تحليلات سياسيةسلايد

واشنطن تتهرّب من مطالب المقاومة: نحن «ضمانة» وقف الحرب

على رغم أن واشنطن بدت معنية باستمرار المفاوضات غير المباشرة بين حركة «حماس» وإسرائيل، حول اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى، إلا أن التعليقات الأميركية على رد الحركة على المقترح الأميركي المعلَن أخيراً، أظهرت عجزاً أميركياً عن الضغط على رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، وبالتالي ميلاً إلى استمرار الضغط، مع الوسطاء الآخرين، على «حماس»، وهو ما ترفض الأخيرة قطعياً الاستجابة له، انسجاماً مع إصرارها منذ البداية على أنه لن يكون هناك اتفاق إلا بضمانات أكيدة بأنه سيؤدي إلى وقف دائم للحرب الإسرائيلية على القطاع.

واشنطن تتهرّب من مطالب المقاومة: نحن «ضمانة» وقف الحرب

ونقلت محطة «سي أن أن» عن مسؤول بارز في الإدارة الأميركية القول. إن «حماس تدفع في اتجاه تحديد دقيق للاتفاقات بشكل أكبر مما كانت تريده سابقاً». معتبراً أن «مطالب الحركة ستؤثّر في النهاية على الطبيعة الممَرحَلة لاقتراح الهدنة، والتي ترتكز عليها الاتفاقات». ومضيفاً أنه «سيكون صعباً جعل إسرائيل توافق على تلقائية تحوّل وقف إطلاق النار المؤقّت إلى دائم». وإذ نفى القيادي فى «حماس»، أسامة حمدان، في حديث تلفزيوني، أن تكون الحركة قد طرحت أفكاراً جديدة على المقترح الأميركي. وأعلن تمسكها بأن ينص الاتفاق صراحة على تحويل وقف إطلاق النار المؤقت إلى دائم في المراحل التالية منه. قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جايك سوليفان، إن «العديد من التغييرات المقترحة (من قبل حماس) طفيفة ومتوقّعة. ولكن تغييرات أخرى تختلف بشكل جوهري عما تمّ تحديده في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة». والذي تبنّى مشروع الرئيس الأميركي، جو بايدن.

بدوره، أكّد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن من واشنطن ، أن «حماس» أجرت تعديلات متعدّدة على المقترح. «البعض منها يمكن العمل عليه والبعض الآخر لا». إلا أنه قال إن «الوسطاء لا يزالون مصمّمين على سد الفجوات». وبدت الإشارات الأميركية إلى «التعديلات الطفيفة» أو تلك التي «يمكن العمل عليها»، مخصّصة لمنع انهيار المفاوضات. كما ولإتاحة مزيد من الوقت لممارسة التكتيك إياه الذي مارسته واشنطن مرّات كثيرة طوال المفاوضات السابقة. بالضغط على «حماس»، ودفع الوسطاء الآخرين إلى الضغط عليها لانتزاع تنازلات منها. وكذلك إعفاء إسرائيل من المسؤولية في حال انهيار المفاوضات مجدّداً.

«دولة قطر تؤدي دور الوسيط وتحاول ألا تعتبر نفسها طرفاً في هذا الصراع».

وفي السياق، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي كان يتحدث بعد لقاء بلينكن وأمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، في الدوحة، إن «دولة قطر تؤدي دور الوسيط وتحاول ألا تعتبر نفسها طرفاً في هذا الصراع». ودعا إلى «ممارسة الضغط على كلا الطرفين، خاصة في ظل وجود تصريحات متعارضة من مسؤولين إسرائيليين مختلفين. ما يتطلّب الضغط عليهم مثل الضغط الذي يمارس على الطرف الآخر». وأشار إلى أن مكتب «حماس» موجود في الدوحة للمحافظة على بقاء قنوات التواصل مفتوحة.

وفي المقابل. ساد صمت في إسرائيل إزاء الحراك الذي يقوم به بلينكن، في ما يؤشر إلى عدم الرغبة بالاصطدام مع الأميركيين. لكن المؤشرات إلى الرفض الإسرائيلي لردّ «حماس»، بانت من خلال وصف مكتب نتنياهو الردّ بأنه «سلبي» حتى قبل أن يجري رئيس الوزراء تقييماً رسمياً له مساء أمس. كما نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤول سياسي إسرائيلي كبير القول إن «ردّ حماس يمثّل رفضاً للخطوط العريضة لمقترح بايدن»، وهو ما يمهّد بوضوح لرفض إسرائيلي للمقترح، مع تحميل «حماس» المسؤولية.

نتنياهو جدّدقبوله بالمقترح الأميركي،

وبدا ذلك متناقضاً مع تصريح بلينكن إلى قناة «الجزيرة». والذي قال فيه إن نتنياهو جدّد الإعلان أمامه خلال لقائه به، في مستهلّ جولته، قبوله بالمقترح الأميركي. ولا سيما أن مصير الأخير صار مرتبطاً أكثر من ذي قبل بشريكيه في الحكومة. وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، ووزير المالية، بتسليئيل سموتريتش، اللذين هدّدا علناً بالخروج من الحكومة وإسقاطها. في حال وافق رئيس الوزراء على خطة بايدن.

إلى ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن مصدرين أمنيين مصريين قولهما إن «حماس» تريد ضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة لوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة من أجل التوقيع على الاقتراح الأميركي. وأوضح المصدران، ومصدر ثالث مطّلع على المحادثات، وفق «رويترز»، أن «الحركة لديها مخاوف من أن المقترح الحالي لا يقدّم ضمانات صريحة بشأن الانتقال من المرحلة الأولى من الخطة. التي تشمل هدنة لستة أسابيع وإطلاق سراح بعض الرهائن، إلى المرحلتين الثانية والثالثة اللتين تتضمّنان وقفاً دائماً لإطلاق النار وانسحاب إسرائيل كلياً من القطاع».

وتابعا أن «حماس ستقبل بالخطة إذا حصلت على ضمانات، وأن مصر على تواصل مع الولايات المتحدة بشأن ذلك المطلب». وذكر المصدر الثالث أن «الحركة تريد تطمينات بشأن الانتقال التلقائي من المرحلة الأولى إلى ما بعدها وفقاً للاتفاق الذي أعلنه الرئيس بايدن».

 

صحيفة الاخبار اللبنانية

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى