وسائل التواصل الاجتماعي …مرض العصر الحديث
تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي ثمرة من ثمرات النهضة العلمية والتكنولوجية المعاصرة، والتي تعد نقلة نوعية في وسائل الاتصال والتواصل، عبر ما يعرف بشبكات الإنترنت، وما تتضمنه من خدمات ومواقع متعددة، في شتى المجالات .
و مع ازدياد استخدامها تحولت إلى هاجس عند معظم الأشخاص , التي باتت حياتهم متعلقة بها و لا تستقيم دونها , فقد استحوذت على اهتمام الناس صغارهم وكبارهم , من كل الفئات و الطبقات , و مختلف المستويات الثقافية .
لتتحول مع مرور الوقت إلى إدمان عند كثيرين , ما أدى إلى تسميتها بمرض العصر الحديث . ومع التطور الهائل في وسائل التكنولوجيا ,أصبح استخدامها جزأ لا يتجزأ من الحياة فكان الفيسبوك والتويتر، والماسنجر، و الواتس أب وغيرها الكثير.. العنوان البارز بين الناس و من الأشياء المهمة في حياتهم .
البعض قد يراها مجرد أدوات للتواصل والحصول على الأخبار ودورها بسيط في حياة الناس لكن الحقيقة غير ذلك ، فالدور الذي تلعبه هذه الشبكات كبير جداً والتغييرات التي تحدثها في المجتمعات لا يستهان به.
فوسائل التواصل الاجتماعي تعتبر أحد مداخل التطور العصري ولها إيجابيات كثيرة:
– كتنمية وتطوير الذات من خلال اكتساب مهارات التواصل وتحقيق الإبداع في مجالات متعددة بالحياة
– تبادل الخبرات عبر التواصل الاجتماعي, و تقوية العلاقات الاجتماعية مع أصدقاء متجددين.
– صقل شخصية الفرد من خلال سعة ثقافته واندماجه مع المحيط الثقافي إلكترونياً .
– متابعة آخر المستجدات في كل أنحاء العالم، و التواصل مع أصدقاء أو أقارب بعيدين جغرافياً.
لكن بدأت تظهر الكثير من المشكلات والسلبيات لتلك الوسائل والتي أصبحت واضحة بشكل كبير وتؤثر على مستخدميها و منها :
ضعف العلاقات الإنسانية
و هي من أكبر المشكلات الموجودة في وسائل التواصل الاجتماعي , ففي الوقت الذي تتطور به التكنولوجيا و تتوسع فيه مواقع التواصل الاجتماعي . عملت هذه الوسائل على التسبب بفجوة في التواصل الحقيقي بين العائلات و الأصدقاء و غيرهم . فهي من المفترض أن تكون أدوات لزيادة التواصل بين الناس لكنها في الحقيقة أداة تؤدي إلى إضعاف العلاقات الاجتماعية والإنسانية , فالتواصل الذي يتم عبر الحياة الافتراضية ليس تواصلاً مكتمل الأركان يكاد يكون خالياً من المشاعر, وبتنا نرى كثيرا عند الاجتماعات العائلية أو لقاء الأصدقاء أن كل شخص منهم منشغل بهاتفه دون الالتفات لما حوله .
هي أداة لنشر الأخبار المغلوطة وغير الصحيحة و نشر الشائعات :
يستخدم بعض الأشخاص مواقع التواصل الاجتماعي استخداما سيئاً . فهناك عدد كبير من الأخبار غير الصحيحة التي تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي يومياً.، ويصدقها الكثير من المستخدمين ويعيدون نشرها مرة أخرى , ما يتسبب في تداول الكثير من الإشاعات التي تؤثر على بعض أفراد المجتمع بشكل كبير.إلى جانب زعزعة الثقة بالآخرين، ففي عالم الشبكات الاجتماعية ، تغيب المصادر الموثوقة مما يؤدي إلى انتشار الأخبار الكاذبة مثل النار في الهشيم في هذه الشبكات ، وخاصة تلك الأخبار الحساسة والمهمة التي تتسبب في تشويه سمعة الآخرين، ونشر الفتن، و المساس بكرامة الأفراد , أو إثارة الذعر في قلوبهم .
استخدام مواقع التواصل الاجتماعي تؤثر على الحالة النفسية للمستخدم
يزيد استخدام مواقع التواصل الاجتماعي المفرط إلى زيادة الإحساس بالوحدة و الاكتئاب. وإدمان الجلوس أمام الإنترنت، بالإضافة إلى عدم رغبة المستخدم في الاختلاط والمشاركة في الحياة و زيادة الشعور بعدم الثقة بالنفس . والاكتفاء بمتابعة الحياة عبر الشاشة ومراقبة أصدقائه ومعارفه بدلا من التفاعل معهم .
أما إذا أخذنا جانب أخر من الجوانب السلبية الهامة
فهي تتمثل بالأعمال التخريبية الممنهجة و التي تقف وراءها دول أو تنظيمات أو جماعات وهذا هو الأخطر و لا أدل على ذلك ما نراه الآن من دور مواقع و وسائل التواصل في تنمية الحالة الإرهابية. و التي تأخذ أشكال تحريضية في صور مختلفة (( ذات طابع ديني وعنصري قومي و مذهبي …. ))
و سنفرد لهذا الجانب بحث خاص لاحقا