تحليلات سياسيةسلايد

وفد أميركي في دمشق لاستكشاف توجهات حكام سوريا الجدد

عقد قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع الجمعة في دمشق لقاء مع وفد دبلوماسي أميركي برئاسة مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف، وفق ما كشف مصدر من السلطة الجديدة.

وقال المصدر من دون الكشف عن هويته “نعم صحيح، جرى اللقاء وكان إيجابيا، وستصدر عنه نتائج إيجابية إن شاء الله”.

وكان من المفترض أن تعقد مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط مؤتمرا صحافيا، لكن تمّ إلغاؤه “لأسباب أمنية”. وبعدما انتظر الصحافيون لأكثر من ساعة في أحد فنادق العاصمة السورية، تمّ إبلاغهم بإلغاء المؤتمر.

ومن المؤكد أن إدارة السلطة والتعامل مع الأقليات ورفع العقوبات وملف قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الغرب وتنظيم داعش إضافة للنفوذين الروسي والايراني والموقف من احتلال إسرائيل للمنطقة العازلة في الجولان كانت من بين الملفات التي طرحت خلال الاجتماع.

ووصل المبعوث الرئاسي لشؤون الرهائن روجر كارستينز، والمستشار المعين حديثا دانيال روبنستين، والذي كُلف بقيادة جهود الخارجية الأميركية في سوريا والدبلوماسية الأميركية البارزة في شؤون الشرق الأوسط باربرا ليف لدمشق للاجتماع بالسلطات الجديدة بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.

وتأتي الزيارة في الوقت الذي تفتح فيه الحكومات الغربية قنوات اتصال تدريجية مع هيئة تحرير الشام وزعيمها أحمد الشرع، ومناقشة إمكانية رفع تصنيف الهيئة من قائمة المنظمات الإرهابية. وتأتي زيارة الوفد الأميركي في أعقاب اتصالات فرنسية وبريطانية مع السلطات السورية الجديدة في الأيام الأخيرة.

ووصف الرئيس الأميركي جو بايدن وكبار معاونيه الإطاحة بالأسد بأنها فرصة تاريخية للشعب السوري الذي عاش لعقود تحت حكمه الظالم، لكنه حذر أيضا من أن سوريا تواجه فترة من الخطر والضبابية.

وقال المتحدث باسم الخارجية إن المسؤولين الأميركيين سيناقشون في اجتماعاتهم مع ممثلي الهيئة مجموعة من المبادئ مثل الشمول واحترام حقوق الأقليات التي تريد واشنطن تضمينها في الانتقال السياسي في سوريا حيث تسعى السلطات الاميركية لاشراك حلفائهم الأكراد في السلطة رغم المخاوف التي تبديها تركيا بينما لم يعارض قائد هيئة تحرير الشام هذا التوجه داعيا لتوحيد البلاد ومنع تقسيمها.

وسيعمل الوفد أيضا على الحصول على معلومات جديدة عن الصحفي الأميركي أوستن تايس، الذي سقط في الأسر خلال رحلة صحفية إلى سوريا في أغسطس/آب 2012، ومواطنين أميركيين آخرين فُقدوا في عهد نظام الأسد.

وقال “إنهم سيتواصلون بشكل مباشر مع الشعب السوري، بما في ذلك أعضاء من المجتمع المدني ونشطاء وأعضاء الجاليات المختلفة والأصوات السورية الأخرى حول رؤيتهم لمستقبل بلادهم وكيف يمكن للولايات المتحدة أن تساعد في دعمهم”.

وأضاف أنهم “يخططون أيضا للقاء ممثلي هيئة تحرير الشام لمناقشة مبادئ الانتقال التي أقرتها الولايات المتحدة والشركاء الإقليميون في العقبة بالأردن”. وسيكون بقاء القوات الأميركية في سوريا ضمن الملفات المطروحة.

وقال المحلل السياسي هنري باركي في تحليل نشرته نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأميركية ان انسحاب واشنطن من الملف السوري خطأ كبير يعيد الحياة إلى النفوذ الإيراني والروسي مشيرا خصوصا لتنامي النفوذ التركي.

وقبل وصول الوفد تظاهر عدد من السوريين في ساحة الأمويين للمطالبة بدولة علمانية مدنية معبرين عن مخاوفهم من تأسيس دولة دينية تهدد حرياتهم وحقوقهم.

وقد أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أن عدد الجنود الأميركيين في سوريا حاليا يقارب ألفي جندي، وليس 900 كما كان معلنا منذ فترة طويلة ما يشير لرغبة الولايات المتحدة في البقاء فترة أطول رغم سقوط الأسد بذريعة مكافحة تنظيم داعش.

وقال المتحدث باسم البنتاغون بارتريك ريدر، في مؤتمر صحفي، الخميس “علمت اليوم أن هناك قرابة ألفي جندي أميركي في سوريا، وهذه القوات الإضافية كما تم التوضيح لي تعتبر قوات مؤقتة منتشرة لتلبية متطلبات المهمة (محاربة داعش)”، مشيرًا إلى أن عدد الجنود كان يبلغ 900.

ولفت إلى إن هؤلاء الجنود الأميركيين البالغ عددهم حوالي 2000 جندي تم نشرهم بسوريا قبل الإطاحة بنظام البعث.

 

 

ميدل إيست أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى