تحليلات سياسيةسلايد

واشنطن أخفت عن إسرائيل التفاهمات مع إيران..

زهير أندراوس

واشنطن أخفت عن إسرائيل التفاهمات مع إيران….. تُواصِل شعبية رئيس وزراء الاحتلال بالتدّني إلى نسبٍ تُثير الخوف والقلق في الائتلاف الحاكم، أمّا على الصعيد الخارجيّ فتُبدي دولة الاحتلال خشيتها من انتشار سباق لامتلاك أسلحةٍ نوويّةٍ في المنطقة، في أعقاب حديثٍ عن قرب توقيع اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، ومحاولات السعودية للحصول على أسلحةٍ نوويّةٍ، في إطار صفقة للتطبيع برعايةٍ أمريكيّةٍ.

وكشف التلفزيون العبريّ النقاب عن وجود تفاهماتٍ مبدئيّةٍ بين واشنطن وطهران حول اتفاقٍ نوويٍّ جديدٍ، ونقل عن مصادر ومطلعةٍ جدًا قولها إنّ إسرائيل توصلّت لنتيجةٍ حتميّةٍ مفادها أنّها لا تعرف شيئًا عمّا يتّم طبخه، وبالتالي لا تستطيع التأثير على مجريات الاتفاق، لذا، أضافت المصادر، فإنّ الكيان يسعى للحصول على مُقابلٍ من الولايات المُتحدّة على الاتفاق مع إيران، والذي أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنّ إسرائيل في حلٍّ منه، وأنّه لا يُلزمها، طبقًا للمصادر الرفيعة في تل أبيب.

بالإضافة إلى ذلك، ومن المنظور الإستراتيجيّ ترى العديد من الأوساط السياسيّة والأمنيّة النافذة في دوائر صُنع القرار أنّ منع السعودية من امتلاك أسلحة نووية أولى من التطبيع معها، على الرغم من أنّ رئيس وزراء الاحتلال يعتقِد بأنّ التطبيع مع المملكة سيكون بمثابة إنجازٍ كبيرٍ لحكومته التي تُعاني من انخفاضٍ كبيرٍ في شعبيتها، كما أكّدت استطلاعات الرأي التي نشرنها قنوات التلفزة العبريّة ليلة أمس الجمعة، ونقلت القناة الـ 12 عن مصادر وازنة في تل أبيب قولها إنّ التطبيع مع السعوديّة من شأنه رفع شعبية نتنياهو التي باتت في الحضيض، وتفوّق المُعارِض بيني غانتس عليه في جميع المجالات.

إلى ذلك، أكّد البروفيسور إفرايم عنبار أستاذ العلوم السياسية بجامعة بار إيلان، ورئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن، أكّد أنّه “ليس واضحًا ما إذا كان الحاكم الفعلي للسعودية، محمد بن سلمان، مستعدَا لإسكات العناصر الأكثر تحفظًا في المملكة لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قبل استقرار حكمه“.

وأضاف في مقال نشرته القناة 12، أنّ “طلب السعودية من الولايات المتحدة المساعدة ببناء دائرة كاملة لإنتاج اليورانيوم، بما في ذلك التخصيب، يعني أنّ قيادتها مهتمة بالحصول على نفس الوضع النووي الذي منحته إدارة أوباما لإيران في توقيع الاتفاقية النووية في 2015، مما سيحول نقل التكنولوجيا النووية الأمريكية للسعودية إلى سباق نووي في المنطقة، حيث أعربت تركيا عن اهتمامها بالخيار النووي، وستحذو مصر حذوها، مما سيجعل انتشار السلاح النووي بالشرق الأوسط كابوسا استراتيجيا لإسرائيل“، كما قال.

وأشار إلى أنّ “إسرائيل يجب أنْ تفعل كل شيءٍ لمنع ذلك؛ لأنّ سفارة سعودية لديها لا تستحق المخاطرة الاستراتيجية لشرق أوسط نووي، وهي بحاجة لرفض الموقف الأمريكي غير المسؤول تجاه إيران؛ لأنه لا يوجد سبب في العالم لقبول اتفاق نووي مع إيران يسمح لها بالاقتراب من القنبلة، وتسريع انتشار الأسلحة النووية، والحصول على المزيد من الأموال لتمويل عملياتها في الشرق الأوسط، وليس مفهوما سبب رغبة واشنطن بمساعدة طهران في سعيها للسيطرة على الشرق الأوسط“.

وأكد أنه “ليس من السهل على إسرائيل مواجهة الولايات المتحدة، لكن في بعض الأحيان لا يوجد خيار سوى التعبير بصوتٍ عالٍ عن الحقائق الاستراتيجية الواضحة، مما يستدعي منها رفض الموقف الأمريكي غير المسؤول تجاه إيران، التي تعمل بجدّ مع إدارة بايدن للتوصل لاتفاق جديد بشأن برنامجها النووي، وفق صيغة “الأقل مقابل الأقل”، أي مطالب أقل صرامة من إيران في المجال النووي، مقابل رفع جزئي للعقوبات الاقتصادية“.

في السياق عينه، قال رئيس وزراء الكيان الأسبق، إيهود باراك، ليلة الجمعة في لقاءٍ خاصٍّ مع القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ إنّ “التفاهمات بين الولايات المتحدة وإيران أمر مقلق، ونتيجة أخطاء صعبة جدًا لنتنياهو”.

وتابع باراك، أحد أبرز معارضي نتنياهو إنّه “بخصوص (الاتفاق) النووي الإيراني، فإنّ الوضع مقلق وتطوّر سيئ، فالتفاهمات بين الولايات المتحدة وإيران هي أمر مقلق، ونتيجة أخطاء صعبة جداً لنتنياهو في الماضي”.

وأوضح باراك أنّه “في عام 2015 وفي عام 2018، لم يكن لإسرائيل في الواقع أيّ تأثير، ونتنياهو له دور مركزي في أنّ إسرائيل كانت على الطرف الآخر من الكفاح العالمي ضدّ إيران، واليوم يجب بذل جهد لإعادة أنْ يكون الأمر مشكلة لكلّ العالم”.

وأضاف أنّ “الأمر الثاني هو أنّ نتنياهو مسؤول مباشر عن عدم وجود أيّ تأثير لنا في الوضع الحالي، فالولايات المتحدة تريد الوصول إلى تفاهمات من بين عدة أمور، لأنّ إيران هي فعليًا دولة على الحافة النووية، وطهران ليست معنية بالاعتراف بذلك، لأنها ستتلقى مزيدًا من العقوبات”، على حدّ تعبير باراك.

وتابع: “كذلك الولايات المتحدة.. هي ليست معنية بالاعتراف بذلك، لأنها ستُسأل كيف سمحت للأمر بالحدوث. ولذلك، فالطرفان يُفضّلان الوصول إلى تفاهمات أقل الممكن، وليس إلى اتفاق، كي لا يصبح الأمر مشكلة فعلية حتى الانتخابات الأمريكيّة”، على حدّ تعبير الجنرال بالاحتياط باراك.

 

صحية راي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى