ولي العهد السعودي يبحث تحسين العلاقات في أول زيارة للأردن
التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الثلاثاء مع تحسن العلاقات وفي وقت يعاني فيه الاقتصاد الأردني من الآثار غير المباشرة لصراع أوكرانيا.
ويأمل رؤساء الشركات والمسؤولون في أن تسفر الزيارة عن البدء في مشروعات استثمارية بقيمة ثلاثة مليارات دولار على الأقل وعدت بها السعودية في السنوات الماضية لكنها لم تُنفذ.
وقال مسؤول أردني كبير إن صندوق الاستثمارات العامة، وهو صندوق الثروة السيادية السعودي، يدرس استثمار مليارات الدولارات في مشاريع بنية تحتية عملاقة في الأردن، ومنها مشروع سكك حديدية يقدر بنحو 2.5 مليار دولار.
وللسعودية ما يزيد على 12 مليار دولار من الاستثمارات في الأردن. وكانت أنقذت الأردن ذات مرة بضخ السيولة، لكنها أوقفت الدعم المباشر للميزانية.
ويقول محللون ان المملكة بحاجة الان الى دعم الميزانية، وهو ما يعني ان الاردن ربما كان ينتظر دعما مباشرا لخزينة المملكة، قبل تنفيذ وعود الاستثمارات التي تحتاج الى سنوات.
وأكد العاهل على “الدور المحوري للسعودية في دعم قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وتعزيز العمل العربي المشترك”. وقال ان الاردن “يقف دائما جانب السعودية في مواجهة أية اعتداءات تتعرض لها، وأن أمن السعودية من أمن الأردن والمنطقة”.
وقلد العاهل الاردني ولي العهد السعودي قلادة الحسين بن علي، وهي أرفع وسام مدني في المملكة وتمنح للملوك والأمراء ورؤساء الدول.
وقال مسؤولون قبل المحادثات إنها ستتناول بحث مزيد من السبل لمساعدة الاقتصاد الأردني الذي تضرر بسبب ارتفاع أسعار الوقود وارتفاع واردات الغذاء. ويستورد الأردن معظم احتياجاته من الطاقة. ونُقل عن الأمير محمد قوله في بيان عقب المحادثات إنه يؤكد حرص بلاده المتواصل على توطيد العلاقات الأخوية مع الأردن.
وأضاف الأمير محمد أن هناك فرصا كبيرة في الأردن ستعود بالنفع على البلدين.
ويقول المسؤولون إن متاعب الأردن الاقتصادية زادت مع توقف المنح الخليجية وعدم تلقي تمويل إضافي يذكر من المانحين الغربيين في السنوات القليلة الماضية لمواجهة بطء النمو وارتفاع معدل البطالة.
كما بحث الملك عبد الله أيضا مع الأمير محمد قمة تعقد في جدة الشهر المقبل يجتمع خلالها الرئيس الأميركي جو بايدن مع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي والعراق والأردن ومصر.
وقال مسؤول أردني إن السعودية والأردن تشعران بقلق عميق من طموحات إيران النووية وما ترى الدولتان أنه دور طهران المزعزع للاستقرار في المنطقة.
وتراجعت العلاقات في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عندما شعر الأردن الحليف الوثيق للولايات المتحدة بأن علاقات الرياض القوية مع الإدارة الأميركية قوضت دوره المحوري في صنع السلام بين العرب وإسرائيل.
كما توترت العلاقات بين السعودية والأردن بسبب اتهامات بأن السعودية كان لها دور في مؤامرة مزعومة ضد العاهل الأردني من جانب أخيه غير الشقيق حمزة بن الحسين.
ميدل إيست أون لاين