هل يُطيح فيروس الكورونا بالرئيس ترامب ويُسدِل السّتار على حملته الانتخابيّة مُبكِرًا مثلما أطاحَ باقتِصاده؟

 

تتضارب الآراء حول انعكاسات الإعلان عن إصابة الرئيس دونالد ترامب وزوجته مالينيا بفيروس الكورونا، فهناك من يقول ان هذه الإصابة قد تكون وبالا عليه من حيث الحد من فرصه في الفوز في الانتخابات الرئاسية لأنه سخر من الذين يلتزمون بإجراءات الوقاية ويرتدون الكمامات، وقلل من خطر هذا الوباء وتوقع القضاء عليه بسرعة، بينما يرى آخرون ان هذه الإصابة ربما تؤدي الى زيادة التعاطف معه في أوساط الناخبين، وتحسين فرص فوزه بولاية ثانية.

ولعل اكثر الآراء غرابة تلك التي تقول ان الرئيس ترامب “كاذب محترف”، ومن غير المستبعد ان يكون قد لفق هذه الإصابة، لجذب التعاطف معه في أوساط الناخبين، وللهروب من مناظرتين مع خصمه جو بايدن الذي تفوق عليه في المناظرة الأخيرة في الأسبوع الماضي بمراحل.

صحيفة “الواشنطن بوست” التي لا تتردد في المجاهرة بعدائها له، وأعلنت اسرة تحريرها بأنها ستقف في خندق المرشح الديمقراطي بايدن، رصدت 3000 كذبة للرئيس ترامب من بينها الف كذبة تتعلق بفيروس كورونا، وأشارت اليوم انه قال 34 مرة في تغريداته وخطاباته ومقابلاته ان الفيروس سيختفي بشكل طبيعي في نيسان (ابريل) الماضي، مع بدء ارتفاع درجة الحرارة، ومنذ ذلك التاريخ ارتفعت عدد الوفيات الى اكثر من 200 الف حالة، ووصل عدد الاصابات الى 7 مليون إصابة في أمريكا، وهي الأعلى عالميا.

شخصان كانا الأكثر هلعا بتلقي خبر إصابة ترامب بالفيروس وتمنيا له من القلب الشفاء العاجل، الأول هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي كان المستفيد الأكبر من سياساته المتهورة، وتركيزه على الصين كعدو، اما الثاني فهو بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي شريكه في السياسات المعادية للعرب والمسلمين، وتصفية القضية الفلسطينية وفرض اتفاقات التطبيع.

ولعل تعليق جابرييل اتال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية على إصابة ترامب بالفيروس كان الاصدق والأكثر شجاعة عندما قال للصحافيين “لا بد ان الرئيس ترامب ادرك الآن ان هذا الفيروس لا يستثني أحدا بما في ذلك الذين ابدو شكوكهم بوجوده وخطورته الناخب الأمريكي يدرك جيدا ان تعاطي رئيسه مع وباء الكورونا كان مخجلا، ولا ينسى كيف طالب المصابين بشرب المواد المطهرة مثل “الديتول”، وكشف انه يتعاطى عقار “الكلوروكين” المضاد لمرض الملاريا كنوع من الوقاية، وعلى عكس نصائح المستشار الطبي للبيت الابيض.

ختاما نقول اننا نتمنى للرئيس ترامب الشفاء العاجل من هذا الفيروس ليس محبة فيه، وانما لكي يكمل ما بدأه في ولايته الأولى من حيث تدمير سمعة امريكا، وما تبقى من هيبتها، واطاحتها بالتالي من على عرش قيادة العالم لمصلحة الصين، واذا لم تتحقق هذه الأمنية، وخسر الانتخابات لصالح خصمه الديمقراطي، وأوفى بتعهداته بعدم تسليم السلطة، فان الجائزة ستكون اكبر، أي اشعال فتيل الحرب الاهلية، وتفكيك امبراطورية الشر الامريكية.

 

صحيفة رأي اليوم الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى