وزير الخارجية الاميركي يقول إنّ واشنطن لم تُشارك في أيّ هُجوم” إسرائيلي وإنّ “تحقيق دولة فلسطينية يتطلّب تهدئة في غزة
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم الجمعة إن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل، مضيفا أن واشنطن لم تشارك في أي عمليات هجومية ردا على سؤال بخصوص الغارات الإسرائيلية على إيران.
أدلى بلينكن بتصريحاته بعد اجتماع لوزراء خارجية دول مجموعة السبع في إيطاليا، وحث على التطبيق السريع لتعهدات إسرائيل بخصوص المساعدات الإنسانية في غزة. وقال إن على الرغم من اتخاذ بعض الخطوات المهمة فإن هناك حاجة لمزيد من النتائج المستدامة.
وأضاف أن تحقيق دولة فلسطينية يتطلب “تهدئة” في غزة التي تعاني حربا إسرائيلية مستمرة منذ أكثر من نصف عام.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده بلينكن على هامش اجتماعات مجموعة السبع في جزيرة كابري الإيطالية، تابعه مراسل الأناضول.
وقال بلينكن إن الولايات المتحدة “ملتزمة بتحقيق دولة فلسطينية عبر الوسائل الدبلوماسية مع الضمانات اللازمة لأمن إسرائيل”.
وأضاف أن “الوصول إلى دولة فلسطينية يتطلب تحقيق التهدئة في غزة أولا”.
تأتي تصريحات بلينكن عقب استخدام الولايات المتحدة سلطة النقض “فيتو”، مساء الخميس، ضد مشروع قرار عربي يطالب بمنح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة.
ردا على ذلك، قالت حركة حماس، الجمعة، إن ادعاء وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأنها تعيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة “انحياز سافر” لإسرائيل.
جاء ذلك في بيان للحركة ردا على ادعاءات أطلقها بلينكن خلال مؤتمر صحفي عقده على هامش اجتماعات مجموعة السبع في جزيرة كابري الإيطالية، زعم فيها أن “حماس رفضت عروضا مغرية من إسرائيل لوقف إطلاق النار” بقطاع غزة.
وقالت الحركة إن التصريحات التي أدلى بلينكن وزعم فيها أن “حركة حماس هي من يعيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة؛ هي تأكيد على انحياز الإدارة الأمريكية السافر للفاشية الصهيونية”.
واعتبرت هذه الادعاءات “تزييف للواقع الذي يؤكد أن من يُعطِل مسار المفاوضات ولحساباته السياسية الشخصية؛ هو الإرهابي (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو”.
وفي وقت سابق الجمعة، ادعى بلينكن أن “الشيء الوحيد الذي يقف بين سكان غزة ووقف إطلاق النار هو حركة حماس التي ترفض عروض مغرية من إسرائيل”.
واتهم بلينكن حماس بأنها “تهتم بإثارة صراع إقليمي أكثر من اهتمامها بالتوصل لوقف لإطلاق النار”، على حد تعبيره.
وتعد تصريحات بلينكن أول انتقاد مباشر من الولايات المتحدة لحماس وموقفها من المفاوضات، رغم كون واشنطن واحدة من الوسطاء في المفاوضات غير المباشرة بين الحركة وتل أبيب.
ومنذ أشهر، ترعى قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة “حماس” بهدف التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة وتبادل للأسرى والمحتجزين بين الطرفين.
وبشكل عام، تتهم حماس نتنياهو بـ”التعنت” وعدم الرغبة في إنجاز اتفاق، حيث يرفض الأخير مطالب الحركة التي تتمسك للموافقة عليه بإنهاء الحرب على غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم ودخول مساعدات كافية إلى القطاع.
وبوساطة تلك الدول، أبرم اتفاق هدنة مؤقتة بين الطرفين، استمر أسبوعا حتى مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي، جرى خلاله تبادل أسرى وإدخال مساعدات محدودة إلى القطاع.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على قطاع غزة بدعم أمريكي خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية” بحق الفلسطينيين.
صحيفة رأي اليوم الالكترونية