تحليلات سياسيةسلايد

وقت الانفجار اقترب وإسرائيل تستعد ليوم “الغضب الفلسطيني”

منذ ما يقارب العام أو أقل قليلا وكافة التقارير الإعلامية والأمنية والاستخباراتية وحتى السياسية، تؤكد أن وقت الانفجار داخل الأراضي الفلسطينية بات يقترب كثيرًا، وأن ما تبقى فقط إعلان “ساعة الصفر” لانطلاق أخطر السيناريوهات التي تخشاها دولة الاحتلال.

إسرائيل التي تتوقع اقتراب هذا السيناريو كثيرًا في ظل المعطيات المتوفرة وحالتي التصعيد والاحتقان السائدين في الساحة خاصة في القدس ومدن الضفة والداخل المحتل، بدأت تستعد جيدًا لهذا اليوم وأمرت كل مستوياتها السياسية والأمنية بالاستعداد جيدًا لـ”يوم الانفجار”.

هذا التخوف كشفت عنه اليوم صحيفة “هآرتس” العبرية، حين أكدت أن الشرطة الإسرائيلية وكذلك جهاز الأمن العام “الشاباك” يستعدان لاحتمال تصاعد الأحداث في الأراضي الفلسطينية خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، خاصةً مع قرب شهر رمضان والأعياد الإسلامية واليهودية، وفي ظل حالة التوتر القائمة نسبيًا في القدس حاليًا.

وبحسب الصحيفة، فإن الشرطة والشاباك يعتبران أن هذه الفترة هي أكثر الفترات لإمكانية تفجر الأوضاع حتى في أوساط فلسطينيي الداخل، مشيرةً إلى تقديرات أمنية بأنه في حال اندلعت مواجهات بالقدس والداخل فإنها ستبقى محدودة ولن تؤدي إلى تصعيد أمني واسع كما جرى مع غزة في مايو/ أيار الماضي، ولكن كجزء من الدروس المستفادة والتقييمات الاستخباراتية الخاطئة العام الماضي فإن المناقشات الداخلية لا تستبعد احتمال انضمام غزة للتصعيد.

وأشارت الصحيفة إلى تقويم مليء بالأحداث بدءًا من يوم الأرض في الثلاثين من الشهر الجاري، ومن ثم شهر رمضان بداية أبريل/ نيسان المقبل وإمكانية حصول مواجهات بسبب الصلاة في الأقصى كل جمعة، و”عيد الفصح” اليهودي في الخامس عشر من الشهر المقبل، ويليه “مباركة الكهنة” واقتحام الأقصى، ما قد يرفع حالة التوتر في الأقصى، ومن ثم عيد الفطر تزامنًا مع إحياء ما يسمى بـ “ذكرى ضحايا الجيش الإسرائيلي”.

واعتبرت أن كل هذه المناسبات قد تؤدي إلى تفجر الأوضاع في ظل الاحتكاكات المباشرة ولا سيما في القدس واللد وعكا كمدن مختلطة، خاصةً وأنه في العاشر من مايو/ أيار سيحيي الفلسطينيون ذكرى إطلاق صواريخ على القدس وبدء عملية “حارس الأسوار”، واستشهاد موسى حسونة من اللد، إلى جانب إحياء ذكرى النكبة في الخامس عشر من مايو/ أيار.

ولفتت إلى أن التركيز في انتشار القوات الإسرائيلية سيكون في 3 مراكز رئيسية، هي الشيخ جراح وباب العامود والمسجد الأقصى، مشيرةً إلى تراجع حدة المواجهة في الشيخ جراح في ظل وقف إخلاء العائلات من هناك وتوقف المتضامنين عن الوصول إليه، إلى جانب الحفاظ على الوضع الراهن في المسجد الأقصى لتبقى ساحة باب العامود هي مصدرًا محتملًا للصراع، وقد يكون لسلوك الشرطة الإسرائيلية في مواجهة الفلسطينيين هناك حافز لإشعال الأوضاع، فضلًا عن التغييرات في الوضع الراهن داخل البلدة القديمة بعد عملية الطعن أمس، والتي قد تنذر باتجاه تصعيد جديد.

وبينت أن التركيز خارج القدس سيكون على النقب واللد، باعتبارهما منطقتان متفجرتان في الآونة الأخيرة خاصة مع قرب يوم الأرض وإحياء ذكرى استشهاد فلسطينيين على يد الاحتلال في مايو/ أيار الماضي، مشيرةً إلى أنه منذ تلك الأحداث عزز جهاز الشاباك من جمع المعلومات الاستخباراتية في المدن المختلطة مع التركيز على اللد وعكا.

ووفق الصحيفة، فإن الشرطة الإسرائيلية ستجند خلال الأسابيع المقبلة، وحدتين من الاحتياط، للتعامل مع أي أحداث قد تتكرر كما جرى في مايو/ أيار الماضي.

ومع استمرار الاعتداءات في القدس والضفة، عبرت أوساط في حكومة الاحتلال عن خشيتها من أن تؤدي تلك الهجمات المستمرة، إلى جولة جديدة من التصعيد على جبهة غزة كذلك.

وقد أكد مسؤول إسرائيلي رفيع، أن رئيس الوزراء نفتالي بينيت، لديه الخشية حاليا من هذا السيناريو، ويشير هذا المسؤول الذي يعمل في حاشية بينيت، إلى أنه في بعض الأحيان لا يوجد مفر من الخروج الى جولة قتالية، ويضيف حسب ما نقل عنه موقع “واللا” العبري “لكن هذا لا يجب أن يحدث نتيجة استفزازات سياسية”.

وكان العديد من الفصائل والشخصيات الفلسطينية قد حذروا مرات عدة في الأسبوعين الأخيرين، من أن الاعتداءات الدامية على حي الشيخ جراح وسكانه، التي تتصاعد وتتخذ طابع التهويد العنصري، تعد ضرباً من “اللعب بالنار”.

وفي هذا الصدد أكد وزير شؤون القدس الأسبق والقيادي بحركة “حماس”، المبعد عن مدينة القدس المحتلة خالد أبو عرفة، أن الاحتلال بأذرعه المختلفة، يصعّد من عدوانه وانتهاكاته وجرائمه ضد شعبنا الفلسطيني وأرضه ومقدّساته في كل جغرافيا فلسطين التاريخية، خصوصًا تجاه أسرانا وأهلنا بمدينة القدس المحتلة وأحيائها بما في ذلك حيّ “الشيخ جرّاح”، مستغلًّا الانشغال الدولي بالحرب الجارية بين روسيا وأوكرانيا.

وتابع أن الاحتلال يتقن استغلال الظروف الداخلية (بالكيان) والأزمات (الإقليمية والدولية) واختلاق الذرائع، في محاولة منه لفرض ما يمكنه فرضه من وقائع جديدة، ضمن سياساته الاستيطانية والتهويدية والإجرامية المتواصلة تجاه شعبنا، إمّا داخل السجون، أو خارجها، بالضفة والقدس المحتلتَين والأرض الفلسطينية المحتلة منذ 1948، وقطاع غزة.

ونبّه إلى أزمات وظروف واتهامات داخلية تعصف بكيان الاحتلال بين أوساطه السياسية والأمنية، منذ نجاح عملية التحرر الذاتي لـ 6 أسرى فلسطينيين من سجن “جلبوع”، فجر 6 سبتمبر/ أيلول الماضي؛ الأمر الذي انعكس على ظروف الأسرى بالسجون كافّة، على نحو أكثر إجرامًا، وقسوة وصعوبة.

وحذّر الوزير الأسبق الاحتلال من عواقب استمرار هجمته العدوانية الشرسة على الأسرى، والمقدسيين لا سيّما في حيّ الشيخ جراح، الذين يواجهون نكبة تهجير وتطهير عرقي جديدة.

وأضاف: “على الاحتلال أن يستذكر النيران التي اشتعلت قبل عام من الآن في كل الأرض المحتلة”، في إشارة منه إلى معركة سيف القدس، التي اندلعت بمايو/ أيّار الماضي، مشدّدًا أن “شعبنا الفلسطيني وفي مقدمتهم المقدسيين، على استعداد لبذل المزيد من التضحيات دون تردّد؛ منعًا للمساس بمقدساتهم وأرضهم وحقوقهم وهويتهم”.

صحيفة راي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى