هوليود وهروب كارلوس غصن
خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة
كارلوس غصن العبقري الإداري اللبناني، الذي أنقذ شركتي نيسان ورينو من الانهيار، والذي تولى إدارتهما بعد الدمج – والمعروف بدراسة كل الملفات المتعلقة بأي خطوة يخطوها – هل استعاد بالعقل الهوليودي في هروبه الناجح من اليابان إلى لبنان ؟؟؟ وهل درس مع المنتج الهوليودي جون ليشر أمور العرب – أم سيناريو فيلم يجزي له التعاطف بعد كل ما تعرض له من شيطنة .
إن كان صحيحاً ، ان غصن استعان بأفكار المنتج الهوليودي فان هذا سيكشف أن عقلية كتابة السيناريو ضرورية لرسم الحلول ووضع خطط الخروج من المأزق، ثم ألم ينشر أن قيادة الأركان الفرنسية تستعين بكتاب السيناريو لتخطيط تحركاتها العسكرية ، ووضع خططها ؟؟ فهل بات كتاب الخيال البصري (السيناريو) ضرورة في مختلف المعارك القانونية والعسكرية والمالية …. وفي الهروب عبر البلاد ؟؟ لم لا ؟ اليس الواقع أغرب من الخيال ؟
حسب غصن، فان نجاحه الباهر في إنقاذ نيسان ورينو من الإفلاس، أثار حقد اليابانيين تجاه هذا اللبناني الذي تفوق عليهم، وإذا مزجنا هذا الحقد بصراع الشركاء في حكومة فرنسا واليابان تكون النتيجة أن اتهام غصن بالتلاعب بالأرقام والحسابات المالية، مجرد مؤامرة للإطاحة به..
وكإداري محنك ، فقد درس غصن أثناء وجوده في اليابان تحت الإقامة الجبرية، وبعد خروجه بكفالة قدرها حوالي 14 مليون دولار، درس قضايا المدراء التنفيذيين، الذين تعرضوا لما يتعرض له، أمثال ( تاكوفوهي هوري ) الذي ادين بانتهاك قوانين الاوراق المالية، كذلك التقى بالصحفي الأمريكي اولشتاين الذي كتب كتاباً عن مدير تبادل العملات (مارك كاربليس ) الذي أدانه القضاء الياباني أيضا – وهضم غصن خلاصة اولشتاين عن القضاء الياباني ( إنهم لا يهتمون بالعدالة بل بالدمج فقط ) تأكد أن احتمالات إدانته 99% وهذا يعني انه سيمضي بقية حياته في السجن الياباني ، فقرر الهرب – كما أوضحت النيويورك تايمز .
كان قرار غصن الحاسم بالهرب ، عندما رفض القضاء الياباني السماح له بتقصيته عن البلاد مع زوجته، وهذا ما أضاف عنصراً إنسانياً رومانسياً إلى العناصر الهوليودية المتوفرة أصلا .
رجل أنقذ إمبراطوريات إقتصادية من الانهيار ، وتربع على عرش نجاحها الجديد بمرتب كبير جداً إضافة إلى عنصر اتهام بالتلاعب وسجنه ثم خروجه بكفالة، ثم دارسته للملفات القضائية، ثم هروبه الغامض من اليابان إلى تركيا ومن تركيا إلى لبنان بجوازات سفر متعددة وبطائرة خاصة..
بالفعل كل العناصر الهوليودية متوفرة في قضية كارلوس غصن – والسؤال هو كم ساهم دور المنتج الهوليوودي جون ليشر في ترتيب هذا الهروب ؟ أم أن كارلوس غصن كعقل إداري يعتمد الدرس المعمق والتفكير المتأني هو من تفوق على كل الخيال الهوليودي سواء في إنقاذ نيسان ورينو من الإفلاس . أو في طريقة هروبه من اليابان إلى لبنان – غصن اثبت أن الحياة دراما – وان الدراما أفضل طريقة لفهم هذه الحياة والنجاح فيها .