مع شريكه الجديد خوفاً من رد فعل الشريك، أو بسبب خوفه من التعرض للأذى مرة أخرى.

صعوبة بناء الثقة

قد يعاني الأزواج الذين لديهم تجارب سلبية سابقة من صعوبة في بناء الثقة بشريكهم الحالي، إذا كان الشخص لا يزال يعاني من آثار العلاقات السابقة؛ ما يؤدي إلى توتر في العلاقة ومشاكل في التواصل.

مجلة سيدتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى