هل يخفت صوت دردشات كلوب هاوس نهائيا؟
تشير معطيات جديدة الى ان نجم تطبيقات الدردشة الصوية كلوب هاوس يخفت بوتيرة سريعة بعدما شكل حالة جديدة اضطرت عمالقة التواصل الاجتماعي الى استنساخ ميزاته أملا في محاصرة ما بدا حينها تطبيقا لا يقهر.
والوضع الجديد ترجمته تصريحات المؤسس الشريك للتطبيق بول دافيسون.
وقال دافيسون إن المنصة تواجه أزمة كبيرة حاليا بعد تراجع أعداد مستخدميها النشطين في أنحاء متفرقة من العالم.
وحقق التطبيق الذي أُطلق في مارس/اذار من 2020 على هواتف أيفون فقط، طفرة كبيرة وصلت إلى مستوى 10 ملايين مستخدم وأكثر من 34 مليون تنزيل للتطبيق خلال عام واحد فقط.
ولم يستمر هذا الوضع طويلا، اذ سجل التطبيق تراجعا حادا خلال الأشهر الماضية في تصنيفه على متجر التطبيقات الخاص بأبل.
وأعلنت الشركة المشغلة لتطبيق كلوب هاوس في يوليو/حزيران إلغاء نظام الدعوة حتى يتسنى للجميع الانضمام إلى منصتها. وكان تطبيق التواصل الاجتماعي يتطلب أن تتم دعوة الأشخاص عبر مستخدمين حاليين من أجل الانضمام إليه.
وأشارت بيانات نشرتها مؤسسة “آب.آني” إلى تراجع حاد في أعداد المستخدمين النشطين للتطبيق في المملكة المتحدة من 550 ألفا إلى 160 ألف مستخدم خلال شهر سبتمبر الماضي.
وعزى دافيسون هذا التراجع الحاد إلى عدد من المشاكل التي لخصها في أنه لم تكن لديهم الإمكانيات التكنولوجية الكبيرة التي يمكن معها مواكبة الطلب الكبير وقت إطلاق التطبيق خلال أزمة كورونا، حيث أكد أن المستخدمين وجدوا في كلوب هاوس أداة جديدة وثورية للتواصل خلال فترة الحجر الصحي، إلا أن عدم قدرتهم على الاستجابة للمتطلبات التقنية الكبيرة، كان أحد أسباب خفوت نجم التطبيق.
وشهد التطبيق ارتفاعا كبيرا في الطلب عليه، في الوقت الذي كان يتم تحميله فقط من خلال الدعوات لمستخدمي أجهزة آيفون، وارتفع سعر الدعوات إلى التطبيق إلى ما يقرب من 400 دولار في وقت ما من هذا العام على موقع إيباي، حيث كافحت الشركة للتعامل مع كمية ضخمة من الطلب المبكر على التطبيق.
وقال المستثمر الأوروبي حسين كانجي، في إشارة إلى كلوب هاوس “يبدو الأمر وكأنه يتلاشى”.
يبدو الأمر وكأنه يتلاشى
وكان خبراء حذروا من أن خطوة التخلي عن نظام الدعوات وإتاحة التطبيق للجميع قد تكون قاتلة. ويواجه كلوب هاوس الآن منافسة جديدة من شركات منصات التواصل الاجتماعي الكبرى مثل فيسبوك وتويتر، وكذلك شركة البث سبوتيفاي، إذ أطلقت جميعها خدمات مماثلة للدردشة الصوتية.
وفي محاولة لفصل نفسه عن المنافسة، أطلق كلوب هاوس ميزتين جديدتين هذا الأسبوع. الأولى، تسمح للمبدعين بتسجيل “غرفهم” ومشاركتها في ملفاتهم الشخصية وفي أي مكان آخر. والثانية، تخبر المبدعين عن عدد الأشخاص الذين انضموا إلى غرفهم بشكل إجمالي مقارنة بعدد الأشخاص الموجودين في الغرفة في أي وقت.
ورغم الآفاق السلبية للتطبيق، يصر المؤسس الشريك للتطبيق بول دافيسون على البقاء متفائلا.وقال “لقد بدأت للتو في النمو بسرعة كبيرة، أسرع بكثير مما توقعنا أو خططنا له، أو كنا نأمل بصراحة”.
وأضاف “أعتقد أنه في ديسمبر 2020 وحده زاد عدد المستخدمين بمقدار 10 أضعاف”. وهو الوقت الذي كان يعمل فيه 8 أشخاص فقط على التطبيق.
وأوضح، أنه ركز خلال الفترة التي تلت هذا النمو الضخم على توسيع نطاق البنية التحتية التقنية وزيادة حجم فريقه بدلاً من إطلاق ميزات جديدة وتحسين التطبيق.
وقا: “لقد انتقلنا من ثمانية أشخاص في ذلك الوقت إلى حوالي 85 شخصاً اليوم”، مضيفاً أنه من المرجح أن يرتفع عدد الموظفين إلى ما بين 100 و200 في العام 2022.
وحتى الآن لم يربح تطبيق كلوب هاوس أي أموال، إلا أن الشركة تخطط لبدء فرض رسوم على المستخدمين للوصول إلى أشياء معينة في المستقبل القريب.