هل يفرحنا ياسر العظمة بمرايا بعد الحرب ؟!
بدا الفنان السوري الكبير ياسر العظمة في حالة صدمة خلال الحرب التي عاشتها سورية منذ العام 2011 ، فقد تركها دون أن يقدم لها أي ابتسامة تفرح قلب الناس في الأيام الصعبة..
غادرها إلى مصر ، كما نشرت عنه الصحف، ولا نعرف كيف أمضى أيام الغربة هناك، بعيدا عن كل التفاصيل التي سخر منها عبر سلسلته الشهيرة مرايا. و(مرايا) لمن يحب أن يتذكر هي ابداع كوميدي سوري اقتنته كل القنوات التلفزيونية العربية لتسعد جمهورها، وهي تفاصيل نقدية جريئة تنتقد: الفساد ، والغلط، وسوء الإدارة، والبيروقراطية، وطرائف التاريخ..إلخ. وتطورت تلقائيا في أدائه المستقل عن الآخرين منذ مطلع الثمانيات، ويومها كانت سورية قد خرجت لتوها من صراع مرير مع الإخوان المسلمين كان بروفة مبكرة لما حصل مؤخرا، وسقط فيه خلق كثيرون !
الآن ، يعود الفنان ياسر العظمة إلى بلده، أو هذا ماعرفناه حتى الآن، لم تكن الأخبار واضحة، هل العودة زيارة وتنسيق عمل جديد، أو عودة إلى عشه الحقيقي كعصفور طار بعيدا عن الدخان !
وينتظر الصحفيون الفنيون والمتابعون ما أطلقوا عليه (مرايا 2019) ، وهذا المرايا ستنصب بعيدا عن دمشق لتعكس صورتها، فما تنشر أخبار، تشير إلى تصويرها في دبي، وعرف أن صفاء سلطان على الأقل ستشارك في التمثيل لأنها أخبرت موقعا لبنانيا بذلك، وعلى مسؤوليتها قالت : إن عابد فهد وكاريس بشار ومها المصري ومرح جبر ووفاء موصللي وغيرهم من الممثلين السوريين سيشاركون في مرايا 2019 .
وقصة سلسلة حلقات مرايا الكوميدية، معروفة في تاريخ الكوميديا السورية التي أنتجت نماذج فرضت نفسها عربيا منذ أن أطلق الفنان الكبير دريد لحام كركتر (غوار الطوشة) مستفيد من موظف بسيط اسمه (غوار) يعمل في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون..
جاء ياسر العظمة ، الذي كان من نجوم مسرحية غربة المعروفين ، وأطلق نمطا جديدا في الدراما الساخرة سحر السوريين وجعلهم ينتظرون مرايا في كل سنة، فظهرت مرايا، وحكايا المرايا، وشوفوا الناس وغيرها من تحف الكوميديا السورية التي لاتنسى.
في المرحلة الأخيرة التي سبقت اندلاع الحرب على سورية، عاش الفنان ياسر العظمة أزمة مستعصية تتعلق بإنتاج السلسلة، وراوح إنتاجه سنوات إلى أن ظهرت في العام 2013 ، وفيما هو يعيش أزمته، كانت الكادرات الإخراجية والفنية التي احتضنها في مرايا تشق طريقها في عالم الإنتاج الضخم ونجوميته، فهل انتهت تلك الأزمة ؟!
لا أحد يعرف، وهو الآن يعيش مرحلة جديدة في تلميع وجوه المرايا الناقدة التي ابتكرها في الثمانينيات، لتعكس صورة الوطن السوري وقد غطّاه الدم ولم يعد قادرا على الابتسام .. فهل ينجح ؟!