واشنطن تدفع بحاملة طائرات ثانية لشرق المتوسط قبل اجتياح اسرائيل لغزة
يقترب التوغل العسكري البري لقطاع غزة وتتجه هيئة الأركان بالجيش الإسرائيلي للمصادقة على الخطط المتعلقة به، وسط دعم أميركي عسكري وسياسي لا محدود ولا مشروط.
وأعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الأحد إرسال حاملة طائرات جديدة إلى شرق البحر المتوسط. وستنضم حاملة الطائرات “يو اس اس أيزنهاور” ومجموعة السفن الحربية التابعة لها إلى الحاملة “جيرالد فورد” التي سبق وأن تم نشرها في المنطقة في أعقاب “طوفان الأقصى”.
وذكر المحلل العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي في تحليل نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أنه حتى يحين وقت العملية البرية في قطاع غزة، سيعمل سلاح الجو الإسرائيلي على تشويش النظم الدفاعية والقيادية لحركة حماس، بغرض التقليل من الخسائر في القوات الإسرائيلية.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن ثلاث ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي، لم تكشف عن هويتهم، أنه كان من المفترض أن يبدأ الهجوم البري عطلة نهاية هذا الأسبوع، لكن تم تأجيله جزئيا بسبب السماء الملبدة بالغيوم التي ستجعل من الصعب على الطيارين الإسرائيليين ومشغلي الطائرات بدون طيار توفير غطاء جوي للقوات البرية.
ومن المتوقع أن يتضمن الهجوم البري الإسرائيلي استخدام وحدات مشاة بالإضافة إلى دبابات وخبراء متفجرات. كما يتوقع أن تحصل القوات البرية على غطاء من الطائرات المقاتلة والمروحيات والمسيرات والمدفعية التي يتم إطلاقها من الأرض والبحر.
والدعم الاستثنائي الذي تقدمه الولايات المتحدة يزود إسرائيل بالردع الإستراتيجي لسد فجوة الردع في نظام الأمن الإسرائيلي، التي تضررت بشدة نتيجة للمفاجأة الناجحة في العملية العسكرية لحركة حماس في السابع من أكتوبر /تشرين الأول الجاري.
وقد أحدث خرق الردع الذي سببه “طوفان الأقصى” صدعا في المجتمع الإسرائيلي، إذ يعتبر عنصر الردع النظام الرئيسي الذي يحمي إسرائيل من الهجمات العسكرية الكبيرة من إيران ودول عربية أخرى.
ويحاول الرئيس الأميركي جو بايدن، سد ثغرة الردع الإسرائيلي بإقامة ردع أميركي، لا سيما ضد إيران وحزب الله اللبناني، وذلك من خلال جعل القوة البحرية الأميركية جاهزة لاعتراض صواريخ حزب الله إذا اضطر الأمر، باستخدام طائرات تقلع من القواعد في الشرق الأوسط.
كما تقدم الولايات المتحدة مساعدات عسكرية لإسرائيل عبر تزويد جيشها بأسلحة جوية متطورة وصواريخ “تامير” الاعتراضية للقبة الحديدية، ويهدف هذا الإمداد بالأسلحة لضمان عدم وجود نقص في الذخائر في حال خاضت إسرائيل حربا على جبهتين أو أكثر في الوقت ذاته.
وتتنوع مظاهر الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل لتشمل أسلحة وطائرات وسفن، بالإضافة إلى قوات خاصة.
وأعلن اوستن أن بلاده ستزود إسرائيل بخلية من قوات العمليات الخاصة التي بدأت بالفعل بمساعدة إسرائيل على عمليات الاستخبارات والتخطيط العسكري.
ومن الممكن أن تشارك تلك القوات الأميركية في عمليات تحرير الرهائن الإسرائيلية إذا طُلب منها ذلك.
كما تعمل الولايات المتحدة على إقناع شركات الدفاع الأميركية بتسريع طلبات الأسلحة التي تقدمت بها إسرائيل بالفعل قبل هجوم حماس وأهمها الحصول على ذخائر لنظام الدفاع الجوي الإسرائيلي “القبة الحديدية” بشكل سريع.
وأعلن البنتاغون الأميركي تحويل مسار حاملة الطائرات جيرالد آر. فورد للإبحار باتجاه إسرائيل بطاقمها المكون من حوالي 5000 فرد.
وتوفر حاملة الطائرات مجموعة من الخيارات العسكرية كونها تشكل مركزاً لعمليات القيادة والسيطرة ويمكنها شن حرب معلومات.
كما طلب البنتاغون تجهيز طائرات حربية إضافية لدعم أسراب طائرات A-10 وF-15 وF-16 الموجودة في قواعد في جميع أنحاء الشرق الأوسط لمساعدة إسرائيل إذا لزم الأمر.
وتدعم الولايات المتحدة إسرائيل سياسيا من خلال حشد الدعم من حلفائها الديمقراطيين في أميركا الشمالية وأوروبا.
وبالتوازي مع التحركات العسكرية، ينشط الجيش الإسرائيلي في الحلبة الإعلامية لتزويده بشرعية واسعة لتنفيذ هجوم أكثر عنفا في غزة، فبحسب الكاتب الإسرائيلي ستتقلص هذه الشرعية حين تصل إلى الغرب صور المدنيين في غزة وهم يعانون من هجمات إسرائيل الجوية.
وبنظر الكاتب الإسرائيلي فإن المساعدة الأميركية ليست مجانية، باعتبار أن وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين يطلبون ألا تتصرف إسرائيل عسكريا بشكل يتنافى مع قوانين الحرب الدولية، بشكل أساسي ضد المدنيين، في حين أن أوستن أكد أن الولايات المتحدة لم تضع شروطاً لاستخدام مساعداتها العسكرية لإسرائيل.
ويرى الإسرائيليون أن نوايا إيران وحزب الله بالانخراط بالحرب من عدمه ستتوضح حين تدخل إسرائيل إلى غزة بريا. حيث تحاول حماس توسعة القتال لتشمل حلبات إضافية، بغرض التخفيف من الضغط على القطاع وتشتيت الجهد العسكري الإسرائيلي، مثل انضمام حزب الله والفلسطينيين في مخيمات اللجوء في لبنان وفي الضفة الغربية.
وفيما يتعلق بالوسط العربي داخل إسرائيل، قال الكاتب إن هناك دعما قليلا لحركة حماس وسكان غزة لكن من دون ظواهر أمنية غير عادية.
ومواجهة المستوطنين للفلسطينيين في الضفة الغربية يؤدي إلى غضب الفلسطينيين، وذلك ما يأتي لصالح حركة حماس.
ميدل إيست أونلاين