وزير الخارجية السوري في الرياض لكسب دعم اقتصادي وسياسي
أعرب وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لدى وصوله على رأس وفد إلى السعودية مساء الأربعاء، في أول زيارة رسمية لمسؤول في السلطات الجديدة في دمشق إلى الخارج، عن أمله في أن تفتح هذه الزيارة “صفحة جديدة ومشرقة في العلاقات” الثنائية فيما يبحث حكام سوريا الجدد عن دعم خليجي في مواجهة الكثير من التحديات السياسية والاقتصادية.
وزير الخارجية السوري في الرياض
وكتب الشيباني على حسابه في منصة إكس “وصلت منذ قليل للمملكة العربية السعودية الشقيقة. برفقة وزير الدفاع مرهف أبوقصرة ورئيس الاستخبارات العامة أنس خطاب. من خلال هذه الزيارة الأولى في تاريخ سوريا الحرة، نطمح إلى أن نفتح صفحة جديدة ومشرقة في العلاقات السورية السعودية. تليق بالتاريخ العريق المشترك بين البلدين”.
ويسعى حكام سوريا الجدد لكسب دعم الرياض في مواجهة التهديدات الإيرانية التي تصاعدت مؤخرا. خاصة بعد تصريحات المرشد الأعلى علي خامنئي. وفي ظل تحديات اقتصادية وجهود لإعادة اعمار البلاد. حيث تشير الزيارة الاولى لوزير الخارجية السوري لحجم الاهتمام التي تحظى به المملكة لدى السلطات السورية الجديدة.
بدورها لا تريد المملكة ترك المكان فارغا أمام نفوذ دول مثل تركيا وقطر .أو حتى إمكانية استعادة طهرا لنفوذها السابق. وبالتالي سيكون لها دور كبير في دعم التجربة الجديدة. رغم بعض التحفظات المتعلقة أساسا بالعلاقة القديمة التي ربطت بعض الفصائل السورية المشكلة للحكم الجديد بتنظيمات جهادية مثل القاعدة وداعش أيضا.
وهذه أول زيارة تقوم بها السلطات السورية الجديدة منذ إطاحة الرئيس السابق بشار الاسد مطلع ديسمبر/كانون الاول الفائت. وبحسب وكالة الأنباء السورية (سانا) فإنّ الوفد وصل إلى العاصمة السعودية الرياض “بدعوة من وزير الخارجية السعودي”.
والشهر الفائت، التقى وفد سعودي قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع في دمشق. وفق ما أفاد مصدر قريب. من الحكومة.
ويتزعم الشرع “هيئة تحرير الشام” التي قادت هجوم الفصائل المعارضة الذي انتهى بإطاحة الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الاول.
للسعودية “دور كبير جدا” في سوريا
والأسبوع الماضي، توقع في مقابلة مع قناة العربية أنّ يكون للسعودية “دور كبير جدا” في سوريا حيث يمكن أن تستفيد من “فرص استثمارية كبرى” بعد سقوط نظام الاسد.
وأوضح أن “الرياض تسعى إلى أن يكون هناك استقرار في سوريا. استقرار سوريا يصب في صالح السعودية بشكل مباشر وصالح الخليج العربي بشكل عام”.
وقطعت السعودية، على غرار دول خليجية أخرى، علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا وأغلقت سفارتها في فبراير/شباط 2012، احتجاجاً على استخدام دمشق القوة في قمع احتجاجات شعبية اندلعت العام 2011 وسرعان ما تحولت الى نزاع مدمر.
وقدمت الدولة الخليجية إلى جانب قطر ودول عربية أخرى، خصوصًا في السنوات الأولى للنزاع، دعماً للمعارضة السياسية والمسلحة، ودعت إلى ضرورة تغيير النظام في سوريا، لكن تغييراً طرأ على العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة، وعادت الزيارات واللقاءات بين مسؤولي دمشق والرياض.
وفي مارس/آذار 2023، أعلنت الرياض أنها تجري مباحثات تتعلق باستئناف الخدمات القنصلية بين البلدين. وقادت السعودية بعدها جهودا دبلوماسية أعادت سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية في قمة جدة التي حضرها بشار الأسد في مايو/أيار من ذلك العام.
ويبدو أن الرياض قد تفاجأت بشكل كبير بعملية التغيير السريعة التي حدثت في سوريا وسقوط نظام الأسد وتعمل على حاليا على التعامل مع الوضع الجديد وسط حالة من الترقب بسبب ماضي حكام سوريا الجدد وارتباطهم السابق بتنظيم القاعدة وبالأفكار الجهادية.
ميدل إيست أون لاين