هل يتراجع بايدن عن تهديداته ضدّ روسيا والصين في تايوان وأوكرانيا ويرفع الرّاية البيضاء؟
يقف الرئيس الأمريكي جو بادين وإدارته أمام تحدّيين استراتيجيين رئيسيين يُمكن أن يتطورّا إلى حربٍ باردة مُرشّحة للتحوّل إلى مُواجهةٍ ساخنة:
الأوّل: الحُشودات العسكريّة الروسيّة على حُدود أوكرانيا وتشمل حواليّ 90 ألف جندي ومئات المعدّات الثّقيلة من دبّابات وعرَبات مُصفّحة وأنظمة صاروخيّة.
الثاني: التهديدات الصينيّة بالهُجوم على جزيرة تايوان لإعادتها إلى حُضن الدّولة الأُم، وتسارع عمليّات التّحشيد البريّة والبحريّة لهذا الغرض.
الولايات المتحدة تُجري مُناورات بحريّة بالاشتِراك مع حُلفائها الأوروبيين في البحر الأسود، ومع شُركائها الآسيويين في بحر الصين قُرب الحُدود البحريّة الصينيّة، وخاصَّةً اليابان وكوريا الجنوبيّة وأستراليا.
هذه المُناورات أثارت غضب البلدين المعنيين، أيّ روسيا والصين، اللّتين ردّا بإجراءِ مُناوراتٍ مُشتركة في المياه الإقليميّة الصينيّة في رسالةٍ إلى واشنطن تؤكّد تحالفهما الوثيق أوّلًا، واستِعدادهما لكُلّ الاحتِمالات بما فيها المُواجهة العسكريّة.
الولايات المتحدة وحُلفاؤها الأوروبيّون هُم الذين خلقوا الأزمة في أوكرانيا عندما شجّعوا حُكومتها على الابتِعاد عن روسيا، والتقدّم للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف “الناتو”، وجاء الرّد الروسي صارمًا وفوريًّا باستِعادة السّيادة على شِبه جزيرة القرم، وتحريك أنصارها في شرق أوكرانيا ونسبة كبيرة منهم من أصل روسي.
ربّما تتراجع إدارة بايدن وتُلغي خططها بتزويد أوكرانيا بصواريخ “ستينغر” المُضادّة للطّائرات، و”جافلين” المُضادّة للدّروع، ووضع العراقيل أمام انضِمام أوكرانيا لحلف “النّاتو” في مُحاولةٍ لتخفيف حدّة التوتّر، ويُمكن استِخلاص هذا التصوّر من خلال المعلومات التي تؤكّد رغبة الرئيس بايدن بإجراء مُحادثات عبر خدمة “الزوم” مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ووقف عمليّات التّصعيد بالتّالي على غِرار لقائه الافتراضي مع الرئيس الصيني شي جينبينغ قبل شهر.
لا أحد يُريد الحرب، ولكن يبدو أن الحليفين الروسي والصيني لا يخشيانها في ظِل الأسلحة الحديثة والمُتطوّرة التي في حوزتهما وأبرزها الصّواريخ الأسرع من الصّوت، والغوّاصات النوويّة المُتطوّرة، وأسلحة أُخرى لم يتم الكشف عنها.
حلف “الناتو” لم يتحرّك عندما ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم، ولا نعتقد أنّه سيتحرّك في حالِ أقدمت الصين على غزو تايوان وإعادتها إلى الوطن الأُم، ليس بسبب الخِلافات والانقِسامات التي أضعفته خاصَّةً بين الاوربيين بزعامة فرنسا بعد طعنة سرقة أمريكا لصفقة الغوّاصات الفرنسيّة إلى استراليا (50 مليار دولار)، وإنّما أيضًا بسبب الهزيمة الكُبرى المُهينة في أفغانستان.. واللُه أعلم.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية