وهم نبوءات العرافين، وصناعة الأمل الحقيقي!  

 

خاص باب الشرق

في الآونة الأخيرة ارتفعت أسهم المنجمين والعرافين بطريقة كبيرة بين الناس  الذين يهتمون بكل ما يقال لهم بالتفاصيل الكبيرة والصغيرة ويحسبون حساباً لها بل و يصدقونها بطريقة غريبة جداً..

ولا نستغرب عندما يأتي أحد ويقول : لا تقلق المشكلة الاقتصادية بالبلد ستحل أو أن هذه الأمراض ستختفي باليوم كذا لان المنجم فلان قد تنبئ بهذا…. 

ربما يعود ذلك إلى اليأس و الإحباط  الذي يحيط بالمواطن بشكل كبير، فبات يسعى ليصدق أي خبر يجعله متفائلاً حتى ولو كان من عراف.

تكبر هذه الظاهرة في ظل غياب ظهور أصحاب القرار الذين من المفترض أن يضعوا المواطن بصورة ما يجري وما يحدث بكل شفافية، وخاصة بما يتعلق بموضوع فايروس كورونا و نتائجه الاقتصادي  التي كانت أكبر بكثير من الوبائية،  فالمواطن المضغوط والذي نجا من الحرب وضغوطها النفسية والمادية والاجتماعية بات يعاني الآن من مشاكل اقتصادية جمه، وهذه  المعاناة سببها الأكبر عدم إدارة الأزمة بطريقة صحيحة بل بشكل تجريبي ، بحيث أصبح المواطن بحالة انعدام وزن  وبحالة أسوأ مردها إلى عدم القدرة على ضبط الغلاء الفاحش لبعض المواد الأساسية و تبدل أسعارها بشكل يومي  صعوداً دون أي رقيب أو حسيب .

كنا قد تربينا منذ نعومة  أظفارنا على حديث ” كذب المنجمون و لو صدقوا ”  لكن الإحباط هو الذي دفع المواطن للتسمر أمام شاشات التلفزة عند ظهور أحد العرافين المشهورين حاليا عله يسمع  خبراً يُدخل الأمل إلى قلبه لمعرفة متى نهاية هذه الأزمة أو كما يقولون متى الخروج من هذا النفق المظلم.

وهنا نتساءل هل أصبح المواطن على اختلاف شرائحه الاجتماعية وثقافاته بانتظار أن يطل عليه أحد العرافين ليعطيه جرعة أمل لغد مشرق متفائل أم هم بحاجة ليكون أمام الحقائق والوقائع الحقيقية ليبني عليها ظروف حياته .

عذرا أيها السادة المسؤولون ..

نحن الآن ننتظر ظهور العرافين على الشاشات ليخبروننا ببعض الأخبار المتفائلة عن خططكم للتعايش مع هذه ظروف .

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى