اقتصاد

واشنطن تجري مشاورات مع السعودية والإمارات بعد فشل اجتماع أوبك+

تراقب الولايات المتحدة عن كثب محادثات تحالف أوبك+ التي تأجلت بعد أكثر من أسبوع من النقاشات. وسط اعتراض الإمارات على مقترح بتمديد قيود الإنتاج لثمانية أشهر.

بينما اعتبر بنك الاستثمار الأميركي غولدمان ساكس أن فشل محادثات الكارتل النفطي أدى إلى حالة من عدم اليقين حيال مسار الإنتاج.

متوقعا أن يلامس سعر برميل النفط عتبة الـ80 دولارا، فيما تأرجح اليوم الثلاثاء بين 76.90 دولارا و76.98 دولارا للبرميل.

وقال البيت الأبيض اليوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة تراقب عن كثب محادثات أوبك وشركائها وأجرت مشاورات على مستوى عال مع مسؤولين في السعودية ودولة الإمارات العربية.

وقالت جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض .”نحن متفائلون بالمشاورات الجارية بين أعضاء أوبك للوصول إلى اتفاقية… ستعزز الحصول على الطاقة بأسعار معقولة ويمكن الوثوق بها.”

ورأى بنك غولدمان ساكس.  إن انهيار محادثات سياسة إنتاج النفط في أوبك+ أدى إلى حالة من عدم اليقين حيال مسار إنتاج المجموعة، في حين أبقى على توقعاته لسعر خام برنت عند 80 دولارا للبرميل هذا الصيف وزيادة تدريجية في الإنتاج أوائل العام المقبل.

وألغى وزراء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء لها. في التحالف المعروف باسم أوبك+، محادثات حول إنتاج النفط  الاثنين ولم يحددوا موعدا جديدا لاستئنافها. بعد خلاف الأسبوع الماضي بسبب رفض الإمارات العربية المتحدة مقترحا بتمديد قيود الإنتاج لثمانية أشهر.

بنك غولدمان ساكس

وارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في عدة سنوات اليوم الثلاثاء مدعومة بحالة الجمود. وقال بنك غولدمان ساكس في مذكرة “يبدو أنه من الممكن التغلب على الخلافات بين الجانبين . إذ أنهما اتفقا على زيادة الإنتاج حتى نهاية العام مع استمرار حالة عدم اليقين العالية لأرصدة النفط لعام 2022. وهو ما يجعل التعهد بأي التزام طويل الأجل غير ضروري اليوم”.

واتفقت أوبك+ على تخفيضات قياسية للإنتاج بنحو عشرة ملايين برميل يوميا العام الماضي مع انتشار وباء فيروس كورونا.

وأبقى البنك على توقعاته بزيادة تدريجية في الإنتاج في النصف الثاني من هذا العام. تليها زيادات مماثلة في الإنتاج في الربع الأول من عام 2022 لإنهاء الانخفاض في المخزونات

وقال “في حين أن تهديد نشوب حرب أسعار جديدة بين دول أوبك+ لم يعد ضئيلا. إلا أنه سيحد من تأثيرها السلبي على الأسعار عجز بداية من 2.5 مليون برميل يوميا في سوق عالمية وحاجتها إلى إنتاج إضافي خمسة ملايين برميل بحلول نهاية العام لتفادي انخفاض حاد للمخزونات”.

وسجلت أسعار النفط الثلاثاء ارتفاعا كبيرا مدفوعة بفشل محادثات الكارتل النفطي بشأن اتفاقية “أوبك بلاس” ما قد يؤدي إلى عرض محدود من الكارتل في الأشهر المقبلة.

وتخطى سعر خام تكساس الوسيط تسليم أغسطس/اب في نيويورك سعر 76.90 دولارا وسجل أعلى سعر له للمرة الأولى منذ نوفمبر/شرين الثاني 2014 ليصل إلى 76.98 دولارا للبرميل.

وقال المحلل لدى “ماركتس.كوم” نيل ويلسون إن “النفط ارتفع … في وقت تخلت فيه أوبك بلاس عن اجتماعها في يوليو بعد تمسك الإمارات العربية المتحدة بموقفها بشأن زيادة الإنتاج”.

وتابع أن “الفشل في الاتفاق على زيادة الإنتاج في أغسطس/اب وما بعده يترك السوق في نقص أكبر من قبل وبالتالي ارتفعت أسعار غرب تكساس الوسيط إلى ما يقارب أعلى أسعاره منذ حوالي سبع سنوات هذا الصباح إلى حوالي 77 دولارا”.

وتطلب أبوظبي أن يعكس حجم إنتاجها المرجعي. الذي حدد كالآخرين في أكتوبر/تشرين الأول 2018، بشكل أكبر قدرتها الإنتاجية الكاملة والتي تزيد على 600 ألف برميل يوميا.

وكان هذا الخلاف قد أفشل الجولة الأولى من اجتماعات الكارتل الخميس الماضي. ثم مجددا في اليوم التالي، ضمن مجموعة اعتادت على بروز تباينات بين موسكو والرياض.

وهذا الفشل في المفاوضات إذا لم يتم حله، قد يؤدي إلى تمديد في أغسطس/اب أو حتى بعد ذلك. لحصص الإنتاج المطبقة في يوليو/تموز وليس زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل التي كانت مطروحة في مرحلة.

في أي حال، هذا ما لمح إليه الوزير السعودي ورئيس الكارتل الأمير عبدالعزيز بن سلمان في مقابلة الأحد. مع تلفزيون “بلومبرغ”.

وردا على سؤال عن احتمال زيادة الإنتاج في أغسطس/اب بدون مشاركة الإمارات في حال قررت الانفصال. أجاب الوزير “لا نستطيع”، مضيفا “إنه اتفاق يتم التوصل إليه بالإجماع”.

إلا أن الاقتصادات التي تتعافى مع تقدم حملات التلقيح ضد كوفيد-19 ورفع القيود في حاجة إلى المزيد من الطاقة.

وقال نيل ويلسون “ستكون هناك على المدى القريب كمية أقل من النفط في السوق وفي حال سقط الاتفاق، قد يعمد المنتجون إلى ضخ كميات أكبر”، ما سيسدد ضربة للاندفاعة الحالية في الأسواق النفطية.

وبالإضافة إلى ذلك “هناك خطر يتمثل في تراجع احترام حصص الإنتاج الحالية وانتهاء الأمر بخروج دولة الإمارات العربية المتحدة من أوبك والإنتاج بكميات كبيرة”.

وزيادة الإنتاج وخصوصا التصدير هو أمر مغر لزيادة الموارد المالية لكافة الأطراف.

 على المستثمرين “ألا ينسوا أبدا عواقب حروب

وحذر نعيم أسلم من “أفاترايد” من أن على المستثمرين “ألا ينسوا أبدا عواقب حروب إمدادات النفط السابقة. والنفوذ الذي تملكه المملكة العربية السعودية لجهة زيادة إنتاجها النفطي”.

وأشار المحلل على وجه الخصوص إلى قمة أوبك بلاس في مارس/آذار 2020. عندما نشب خلاف بين الدولتين الرئيسيتين في الكارتل: روسيا والسعودية، أعقبته حرب أسعار.

وتواجه أوبك بلاس أيضا معادلة معقدة. بين الانتعاش الحقيقي للطلب الذي لا يزال هشا. وعودة محتملة على المدى المتوسط للصادرات الإيرانية واستياء بعض كبار المستوردين مثل الهند من الأسعار المرتفعة.

كما استفاد المرجع الأوروبي، برميل برنت بحر الشمال تسليم سبتمبر/ايلول من الوضع وارتفع عند قرابة الساعة 9:40 بالتوقيت العالمي.  بنسبة 0.21 بالمئة مقارنة مع اليوم السابق إلى 77.32 دولارا بعد أن وصل إلى أعلى مستوى منذ اكتوبر/تشرين الأول 2018 بـ77.84 دولارا.

 

 

ميدل إيست أون لاين

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى