وصية كاتب

(1) وصية كاتب !
أيها ((القاتل)) من بلادي..
لا أريدك أن تذبحني بالسكين !
ولا أحب أن أموت رميا بالرصاص ..
وأكره أن أموت كما تموت البعير وسورية وفلسطين خلف ظهري ..
ولي أمنية أن لا يمنع عني الهواء عندما أعدم شنقا ..
أشعر بصقيع يأكلني حين أسمع أن شخصا مات وهو ينزف !!
أنا سأدلك ..
اسمع كيف يمكنك قتلي :
ضع يدك الأولى على يدي اليمنى، وأمسكها ..
أمسك القلم الذي فيها ..
ضع يدك الثانية على فمي، وأغلقه ..
امنعني من الكتابة ..
امنعني من الكتابة.. ويكفي !
لا تنظر إلى عيني اليمنى، وأنا أموت ..
ففيها أراك أخا..
ولا تنظر إلى عيني اليسرى ، ففيها أراك أملا ..
أنت سوري يا رجل !!
انظر إلى قلبي وهو يخفق آخر الخفقات ..
ألا تشعر أنه مثل قلبك؟ ..
إذا ..
اذهب وعد بعد يومين .. تجدني حمامة !
(2) خروف !
نمت باكرا ليلة العيد . وعندما استيقظت فجرا ، لم أشأ أن أوقظ الخروف الموجود في داخلي، قلت في نفسي : (( دعه ينام ، فقد يظن أنني سأذبحه !)).
أفاق الخروف لوحده .
كان مكفهر الوجه ، لا يعلم أنني سآخذه إلى الحديقة، وأركض أمامه ويركض خلفي!
فككت رباطه فرمقني برجاء واضح، وكأنه يقول لي : لاتذبحني .
وانطلقنا، هو يركض وأنا أركض.. هو يلعب وأنا ألعب..
أضحك وأضحك، والخروف يضحك ويضحك، ولم نتوقف عن الضحك إلا عندما سقطت قذائف الهاون حولنا، فتحولنا إلى ذئبين !
(3) لو ..
لو أن لي سلطة القاضي ..
أو سلطة الميزان ..
أو ربما، لو كان اسمي ((عادل )) ..
لرسمت فوق بلادي يدا مفتوحة بحنان !
لو أن لي سلطة عليا ..
ولتكن سلطة ((السلطان))
لرميت فوق شعبي نصا سماويا : اسمه الغفران !