وزيرٌ سابِقٌ: جنودنا بالضفّة الغربيّة كالبطّ بمرمى البصر..
وزيرٌ سابِقٌ: جنودنا بالضفّة الغربيّة كالبطّ بمرمى البصر….. تتواصل التحذيرات من كبار المسؤولين الأمنيين السابقين في تل أبيب من الأخطار المترتبة على عدم جهوزية جيش الاحتلال الإسرائيليّ لأيّ حربٍ يمكن أنْ تندلع في الفترة القادمة، والتي قد تؤدّي إلى اشتعال الساحة الداخلية، خاصة المدن المختلطة، والقصد المدن التي يسكنها العرب من فلسطينيي الداخل، مع الإسرائيليين داخل الخّط الأخضر.
وفي هذا السياق أكّد المسؤول السابق البارز في جهاز الأمن العّام (الشباك)، إيلان لوتان، في حديث إذاعي، نشرته صحيفة “معاريف” العبريّة، أكّد أنّ احتمال وقوع حرب كبير، وأن الدولة العبريّة غير مستعدة لها، طبقًا لأقواله.
وتطرق لوتان إلى تقرير مراقب الدولة العبريّة، متنياهو إنغيلمان، الذي تضمن انتقادًا لاذعًا لأداء عمل الشرطة وجهاز (الشباك) خلال العدوان على غزة في أيار (مايو) 2021، والمعروف إسرائيليًا باسم (حارس الأسوار)، فيما أطلق عليه الفلسطينيون (سيف القدس)، وأدى إلى صدامات ومواجهات عنيفة في المدن المختلطة الواقعة داخل الخّط الأخضر، وخلالها قصفت المقاومة الفلسطينية العمق الإسرائيليّ بآلاف الصواريخ على مدى 11 يومًا.
مسؤولٌ بارِزٌ سابقٌ بالشاباك: مراقب الدولة أكّد فشل إسرائيل على كافة أنظمتها بحملة (حارس الأسوار)
علاوةً على ما ذُكِر أعلاه، أضاف المسؤول الأمنيّ الإسرائيليّ إنّ “حدّة الانفجار الداخليّ كانت مفاجئة بالفعل، ولم يقدم (الشاباك) تحذيرًا مسبقًا بشأنها”، وأضاف: “من المهم الإشارة إلى تورط واسع لعناصر إجرامية بالموضوع، وهو أمر لا يخضع لنطاق مسؤولية الشاباك”.
ورأى أنّه كان على المراقب أن يعنون تقريره بـ”فشل إسرائيل على كافة أنظمتها”، مشددًا في ذات الوقت على أنّه في “العام 2018 صدر تقرير إضافي يتعلق بتعامل الشرطة مع موضوع الأسلحة المنتشرة في المجتمع العربيّ، (أيْ في صفوف فلسطينيي الداخل)، ولقي التقرير آنذاك التقاعس والتراخي في تنفيذ توصياته، وتكدّس فوقه الغبار مثله مثل تقارير سابقة أصدرتها مؤسسة مراقب الدولة”، على حدّ قوله.
“الاحتمال كبير بأنْ تندلِع الجبهة الداخليّة تزامنًا مع الحرب الخارجيّة بالشمال أوْ بالجنوب”
وعن توقعاته ما إذا كانت إسرائيل ستتعرّض على المدى القريب لحربٍ جديدةٍ، أجاب: “بالتأكيد ستكون لدينا معركة أوْ حرب أخرى، في المعركة أو الحرب القادمة ستجري الأحداث على الساحة الداخلية، ما مدى قوتها؟ لا أعرف”.
وختم لوتان بالقول:”الاحتمال كبير أنْ تكون هناك أيضًا ساحةً داخليّةً مشتعلة، أمّا قوّتها فسترقى إلى مستويات غير مسبوقة بالتأكيد، وهل أنّ إسرائيل مستعدة لساحتيْن؟ برأيي لا”.
“الهرب الجماعيّ بسبب قصف حماس أكّد عدم مناعة الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة”
من ناحيته نشر المُحلِّل يسرائيل هارئيل، مقالاً في صحيفة (هآرتس) تناول فيه مناعة العمق الإسرائيليّ، شدّدّ فيه على أنّ ردود الفعل الإشكاليّة للمدنيين في الشمال في ضوء الهجمات الصاروخيّة خلال حرب لبنان الثانية 2006، والهرب الجماعيّ لسُكّان النقب في ضوء قصف حماس، أكّدا أنّ الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة تتمتع بقدرةٍ مُنخفضةٍ ومُقلقةٍ على المواجهة، كما قال.
وكان قائد الجبهة الداخليّة السابق في جيش الاحتلال، الجنرال تامير يدعي، قد حذّر من اللامبالاة السائدة في إسرائيل فيما يتعلق بتهديدات (السايبر)، وقال إنّ التهديد على الدولة العبريّة بات مختلفًا بحجمه عمّا كان عليه في السابق، من العام 1948، وفق أقواله.
قائد الجبهة الداخليّة:”حجم إطلاق الصواريخ المنحنية المسار بالكمّ وبالوزن والدقّة الكبيرة تغيّر والتحدّي أصبح على عدّة جبهاتٍ بعدّة أبعادٍ”
وبحسب موقع (ISRAELDEFENSE) الإسرائيليّ، المُختَّص بالشؤون الأمنيّة والعسكريّة، فقد رأى الجنرال يدعي أنّه يجب الفهم أنّ فرضية العمل في الطرف الآخر قد تغيّرت، وأيضًا تغيّر حجم إطلاق الصواريخ المنحنية المسار بالكمّ وبالوزن والدقة الكبيرة، وأنّ التحدّي أصبح على عدّة جبهاتٍ بعدّة أبعادٍ، على حدّ قوله.
وأضاف:”إذا كانت كلّ الأحداث تتركز في الماضي حول عدد الطلقات التي تمّ إطلاقها وعدد الأشخاص الذين قتلوا، فهذا نقاش لا قيمة له الآن، موضحًا في الوقت عينه أنّ مساحة “السايبر” هي بُعد جديد، وعندما ننظر إلى الجبهة المدنيّة فإنّها حدث من نوع آخر، ونحن غير مستعدين له بالشكل المناسب ويجب أنْ ننظر إلى الحلقات الضعيفة في السلسلة، طبقًا لأقواله.
ومضى الجنرال يدعي قائلاً إنّه “من المُهِّم أنْ نفهم المعاني التي نُواجهها اليوم، فالأمر لم يعد يُشبِه نفس إطلاق النار المزعج الذي واجهناه في غزة أوْ في حرب لبنان الثانية (2006)، إنّه إطلاق نار لديه قدرة على إحداث فوضى كبيرة في بعض الأماكن، بل وأيضًا شلّ الوظائف في الجبهة الداخليّة”، على حد قوله.
المحلل العسكريّ أليكس فيشمان: قوّة إسرائيل العسكريّة سجلّت انخفاضًا حادًا بالعقد الأخير
على صلةٍ بما سلف، كان محلل الشؤون العسكريّة والأمنيّة بصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، وفي تناوله لما أسماها بـ”ثقافة الكذب بالمؤسستيْن السياسيّة والأمنيّة”، قد أكّد أنّ خلق الإحساس الزائف بأنّ إسرائيل هي إمبراطوريّة عسكريّة هو مُجرّد هراء، لافتًا إلى أنّ قوّتها العسكريّة سجلّت انخفاضًا حادًا في العقد الأخير، على حدّ تعبيره.
وشدّدّ على أنّ “الخدعة الأكبر هي التي تقول إنّ إسرائيل هي القوة العظمى الثامنة في العالم، استنادًا إلى استطلاعٍ رأي العّام لا مصداقية له، لافِتًا في ذات الوقت إلى أنّ “معاهد بحث رائدة في العالم في مجال الأمن، التي تستنِد إلى مواد استخبارية ومعطيات علنية، تشير إلى انخفاضٍ تدريجيٍّ في قدرة إسرائيل العسكريّة بالعقد الأخير، بما في ذلك الموضوع النوويّ”، على حدّ تعبيره.
وزيرٌ سابقٌ: عودتنا لجنين ونابلس مشابهة لتواجدنا بجنوب لبنان وجنودنا بالضفّة كالبطّ بمرمى البصر
إلى ذلك، قال وزير القضاء الإسرائيليّ الأسبق، يوسي بيلين في مقالٍ نشره بصحيفة (يسرائيل هايوم) العبريّة، قال إنّه في الليلة بين الأحد والاثنين من الأسبوع الماضي وصل جنود الجيش الإسرائيليّ وحرس الحدود وعناصر (الشباك) إلى نابلس إلى موقعٍ لكنّهم لم يتمكنوا من أسر الشخص المطلوب”.
وتابع:”تمّ تعريف العملية على أنّها ناجحة، ونشر الجيش الإسرائيليّ رسالة يبدو أنّها مأخوذة من صحيفة من خمسينيات القرن الماضي جاء فيها (إنّ يد مقاتلي حرس الحدود والوحدات الخاصة في الفيلق، إلى جانب الجيش الإسرائيلي وقوات الشاباك، ستصل إلى أيّ مكان يختبئ فيه الإرهابيون، وستواصل النشاط المشترك في الضفّة الغربيّة من أجل حماية مواطني إسرائيل”.
وأوضح:”تذكرت “الشريط الأمني” في لبنان، وقاعات الطعام العسكرية حيث علقت لافتات ضخمة تفيد بأنّ وجود الجنود هناك يضمن سلام مستوطنات الجليل. صدّقه معظم الجنود، وكذلك الحال بالنسبة للعديد من قادتهم، فقط على أعلى مستوى كان يمكن سماع هتافات أخرى”.
ومضى قائلاً:”لم تعرف إسرائيل كيف تُنهي حرب لبنان ووقعت في قطاع الأمن، حيث كان جنودنا مثل البط في مرمى البصر خلال الاشتباكات مع حزب الله. مئات الجنود قتلوا إلى أنْ قررنا الانسحاب من لبنان، وتبينّ لمن لم يفهم أنّ تواجدنا إلى جانب جيش لبنان الجنوبيّ هو الذي أشعل تبادل إطلاق النار، الذي كان ينتهي أحيانًا بقتلى إسرائيليين. إنّ عودتنا إلى جنين ونابلس هي قصة مشابهة”، على حدّ تعبيره.