هل يمكن لامرأة أن تكون رئيسة في دولة عربية ..؟؟
هل يمكن لامرأة أن تكون رئيسة في دولة عربية ..؟؟
منذ فترة بعيدة ..بعيدة .. على الأقل منذ أن وعيت أنا على الدنيا .. لم يكن طرح فكرة تغيير رئيس دولة عربية واردا” بل كان ضربا” من المستحيل … يحق للمرءأن يتخيل هذا الأمر بينه وبين نفسه بحذر شديد دون ذكره أو مساررته لأحد باعتباره من المحرمات .. فكثر التندر بالكرسي العربي وأصبح من النوع اللاصق ..والرئاسة هي ملك لرئيس واحد فقط أو لأحد أفراد سلالته … حيث يحكى من باب النكتة العربية الدارجة أنذاك أن مواطنا” عاديا” قرر الاشتراك بانتخابات رئاسة الجمهورية في دولة عربية فذهب لمكتب الترشيح وقال للموظف : أريد أن أرشح نفسي للرئاسة .. نظر اليه الموظف بدهشة وقال: مجنون ؟؟ !!!
ولكن الربيع العربي ورياح التغيير التي أطاحت بسيادة الفكر الواحد والرئيس الواحد .. و كل ما كنا نعتقد أنه من المسلمات .. فتحت أفقا” جديدا” أمام المواطن العربي .. ليحلم بالرئاسة ..!!
في خضم هذه التغييرات خطر على بالي سؤال.. قد يكون اليوم هو ضربا” من المستحيل.. ولكن لم لا ونحن بزمن التغيير وتكسير القيود وتحطيم المستحيل ؟؟ لماذا لا تكون امرأة رئيسة في دولة عربية .. ؟؟ … فهناك أمثلة لرئيسات استطعن أن يسجلن أسماءهن بحروف من ذهب في تاريخ دولهم أو حتى في تاريخ العالم ومن بينهن رئيسات وملكات عرب .. ولأجل هذا قمت باستفتاء محدود بين صديقاتي من حملة الشهادات العليا .. لأتبين الى أي مدى يمكننا تجاوز العقبات والقيود التي كبلت أحلام المرأة العربية لعقود طويلة فرضته سياسة المجتمع العربي القائمة على سلطة الرجل والتفوق الذكوري ..
جاءتني الاجابات مفاجئة أكثر مما توقعت اليكم بعضها :
– لا يمكن لامرأة أن تحكم شرعا” نحن بحاجة لامرأتين …( على اعتبار للذكر مثل حظ الأنثببن )
– كيف ؟؟و نحن في زمن لا زال الرجال يحلمون بهذا المنصب .،لذا من المبكر جدا” التحدث عن المرأة ..
– نعم لم لا .. فهي أم و زوجة و ومربية وعاملة وعالمة وأديبة و… ومن تقوم بكل هذا من الممكن أن تكون رئيسة
– المرأة عاطفية تحكّم عاطفتها أكثر من عقلها .. قد تقود نعم ..ولكن الى أين ستجر البلد بعاطفتها ؟ !.
– في القرن الواحد والعشرين فقط هناك 7 رئيسات لدول من أصل 151 دولة في العالم، فهل من الممكن أن تكون دولة عربية من بينها؟!
ان مجرد الاجابة من قبل شريحة مثقفة على هذا السؤال بهذا المنطق المحدود أن المرأة العربية (لم تنضج سياسيا” بعد ) وبما أن تطور وتحرر أي مجتمع يقاس بمدى تطور وتحرر المرأة فيه، يجعلني أتساءل هل نحن بحاجة الى اعادة تأهيل المجتمع بهذا الاتجاه ؟؟
فالمرأة في مجتمعاتنا العربية أكثر من نصف المجتمع ..وذات مكانة اجتماعية وسياسية وعلمية وهي تقوم بمهمات عظيمة ،من تربية وتعليم وبناء جيل ، يخرج منه الرئيس والوزير والمدير والمخترع والعالم والفيلسوف .. وهي بحنكتها ودبلوماسيتها تستطيع تذليل أكبر الصعاب .. فالمرأة العربية هي أم و زوجة وشريكة حياة ناجحة .. لأن الراحة والاستقرار والمحبة والحكمة التي تزرعها حولها هي أسس نجاح الرجل وبالتالي نجاح الأسرة .. ونجاح المجتمع..الذي يقوده الى اليوم الرجل ..فالمرأة التي تهز السرير بيمينها … تهز العالم بيسارها … وكما قال نابليون بونابرت .. وراء كل عظيم امرأة .. علما” أن ثورات الربيع العربي كان للمرأة فيها دورا” أساسيا” محركا” وقياديا” أحيانا” .. فهي احتضنت الثورة كالرجل تماما” ودعمت أفكار التحرر من الاستبداد والتخلف والظلم .. وشاركت الرجل معاناته وطموحه و أحلامه .. وأكبر مثال الصحفية اليمنية توكل كرمان التي حصلت على جائزة نوبل للسلام … بسبب دعمها وتأثيرها الكبير بثورة اليمن اضافة الى الكثير من السيدات العربيات اللواتي لعبن دورا” مفصليا” في نصر الثورة ..
فهل تكفي هذه المواصفات لرئاسة جمهورية ؟؟